خربشات الثقافية
العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي Eniie10

خربشات الثقافية
العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي Empty
مُساهمةموضوع: العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي   العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي Uhh1017/4/2010, 8:17 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


أول دراسة جامعية أكاديمية عليا عن شيخ وادي الفرات

ولد الشيخ العرفي في دير الزور 1896 م ونشأ في بيت علم ودين درس عند الشيخ حسين الأزهري وإجازه وكتب العديد من الكتب منها شرح ابن يعيش وبستان العارفين للنوري وسرانحلال الأمة العربية وكان عضواً في المجلس النيابي السوري و عضو في المجلس الاسلامي الأعلى . ورئيساً له قبل حله وعضو في المجمع العلمي العربي بدمشق ورئيساً لمصلحة أوقاف في دير الزور .‏

توفي في دير الزور عام 1956 .‏

وشيعته المدينة باكية ورثاه الشاعر الفراتي قائلاً :‏

قلت يوماً وكنت عدلاً سوياً‏

لا تخف أن تموت ما دمت حياً‏

صدق الزعم ثم مت أمامي‏

فاطو دوني مراحل الخلد طياً‏

الباحث عبد الباسط أبو كامل أجرى دراسة حول العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي نال فيها شهادة الماجستير في الدراسات الاسلامية الفرات التقت الباحث وكان الحوار التالي‏

س- لماذا الدراسة عن الشيخ العرفي؟ وهل هي الأولى من نوعها ؟‏

ج- درست في مدرسة الشيخ محمد سعيد العرفي بداية, وعملت في حقل الإمامة والخطابة والتدريس, وهي مهام كان يشغلها العرفي, فكان لابد من الرجوع إلى أسوة في هذا الصدد, مما شكل حافزاً لتلك الدراسة.‏

- أضف إلى ذلك أن حب الوطن من الإيمان, والعرفي عاصر خمسة أشكال من الحكم, وهي: نهاية الدولة العثمانية, والاستعمار البريطاني, والاستعمار الفرنسي, والحكم العربي ( الفيصلي), ومرحلة ما بعد الاستقلال, إضافة لمعاصرته حربين عالميتين, وماتَحَمَّل من أعباء مواقفه, من مصادرة أملاكه وكتبه ومؤلفاته, والنفي والإبعاد عن البلاد, إلى أنطاكية في لواء إسكندرون السليب, ثم إلى مصر لمدة سنتين عاد بعدها, ليتسلم منصب الإفتاء, الذي قام به خير قيام حتى وفاته.‏

- وله مشاركات سياسية جهادية بالعالم الإسلامي, وتنقل بعواصم إسلامية, وكان له حضور يذكر, حتى أن ملك اليمن عرض عليه الوزارة, وأن يبقيه مستشاراً له فأبى إلا الرجوع لبلده.‏

- كل هذه المواقف المشرفة كانت الباعث الحثيث لهذه الدراسة المتواضعة, التي أتشرف القيام بها, وإذا علمت أن العرفي أول من أرسى قواعد الثقافة في هذا البلد, بحيث أنشأ المكتبة الوطنية, التي هي نواة مكتبة المركز الثقافي بديرالزور, وساهم بتعيين الشاعر الفراتي مديراً لها, وأسهم في تأسيس الجمعية الخيرية بديرالزور, وما تقدمه من نفع للمجتمع, إضافة إلى كثير من بناء المدارس والمستشفيات والمساجد والأعمال الخيرية, فبحق من واجب أبناء البلد أن يهتموا بتراثه, ويلزمه أكثر من دراسة أكاديمية, تبرز أعماله لحيز الواقع.‏

- هذه الدراسة تعتبر الأكاديمية الجامعية الأولى من نوعها في هذا الصدد, على صعيد البحث العلمي, وحتى لانبخس الناس أشياءهم, فقد كانت دراسة الباحث: أحمد شوحان رحمه الله حجر الزاوية بداية, كدراسة شخصية, ولكنها لاتفي الآن بالغرض حيث الجامعات قد انتشرت, والباحثون بحاجة إلى مرجع موثق أكبر, يرجعون إليه في دراساتهم, فكانت هذه الدراسة.‏

س- هل يمكن باختصار أن تعطينا ملخصاً عن الدراسة التي قمت بها ؟ وأهم نتائج البحث؟‏

ج- لم تكن الدراسة كرواية, يولد البطل أول القصة, ويموت بآخرها, وإنما لما امتاز عنا العرفي بملكات ومواهب, فكانت الدراسة تتألف: من مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة, فيها أهم نتائج البحث.‏

فالباب الأول: كان عن عصر العلامة العرفي, تحدثت فيه عن الأحداث والبيئة, التي كان لها دور في توجيه شخصية العرفي العلمية منذ نعومة أظفاره, مروراً بفترة عنفوانه وشبابه, وانتهاءً بمرحلة النضج والكمال, وكانت على أربعة فصول: الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, والبيئة العلمية.‏

وأما البابُ الثاني: فكان لشخصيةِ العرفي, وما تمتعتْ به من مواهبَ وملكاتٍ استعداديةٍ, تكلؤها العنايةُ الربانيةُ, وفيه خمسةُ فصولٍ: حياتُهُ, ونشأتُهُ العلمية, ووظائفُهُ التي مارسها, وجهوده العلمية, وبعضٌ من مواقفه.‏

أما البابُ الثالثُ والأهمُ: فكان دراسةً تحليليةً لتراثِ العرفي, تضمنت ثلاثةَ فصولٍ: آثارهُ المخطوطةُ, والمطبوعةُ, والأعمالُ التي تركها, وأقوال العلماء فيه.‏

وعرضتُ ملاحقَ للبحثِ, آثرتُ إيرادَها تعزيزاً وتوثيقاً لما بحثتُهُ, وإظهاراً لوثائق ذلك العصر, لأنها من حقوقِ المسلمينَ الواجبُ عَرْضُها عليهم, وهي جزءٌ من ملفاتِ الزمنِ, الذي عاشَ فيه العرفي.‏

وأما الخاتمةُ: فقد تضمنتْ خلاصةَ البحثِ والنتائجَ والتوصياتِ, التي توصلتُ إليها, من خلال البحثِ والدراسةِ. وأهمها:‏

- معاصرته لخمسة أشكال من الحكم, وله حضور يذكر في كل مرحلة.‏

- للبيئة دور في نضج الشخصية العلمية.‏

- ضرب المثل الأعلى في العلم والأخلاق, وترجمه إلى واقع ملموس مع تلاميذه ووظائفه, التي مارسها من تدريس ووعظ وإرشاد ودعوة وخطابة ومحاماة ونيابة وسياسة وإفتاء.‏

- جهوده العلمية تثبت مقدرته الفكرية, وأنه يجيد العوم والغوص في علوم الشريعة والعربية, وليس كثيراً أن يقال عنه: المفسر المحدث الأصولي الفقيه المؤرخ النحوي النَّظَّار...‏

- وفي مواقفه صورة العالم, الذي يأخذ بزمام الأمور في الوحدة الإسلامية ومحاربة الاستشراق والتبشير, التي هي نتاج الاستعمار, والتي نتجرع مرارتها إلى يومنا هذا.‏

- في دراسة تراثه وما احتوى من مناهج وأساليب وخطط وأهداف وغايات, يخبرنا أن وراء ذلك عقل ثاقب, وهمة عالية, وصبر جميل, مُزِجَ بتقوى وصلاح, سخره لخدمة دينه ومجتمعه, وكان ينسج من حطام الدنيا ما يدخره له في الآخرة, وهذا هو سر إبداع العرفي وتفوقه على أقرانه.‏

- الجنائز شاهدة على العمل, فالذين استقبلوه لدى عودته من مصر, وكان عرساً شعبياً ورسمياً آنذاك, هم الذين ودعوه لمثواه الأخير.‏

- ما كتب في حقه من أقوال المنصفين, وضح كثيراً من جوانب شخصيته, بتعبير: العرفي في عيون غيره من أهل العلم.‏

- وأخيراً فإن فائدة دراسة الشخصيات: تكشف جوانب كثيرة للداعية المسلم, بحيث يُقِّيم أعماله ويراجعها, ويستفيد من تجارب الآخرين.‏

وأما التوصيات: فدعوة لتحقيق وطباعة أعماله الكاملة, وعمل موقع على الانترنت يجمع تراثه, ورصد جوائز لذلك, وأن تتبنى وزارة الثقافة إصدار وترجمة تراثه إلى لغات أخرى, وبمناسبة مرور نصف قرن على وفاته, دعوة الكتاب والباحثين لأسبوع ثقافي, يقام في بلده أو في العاصمة دمشق للتعريف به, وتخصيص منابر وسائل الإعلام: من صحافة وتلفزة ومحاضرات وندوات من قبل أكاديميين مختصين للتعريف به وبتراثه, وإشباع البحوث تحقيقاً وشرحاً ودراسة.‏

س- علمنا أنكم تُحَضِّرون لنيل شهادة الدكتوراه, هل سيكون الموضوع جديد, أم متابعة عن الشيخ العرفي ؟‏

ج- في الحقيقة إنني حريص على المتابعة, وقد تقدمت بثلاثة مشاريع في هذا الصدد.‏

الأول: دراسة وتحقيق: لسيرة خالد بن الوليد , والثاني: دراسة وتحقيق: لفتاوى العرفي, على مدى سبعة عشر عاماً, بحيث يستفيد منها من يتصدر للإفتاء الشرعي.‏

وأما الثالث: فهو: دراسة وتحقيق لشرح رياض الصالحين, الذي بدأ به العرفي ولم يكمله بسبب وفاته, وكل هذه المشاريع لاتزال مخطوطة, وعسى أن نوفق وترى النور, ليستفيد منها الباحثون وطلاب العلم.‏

س- ما هي العقبات والمشاق, التي تواجه الباحث أثناء الدراسة ؟ وكيفية التغلب عليها ؟‏

ج- كنت أحسبُ أن إيرادها من قبل الباحثين, نوعٌ من الدعاية الإعلامية, لإظهار قيمةِ البحث, حتى وقعتُ في الميدان, الذي لم يكنْ لي الفرارُ منهُ, ولات حين مناص.‏

والله يشهدُ: كم عانيتُ وكابدتُ من المشاقِ! فقد تنقلتُ بين ديرالزور ودمشقَ وعمانَ وبيروتَ والشارقةِ ودبيَّ والقاهرةِ, وصرفتُ الجَهدَ والوقتَ والمالَ في سبيلِ ذلك, حتى أنني سافرتُ لمصرَ, من أجل وثيقةٍ وكتابٍ للعرفي, ولم أظفر بها, ولكمْ تجولتُ, وأجريتُ المقابلاتِ, وبحثتُ بصمتٍ, وأسهرتُ ليلي, وأظمأتُ نهاري, وَقَصَّرتُ حتى في واجباتي المنزليةِ والاجتماعية, فضلاً عن بعضِ الأورادِ والأذكار, التي كنتُ أتلوها آناء الليل وأطراف النهار, وطلباتِ الأطفال, الذين لا يقبلون الأعذار, وتأجيلهُا يكاد يكونُ ضرباً من المستحيل.‏

ولكم حدثتني نفسي العدولَ عن البحثِ, لقلةِ المراجع في البداية, ولعدم تعاونٍ, ممن حظي أو وَرِثَ كتاباً مخطوطاً, أو وثيقةً للعرفي تعزز الفكرة, وأريد أن أثبتها في مظانها, علماً أنك عندما تبحث عن مقالة أو محاضرة, مضى عليها قُرابة قرن من الزمن, فكأنك تحفرُ نفقاً بإبرة, أو تشربُ ماءَ البحرِ بملعقة, أو تولجُ الجملَ في سم الخياط, ولكن منعني الشعار الذي وطدت نفسي عليه منذ البداية:‏

لأستسهلن الصعب, أو أدرك المنى فما انقادت الآمالُ إلا لصابرِ‏

س- هل لك أن تضعنا في منهجية البحث, التي سلكتها في بحثك ودراستك؟‏

اتبعتُ المنهجَ الوصفيَّ التحليلي, الاستقرائيَّ الاستنتاجيَّ المقارنَ, ودرستُ الأفكارَ والجوانبَ المتعلقةَ بها, أفقياً وعمودياً وقطرياً, وأوضحتُ المنهجَ العلميَّ الذي اعتمدَهُ العرفي, وكيف تطور من خلالِ مؤلفاته, حتى نَضَجَ واكتمَلَ بكل مشاركةٍ علميةٍ, وترجمتُ للأعلامِ, وحللتُ الأفكارَ, واستنبطتُ النتائجَ مِنَ المقدماتِ, مروراً بالتعليقاتِ, التي حاولتُ ضبطها قَدْرَ المستطاع, وأجريتُ مقارناتٍ, وعملتُ فهارسَ تُسَهِّل الرجوعَ للبحثِ, الذي لخصتُهُ في الخاتمة, بوضعِ النتائجِ والتوصياتِ المستنبطةِ, وكان رائدي الحيدةُ والموضوعيةُ والواقعيةُ, وتركتُ الحكمَ بعد المناقشةِ والبحثِ, للقارئ.‏

وعلى كلٍِ, فإنَّ العرفيَّ سَعِدَ بجوار ربه, ولم يُكْرِمْنَا اللهُ اللقاءَ به, فنحترمُ شخصَهُ, وإنما نناقشُ أفكارَهُ ومناهجَهُ, وما توصل من نتائجَ, من خلالِ ما كتبَ, أو عَمِلَ, ( وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا, وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ.﴾)‏

س- في جامعة الفرات, ما هو موقع هذا البحث مستقبلاً ؟‏

ج- العرفي رحمه الله, كتب في علوم العربية والتاريخ والسياسة وعلوم الشريعة والتربية والسلوك, ولاشك أن هذه التخصصات متوفرة في الجامعات كتخصص كليات الآداب: من تاريخ, وأدب عربي, وشريعة, وعلوم سياسية, وتربية وعلم نفس.‏

فيحتاج الطالب أو الباحث لمرجع علمي عملي, فيدرس طرقه ومناهجه وأساليب البحث العلمي لدى العرفي, فيكون قدوة للطالب بشخصه وتراثه, باعتبار أن له تراث مطبوع, خاصة وأن هذا البحث سيأخذ طريقه إلى الطبع والنشر, إثر موافقة وزارة الإعلام على ذلك, ليكون بيد القراء وعشاق الحقيقة والمعرفة.‏

س- هل لك من كلمة أخيرة تقولها, أو أننا غفلنا عن أمر تحب أن تضيفه ؟‏

ج- أشكر لكم هذا المنبر الإعلامي, الذي سمح لي بإظهار عالم عامل قدم لبلده ديرالزور الكثير, وهذا من بعض حقه علينا, وإن من أسوأ البشر: أن يلعن آخرُ هذه الأمة أولَها, وتقديراً منكم لرفع شأن العلم والعلماء, بعد أن رفع الله من شأنهم, فأمنيتي أن يقبل القراء على دراسة البحث بقلب وعقل منفتح, متقبلين الرأي والرأي الآخر, ومعتقدين أن الكمال لله, وكل بني آدم خطاء, والعصمة للأنبياء, وأن الذين يعملون يخطئون, وقديماً قالوا: إنه لا يكتب إنسانٌ كتاباً في يومه, إلا قال في غده, لو غُيِّرَ هذا لكان أحسن, ولو ِزيدَ لكان يُستحسن, ولو قُدِمَ هذا لكان أفضل, ولو تُرِكَ هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر, وهو دليلٌ, على استيلاء النقص على جملة البشر, والحمدُ لله في الأولى والآخرة, والذي بنعمته تتم الصالحات.‏

الباحث في سطور‏

عبد الباسط عبد الصمد أبو كامل من مواليد ديرالزور 1958م.‏

- تلقى تعليمه في ديرالزور, والتحق بكلية الشريعة من جامعة دمشق وتخرج 1985م, ثم التحق بكلية التربية لنيل دبلوم التأهيل التربوي, وعمل مدرساً لمادة التربية الإسلامية في ثانويات ديرالزور.‏

- عمل إماماً وخطيباً ومدرساً في مساجد ديرالزور, إضافة لعمله في وزارة التربية.‏

أوفد مرشداً دينياً لأفواج الحجاج في الديار المقدسة من قبل وزارة الأوقاف.‏

- اتتدب للتدريس في دور المعلمين( الصف الخاص) لمدة سنتين:1991- 1993م, غادر بعدها البلاد للعمل بالتدريس في وزارة التربية والتعليم, بدولة الإمارت العربية المتحدة, ولايزال على رأس عمله حتى إعداد هذه السطور.‏

- شارك بندوات تلفزيونية في القنوات الفضائية: كالمستقلة والجزيرة ودبي والشارقة, وخضع لدورات تدريبية في مركز التطوير الإعلامي التابع لقناة الجزيرة, حول العمل الإخباري والبرامج الحوارية.‏

- شارك في دورات بمراكز البحوث العلمية, وأهمها: مركز البحوث للدراسات الاسلامية وإحياء التراث, ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث, بدولة الإمارات العربية المتحدة- دبي.‏

- حصل على شهادة الماجستير في الشريعة والقانون, ثم الماجستير في الدراسات الإسلامية, وكان موضوع رسالته, العلامة الشيخ: محمد سعيد العرفي (حياته- آثاره).‏
[center]


اتُهم الأستاذ العلامة محمد سعيد العرفي من عامة الناس وبعض المثقفين والمتدينين في مدينة دير الزور بشتى أنواع التهم لمخالفته لهم في معظم أفكارهم ومحاربته الكثير من البدع التي دخلت على الإسلام فشنوا عليه حملات دعائية حاولت النيل من هذا العالم الجليل والمجاهد الكبير.

فعندما كنا طلابا في المرحلة الثانوية سمعنا عن هذا الرجل الكثير من الأقاويل بعضها من مدرسينا وبعضها الآخر من أقاربنا الذين سمعوا أيضا عن هذه الشخصية التي ألفت حولها القصص الكثيرة وجميع الذين حدثونا عن الشيخ العرفي آنذاك لم يقرؤوا كتابا واحدا عنه‘إذ كانت جميع معلوماتهم عنه شفاهية تناقلها الناس فيما بينهم حتى أن بعضهم كان يظنه من أولئك الدراويش أصحاب اللحى الطويلة والعمائم الغريبة ممن يكتبون الحجب للنساء والأطفال والجهلة والبعض الآخر من خصومه اتهمه بالتعاون مع المستعمر الفرنسي وقبله التركي والطرفان لا دليل لديه مما رمى به الشيخ العرفي من تهم وقلة قليلة من أنصفه من أهل مدينته وقال فيه قولا حقا.‏

إذاً كان اتهام الآخرين للعلامة شفا هيا لأنك عندما تسألهم عن دليلهم في ذلك : يكون ردهم سمعنا من فلان وروى لنا فلان دون إحالتك إلى مصدر معين أو وثيقة ما تؤيد ما ذهبوا إليه ويبدوا أن مرض الغيبة والنميمة اللذان كانا متفشيين في مجتمعنا ولا يزالا كذلك كانا وراء ظلم الرجل.‏

وبعضنا ممن كان يهتم بالعلم والعلماء تأثر بذلك وبقي يردد ما سمعه من الناس دون بحث عن حقيقة هذا العالم والآخر وهو الأستاذ الباحث (أحمد الرمح) أعمل ذهنه فيما سمع فراح يبحث عن الحقيقة زمنا طويلا امتد إلى أربع سنوات قرأ وحلل وبحث خلالها في مئتي وثيقة لتثمر عن كتاب يعد من أهم الكتب التي تحدثت عن العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي عنونه ب(الأستاذ العلامة محمد سعيد العرفي مفكرا ومصلحا ومجاهدا)صدر عام2009حيث ضم خمسة فصول تناول فيها العرفي المفكر والمصلح والمجاهد متوقفا عند كل صفة من هذه الصفات محللا ومعلقا ومبديا لرأيه في كل فكرة يتعرض لها في تحليله وهنا لا يتسع المقال للوقوف عند كل مراحل حياة العرفي التي بحث فيه الأستاذ الرمح ولكن سأتوقف عند بعض القضايا الهامة التي لفتتني في هذا الكتاب وهذا لا يعني عدم أهمية مالم أتحدث عنه من تلك الأمور اللافتة للنظر أن الأستاذ العلامة كان من أشد المدافعين والمنافحين عن اللغة العربية سواء في محاضراته أو في مقالاته وكتبه العديدة حيث نراه يدافع عن اللغة العربية مشددا ومؤكدا على التمسك بها ومحاربة كل الدعوات التي تحاول النيل منها وبيّن آنذاك مخاطر الغزو الثقافي وسيادة اللغات الأوروبية‏

كما حذر من الدعوات التي كانت تروج لإحلال اللغة العامية محل اللغة العربية الفصحى وقد أفرد الأستاذ الشيخ العرفي في ذلك كتابا هاما هو(اللغة العربية رابطة الشعوب الإسلامية) وله كتاب آخر حول اللغة العربية ولكن للأسف لا يزال مخطوطا كما ذكر الأستاذ أحمد رمح هو (رسالة في علوم اللغة العربية) تضم أربعة فصول كان من أهم فصولها هو الرابع(حسب رأي الباحث) الذي عنونه العرفي (بحاضر اللغة العربية.).‏

القارئ لكتاب الباحث أحمد الرمح سيلاحظ أنه اتخذ لبحثه منهجا علميا اعتمد فيه على الوثيقة المكتوبة المطبوعة والمخطوطة ليحلل من خلال ذلك شخصية وفكر هذا العلامة الجليل لينصفه بالعقل لا بالعاطفة بالدليل المكتوب وليس بالكلام المنقول وبهذا يكون كتاب الباحث الرمح من أهم الكتب التي أنصفت الرجل وذلك من خلال توثيق سيرته واستعراض كتبه المطبوع منها والمخطوط وقراءتها قراءة باحث طارحا نتائجها محللا أفكارها رابطا أفكارها بواقعنا المعاصر.‏

وقد اعتمد الباحث في كتابه على ثلاثة مصادر هي 1- كتب الشيخ العرفي‏

2- مقالاته ومحاضراته‏

3-معاصروه.‏

ومن خلال قراءتي للبحث رأيت أن فكرة من الأفكار لم تناقش بشكل واف وهي سبب وقوف الشيخ العرفي ضد الأتراك حيث توصل الباحث إلى أن السبب في ذلك هو (( أن الأتراك هم سبب التخلف الفكري والحضاري في بلاد الشام عموما وتنازلهم في مسائل استراتيجيه هامة أمام الضغوط الأوروبية ومن هذه الضغوط السماح للمبشرين بممارسة نشاطهم في البلدان العربية والسبب الثاني المذبحة التي قام بها الأتراك ضد مدينة دير الزور )) .‏

وهنا أتساءل بدوري هل انتهى عهد التبشير وهل انتهت المذابح وهل انتهى التخلف الجواب لا ولكن للإنصاف نقول : إن الدولة العثمانية في نهاية عصرها أو حكمها أطلق عليها اسم الرجل المريض لكنها في بدايتها كانت دولة قوية فاحتلت معظم دول العالم وفي عهدها ألفت معظم الكتب الموسوعية في اللغة والجغرافية وغيرها من العلوم كما كانت من الدول التي اهتمت بالتنظيم الإداري والسياسي لولاياتها والذي لا نزال نعمل ببعضه حتى تاريخه لكن في فترة حكمها الأخيرة كان حكام ولاياتها طغاة والسلاطين في الأستانة ضعفوا ولم يستطيعوا السيطرة عليهم لذا اقتضى التفريق بين هذا العهد وذاك.‏

والشيخ العرفي كان رجلا وطنيا كما جاء بالكتاب فلم يكن يرضى بالظلم والتخلف وهما السببان ذاتهما اللذان جعلاه يحارب المستعمر الفرنسي أيضا.‏

وفي الختام لابد من ذكر قضية هامة وهي أن الباحث الرمح استند في معظم تحليلاته على كتاب الشيخ العرفي الهام (سر انحلال الأمة العربية ووهن المسلمين ) الذي يعده بمصاف كتاب( طبائع الاستبداد) للكواكبي‏

ويتبين من خلال هذا العرض الموجز لكتاب الباحث أحمد الرمح أن الشفاهية ظلمت الرجل وأن التدوين أنصفه‏

ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يعد مرجعا هاما لحياة عالم ولتاريخ مرحلة هامة يستطيع الباحث في حياة وفكر الأعلام الاطمئنان إليه


عدل سابقا من قبل المخربش العام في 17/4/2010, 9:06 pm عدل 2 مرات (السبب : اضافة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
 
العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشـــــــات على حيطان المكتبة :: شــــــــــــخصيات :: شخصيات فراتية-
انتقل الى: