خربشات الثقافية
شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Eniie10

خربشات الثقافية
شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1017/4/2010, 8:49 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





شاعر وادي الفرات محمد الفراتي ثمة اختلافات كثيرة حول مولد الشاعر محمد بن عطا الله بن محمود بن عبود، وعلى الأرجح أنه ولد في العام 1880، في مدينة دير الزور السورية. ومن تكايا دير الزور وكتاتيبها إلى الرواق الشامي في الأزهر الشريف.. ومن مقهى السرايا إلى مقهى خان الخليلي.. تلك كانت المسافة التي احتاجها الفتى كي يملأ روحه الشعر. رحلة الشاعر محمد الفراتي في التعليم والبحث عن المعرفة مضنية وتستحق الوقوف عندها، فبعد أن أنهى دراسته في المدرسة الابتدائية الوحيدة في المدينة، لم يجد أمامه سوى التكايا لإرواء عطشه المعرفي. وفي العام 1911، التحق الشاعر بالأزهر، وانتظم في الرواق الشامي، ولقب حينها بالشيخ الفراتي، لأنه كان ينظم القصائد الشعرية ويذيلها باسمه فما كان من زملائه إلا أن أطلقوا عليه اللقب، وكان من سمات الشعراء، آنذاك يلقبون أنفسهم نسبةً لبلدانهم مثل(ابن النيل) وغيره من الألقاب، لذلك لقب شاعرنا بالفراتي وعرف بهذا اللقب فيما بعد. تعرف خلال هذه المرحلة على نخبة من الطلبة الذين سيصبحون فيما بعد من أهم ركائز الأدب العربي المعاصر مثل طه حسين، وزكي مبارك، وعبد القادر المازني وغيرهم. في عام 1914 أجيز للفراتي، الافتاء والتدريس، ولكنه بقي في مصر، ولم يغادرها إلا حين انطلقت شرارة الثورة العربية حيث سافر إلى الحجاز لينخرط في صفوف الثوار. في مصر تفجرت قريحة الفراتي الشعرية، وفيها كانت أولى وقفاته الرسمية على منابر الشعر، حيث شارك بأمسية في دار الأوبرا، دعا فيها الشعراء لإغاثة الطلاب الشوام الذين تسببت الحرب العالمية الأولى في انقطاع صلاتهم مع أهلهم وأوطانهم، وقد شارك في هذه الأمسية عدد من الشعراء المصريين البارزين في تلك الفترة كان من بينهم الشاعر حافظ إبراهيم. في عام 1920 عاد محمد الفراتي إلى مسقط رأسه ليحارب الجهل والأمية، ببناء المدارس والانخراط في سلك التعليم، ومحاربة الاستعمار بالنضال المباشر عن طريق تشكيل خلايا المقاومة، حارب الخراب ويباس الروح، فطرح القيم الفنية والجمالية عبر الشعر والرسم لذلك قاسى الفراتي الاضطهاد والملاحقات والمنافي، فعاش مع عائلته سنوات من الحرمان والتشرد قضاها في العراق والبحرين وإيران. وأثناء إقامته في العراق، ارتبط الفراتي بصداقة قوية مع شعرائها البارزين وخاصة، الرصافي والزهاوي. ومن أصدقائه في سورية بدوي الجبل، وعمر أبو ريشة وأنور العطار. سُميت قصائد الفراتي بأسماء الأماكن التي كُتبت فيها، فالقصائد التي كتبها في مصر سميت «المصريات» والقصائد التي كتبها في الحجاز أيام الثورة العربية سماها «الحجازيات» وما كتبه في البحرين أسماه «البحرانيات» إضافة إلى ما كتبه في دمشق ودير الزور أسماه «السوريات». خاض الفراتي في كل مجالات الشعر وقضاياه، فكتب القصائد الوطنية والقومية وأجاد في تجربة الشعر السياسي الحديثة فالتحم بقضايا وطنه، وفي المنفى بكى الفراتي وطنه بكاءً مريراً، وانشغل بأحواله إلى الحد الذي كان ينسى فيه عائلته. على الرغم مما وفره له المنفى من أمن وسلامة. منعه من مشاركة أهله وإخوانه مصائبهم ومعايشة أحوالهم. فاحتلَّ الاتجاه الاجتماعي في شعره حيزاً كبيراً، عززه الفقر المدقع الذي لا حق الشاعر طوال حياته، والحرمان الذي لازم عائلته، إضافة إلى مظاهر الجهل والبؤس والاستغلال والإهمال الذي ساد المجتمع الفراتي عموماً. كل هذا أثر في شخصية الفراتي، وحساسيته الفنية الأمر الذي دفعه للتأثر بالاتجاهات الواقعية التي نشطت في تلك المرحلة، وهذا ما يفسر الآراء التي نسجت حول ميوله اليسارية- العلمانية. كتب الفراتي في معظم الاتجاهات الشعرية التي اتسمت بالحب، والتأمل، والفلسفة، والطبيعة، شغل فكره في تأمل الوجود، فلم يجد طول النظر فرقاً بين الوجود والعدم، ولا بين الظلام والنور، الكل عنده تساوى في المنزلة، وهذا ما ميز شعره عن شعراء عصره، ويمكن أن ينسب ذلك إلى العامل البيئي وضيق العيش اللذين لازما حياته، ففجرا في ذهنه هذه النزعة التأملية، ما جعله يستغرق في طبيعة الحياة، ويعيد النظر فيها، ولهذا سارت تأملاته في شعاب الظنون حتى اضطربت بين يديه المقاييس، حيث كان وعيه لحقائق الحياة عميقاً، وهو الذي عاش حياة اغتراب، هنا أتت موضوعاته تأملية موزعة في البحث عن ماهية القدر، وعلاقة الإنسان بالقدر، وفي البحث عن حقيقة الإنسان، وقضية الوجود والعدم، والموت والحساب، وتأمل الكون. وتجلت ثورة الفراتي على الإنسان في توظيفه للأسطورة الشعبية ففي قصيدته «حانة إبليس» التي هي حوارية بين طفل صغير وجنيّة تسوقه إلى إبليس الذي يريه أشياء عجيبة لم يرها من قبل، يتعرف على طباع البشر، ويدينهم في الحياة. وبهذه القصة يعلن الشاعر إدانته، المطلقة للطباع الإنسانية الفاسدة، وهي تتلخص بقول إبليس:«يا أيها الإنسان الخير والشر من أنفسكم، فليس لي علاقة بشروركم». والأمر الذي لا يزال يخفى على الكثير من القراء والمهتمين هو اهتمام الشاعر الفراتي يعلم الفلك والمراصد الفلكية بما فيها من مناظير وتلسكوبات، وقد عمد الشاعر إلى تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، وهو تفسير فريد للآيات التي تبحث في الكون تفسيراً علمياً، يعتمد فيه على علم الفلك ومقابلتها بأحدث نظريات علم الفلك الحديثة، وهو كتاب لا يزال مخطوطاَ كما تشير المصادر. كما ترجم عن الفارسية شعراً كثيراً، كرباعيات الخيام، وغيرها من روائع الشعر الفارسي. وهكذا يبدو الشاعر محمد الفراتي، شخصية على الرغم من شهرتها، إلا أن الغموض يكتنفها من كل اتجاه تحاول اقتحامه، وحتى في الشعر الذي طغى على كل معارفه وعلومه الأخرى، فتراه مرة صافي النفس هادئاً، وفي قصيدة أخرى ترى الغضب يتطاير بين سطور قصائده، دائم التحليق، في مدارج اللغة والفكر، والتأمل ممتطياً صهوة «شيطانه الشعري» سابحاً في ملكوت الفضاء الرحب، متنقلاً بين الكواكب، سابراً أغوارها، يتحدث إلى عوالمها الغريبة، المجهولة يلقي إليها من فيض روحه، فتكلمه بما خبأته من خفايا كنوزها، باحثاً عن الحقيقة التي أرَّقت فكر السابقين واللاحقين، يشكُّ بكل شيء يراه أمامه، متخذاً من منهجه هذا طريقاً إلى الهداية والنور، موحداً بآلاء الله في الملكوت اللا منتهي، مقراً بوحدانيته، مؤمناً إيمان العارف، المتبحر بخالق الأكوان. توفي الشاعر محمد الفراتي في عام1978، ونحن اليوم نستعيد ذكراه في الندوة التكريمية التي تقييمها وزارة الثقافة في إطار التقليد الذي اتبعته لتكريم المبدعين السوريين. ونقتطف في هذه العجالة بعضاً من شعه الوطني في رثاء الشهيد عدنان المالكي: أصغيت للعاصي يردد نوحه وسمعت من وادي الفرات نحيبا صعقت دمشق لهول ما قد نابها فبكت دمشق عقيدها المحبوبا شلت يد الجاني الأثيم فقد هوى ركن العروبة كوكباً مشبوبا ومن عشقه للطبيعة: ذاك نهر الفرات فاحبُ القصيدا من جَلال الخلود معنى فريدا باسماً للحياة عن سلسبيل كلما ذقته طلبت المزيدا وكان للفراتي وحسه الشعري وقفة مع غزليات حافظ الشيرازي وشطحاته الصوفية وتفضيله الآخرة على الدنيا بقوله: ما ملك دنياكَ، أو مجدٌ تُعِزُّ بهِ عندي، يعادلُ إيلامي وتصعيدي!! وليس سبعونَ عاماً، تستبيحُ بها ملُْكَ الوجودِ، تساوي غمَّ أسبوع فَبِعْ إذنْ دَلْقَكَ البالي، بكأس طلاً واكفف عنادكَ،عن نقدي، وتقريعي فما تساوي بسوقٍ، لا اصطباغَ بها حمراءَ، تُجلى بكأسٍ غيرِ مصدوعِ ولفَّ سجادةَ التقوى، فقيمتُها كأسٌ لدى القومِ، وترٌ غير مشفوعِ وترجم تنازع الوجد الصوفي لدى الشيرازي بهذه الأبيات التي وقّعها على البحر الوافر: إلى كم أيها الصوفيُّ تغري فتىً مثلي؟ بجنَّات النعيم بأنهار من العسل المصفَّى وبالسلسال، أو بنت الكوم عليَّ لصاحب الحانوت عهد أُأَكده على العهد القديم بأني لا أعاقر يوم حزني سوى الصهباء، من كفَّيْ نديمي فما أبهى أويقاتِ انتشائي بسكري، إذ تبارحني همومي ونقل الفراتي نزوع الشيرازي وهواه في أبيات اختار لها البحر البسيط لبوساً: في الصدر ورد، وفوق الكف كأس طلا والحب وفق الهوى، والعيش أحلام لا توقدوا الشمع، في وجه الحبيب غنىً عنه، وهل مع بدر التم إظلامُ؟ أما المدامُ، فَحِلٌ في شريعتنا وما على مثلنا بالراح آثامُ!! لكن بها أعظم الآثام، إن حُسيتْ ولم يدرها رشيق القد، بسامُ للعود سمعي، وللناي الرخيم، وللـ عينين تلك الشفاه اللُّعسِ، والجامُ [center][b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
المخربش العام

المخربش العام


ذكر
المواضيع والمشاركات : 471
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1025/7/2011, 4:15 pm



محمد الفراتي
هو محمد بن عطا الله بن محمود عبود،
" سيرته.. نماذج من شعره
"



الشاعر محمد الفراتي الذي أمضى أربعة أعوام دراسية في الأزهر الشريف بدءاً من عام 1911 وحتى العام 1914 وكان من زملائه آنذاك: زكي مبارك وطه حسين وعبد القادر المازني وأحمد شاكر الكرمي. وقد تفجرت قريحته وهو في مصر وخاصة إبان اندلاع الحرب الكونية الأولى.. فأطلق على نفسه لقب "الفراتي" كونه لم يسبقه إليه أحد من أبناء وادي الفرات..
فأرسل إلى والده رسالة ضمّنها أول قصيدة شعرية من نتاج قريحته يقول فيها:
فبلِّغْ يا نســــيمَ الصبح عني ***إلى مَنْ بالفرات ثَوُوا..سلامي
عهــدتُ به أوانــسَ راتِعاتٍ *** يصارعن الهوى بين الخيام
يَرِدْنَ على الفرات ولَسْن يوماً ***يُرَدْنَ ولم يُصَبْنَ بسهمِ رامِ
برحبةِ "مالكٍ قلـبـي رهـينٌ ***يعالجُ سكرةَ المـوتِ الـزّؤَامِ
******
كان والده يعمل بنّاء في قضاء الميادين شرقي دير الزور بـ /45/كم وفيها قلعة الرحبة وهي التي رقّمها مالك بن طوق الذي كان والياً للرشيد على المنطقة..وقد كان طلبة بلاد الشام في الأزهر الشريف. والذين أطلق عليهم "طلاب الرواق الشامي" يعانون من الاضطهاد والملاحقة ما يعانون من قبل السلطنة العثمانية وفي ذلك يقول الفراتي:
أولئك صحبي فتيةُ الشام أصبحوا***يقاسون أنواع الأذى وَهُمْ هُمُ
فيا بلاد النيل قوموا بنصرهم ***فهذا أوان النصر فالقوم أعدموا
***********
أقيم على إثرها بدار الأوبرا السلطانية في القاهرة حفل خيري لإغاثة الطلبة السوريين تحت رعاية السلطان حسين كامل. سلطانِ مصر، أثناء الحرب العالمية ألقى فيها الشاعر حافظ إبراهيم قصيدة يقول فيها:
إنّ في الأزهر قوماً نالهم ***من لظى نيرانها بعضُ الشرر
**********
وضاقت الحال والأحوال بالفراتي وزملائه وأطلق الشكوى يقول:
أنا ما عشت على الآداب ***في الدنيا حريـــص
عِقدُ أشعاري نفــــيـسٌ ***طُرِّزَتْ منه الفصوص
أسَـــدٌ وَرْدٌ هَــمــوسٌ ***أنـــا والآداب عيـــص
فاعْجبي يا دولةَ الشعر ***إذا قـــال الرهــيـــص
أنــا في مصرَ مقــيــمٌ ***ما على جسمي قميـص
*******
وكما ضاقت به الحال فقد زاده الحنين إلى الأهل والوطن اشتياقاً إذ راح ينشد:
هبَّتْ من الزور ريحٌ نشرُها عَبَقٌ**في طيّ أردانها المنشورِ عن وطني
تلك الصَّبا حينما استنشقتها سحراً**نُشِرْتُ بعد البلى يا صاح من كفني
* * * * * *
الفراتي والأدب الفارسي:
يجيد الفراتي ثلاث لغات غير العربية هي: التركية والفرنسية والفارسية.. لكن الأخيرة منها استحوذت عليه البقية الباقية من حياته.. إذْ أنفق أربعة عشرة عاماً في دراستها والتبصّر بها.. أما غير ذلك فقد كان الفراتي فلكياً وفناناً رساماً ولهذا فقد انعكس فنّ الرسم على أولاده حتى صار البعض منهم يدرّسونه في مدارس المدينة.. وكانت جدران بيتهم الواسع الكبير ورواقه قد تحولت بحجمها الكامل إلى لوحات فنية تغلب عليها صفات الفروسية والفرسان وعتادهم الحربي.. شارك الفراتي في حفل تأبين لوفاة الشاعر خليل مطران بالقاهرة حيث كان من جملة الوفد الذي يرأسه آنذاك وزير المعارف "أمجد الطرابلسي" وكان مكلفاً أيضاً بوزارة الثقافة.. كان ذلك عام 1959 وقد ضم الوفد أيضاً أنور العطار وشفيق جبري.. وما إن عاد الوفد من رحلته حتى عرض الوزير على الفراتي أن يعمل في وزارة الثقافة مترجماً للفارسية.. فقبل ذلك العرض والتحق الفراتي بعمله الجديد مدة أربعة عشر عاماً.. وقد جاءه الثناء مشكوراً من المستشارية الثقافية الإيرانية بتوقيع المستشار الإيراني. د.محمد جواد وفيه يقول بإحدى فقراته: "إني أرى من الواجب عليّ التعرف على الأديب الذي اهتم بالأدب الفارسي ومنحه عناية خاصة. وسأكون سعيداً إذا تكرمتم بالحضور متى سنحت لكم الفرصة". كما توالت عليه كتب الثناء الأخرى من سفير إيران بدمشق وأمين مكتب "مجلس شوراي ملّي بطهران" إضافة إلى ثناء وزير الثقافة السوري الذي تبوأ سدتها الدكتور عبد السلام العجيلي آنذاك…
وقد ترجم الفراتي عن الفارسية "كتاب كلستان" وهو من الكتب المعدودة وذات الاعتبار كما يصفه الفراتي. كما ترجم كتاب "روضة الورد" وكتاب "البستان الذي يقع في أربعة آلاف ومائتي بيت من الشعر السعدي الشيرازي.. وترجم روائع الشعر الفارسي وهي: مختارات السعدي الشيرازي وحافظ الشيرازي وجلال الدين الرومي وقد طبعت وزارة الثقافة في أوائل الستينات هذه الكتب. وقد أطلق على سعدي الشيرازي بسبب ديوانه "البستان" لقب "معلم الإنسانية في الشرق والغرب" ويقول عنه الفراتي "إن سعدي الشيرازي يعد مواطناً دمشقياً. لأنه سكن خمسةً وعشرين عاماً بدمشق" ويقول عن حافظ الشيرازي: "إنه معدودٌ بين الشعراء الغزليين في العالم".
كما ترجم الفراتي رباعيات الخيام وقواعد اللغة الفارسية وتعليمها بالعربية ووضع قاموس فارسي عربي وترجم "حي تبريز" وديوان "غزايات" وبهارستان" "ونصيحة العطار" كما ترجم مايزيد على ثمانية آلاف بيت من الشعر عن الفارسية عدا النثر الفني. وفي هذا يقول الفراتي: "الحمد لله الذي وفقني في هذا وأصبحت في سنٍّ لا يساعدني ليس على الترجمة بل حتى على شعري الخاص… الحمد لله لقد ألقينا دلونا بين الدّلاء".كما أنه نظم شعراً قصيدة "لامارتين" الذي ترجمها نثراً عن الفرنسية أحمد حسن الزيات وأهداها الفراتي إلى روح الشاعر حافظ إبراهيم عربون وفاء.
وبدعوة من الدولة الإيرانية شارك الفراتي في احتفالات إيران وبعد عودته من تلك الاحتفالات توجّه حاجّاً إلى بيت الله الحرام حيث أعفي من عمله ليعود إلى مسقط رأسه دير الزور ولكن دون مرتب تقاعدي وفي عام 1976 كرّمه اتحاد الكتاب العرب بحضور سليمان العيسى وإبراهيم الكيلاني وخليل هنداوي وعبد السلام العجيلي..
وفي العام نفسه أصدر السيد الرئيس المغفور له حافظ الأسد مرسوماً تشريعياً يمنح بموجبه الشاعر الفراتي راتباً تقاعدياً استثنائياً مقداره /800/ ليرة سورية..
وقد علق الفراتي على ذلك بقوله: "الحمد لله أنني وجدت في هذه الدنيا من يهتم بأمري وحظيت برعاية هذا القائد البطل…
توفي الفراتي في السابع عشر من حزيران عام 1978 وقد كان عدد المشيعين إلى مثواه الأخير ثلاثةً وستين رجلاً وأبّنه الشاعر عبد الجبار الرحبي حسب وصيّة الفراتي رحمه الله.
"الخصائص الفنية لشاعر الفراتي"
مع تلك العجالة نستطيع القول إن قصائد الفراتي تدور في فلك عمود الشعر. فمن حيث البناء نراه يقف على الأطلال ليبعث من خلالها بعاطفة الشوق والحنين إلى الأهل والوطن ثم ينتقل إلى المديح أو الفخر أو وصف الطبيعة.. قولـه: "
وقفت بها أبكي والركب مرتحل"** فما بكائي على الأطلال والدمن".
* * * *
مع أنه خرج بعض الأحيان إلى القصيدة الرمزية والقصة الشعرية والرحلة الخيالية.. كما أنه يعمد أحياناً إلى تضمين مبتغاه في البيت الأخير من القصيدة بعد أن يسبقها بصور مختلفة كقوله:
"أسعد الأيام يوم لا ترى**عين سوريّ به ظل فرنسي"
أختار الفراتي لأسلوبه ألفاظاً ملائمة تعبر عن المعاني التي يريدها مع استخدامه المفردات القوية ذات الوقع والجرس المناسبين.. حتى ولو كان ذلك تهويلاً:

ووطأت هام الدهر لا مترفقاً**من قبل أن أطأ الثرى بنعالي
* * * *
وما أن انطلقت شرارةَ الثورة العربية ودوّت أصداؤها في أرجاء الوطن العربي تستحثُّ همم العرب للانضواء تحت لوائها.. وطالت هذه الدعوة حتى طلبة الأزهر.. تنادي "الفراتي" مع بعض زملائه لشدّ الرحال إلى الحجاز والالتحاق بجيش فيصل بن الحسين.. كان الفراتي نحيلَ الجسم أعشى البصر… وصف نفسه قائلاً:
إنّ سُقْمي من أَعْيُنٍ ذاتِ سُقْم**ونحولي من رِقّةٍ في الخصور
زادني حسرةً.. وزادَ فؤادي**لوعةً في الهوى تنائي الدور
طالَ شوقي إلى قصور مُشيّدات**بنهر الفرات فالخابور
* * * * *
أما ما كان من أمر "الفراتي" في جيش الحجاز وبعد أن صار موجهاً سياسياً لجيش فيصل بلغة العسكر هذا اليوم… كثرت حوله الوشايات نتيجة الخلافات التي دبّت في قيادة الجيش. وفي هذا يقول سامي الكيالي: "إن الفراتي لا يكاد يستقر في الحجاز، حتى يضيق بجوّها الذي يحدّ من حرية الفكر، ولاسيما بعد أن نثرت حوله الوشايات التي كادت تزجّه في غيابة السجن، فيعود إلى مصر منتظراً الفرج".
ولهذا نجد الفراتي ينفث من أعماقه في قصيدته "عتاب وإباء ضيم" يقول:
أفيصلُ لا تنسَ المودةَ بيننا**فقد ساءَنا منك التباعدُ والهجر
تكلفنا مالا يطاقُ احتــمــالُه**فليس لنا –عفواً- على حمله صبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخربش العام

المخربش العام


ذكر
المواضيع والمشاركات : 471
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1025/7/2011, 4:17 pm




وبعد أن لعبَ الحلفاء لعبتهم مع الثورة العربية برزت السياسة الإنكليزية بألاعيبها الخسيسة مع العرب… دبّ الخلاف بين رموز الثورة العربية مما حداه أن يقول قصيدته الآنفة الذكر… ليرحل بعدها إلى الديار المصرية بعد أن برز الإنكليز على الساحة وكانت مصر قد تأججت ثورتها بزعامة سعد زغلول في عام 1919 فالتحق بها الفراتي.. حتى اعتقال سعد زغلول واسماعيل صدقي وحمد الباسل. عندما ترأس زغلول وفداً باسم الشعب المصري لمقابلة المندوب السامي وعرض مطالب الشعب المصري عليه..
يقول الفراتي في مقابلة شخصية له: "لابد أن أتعاون مع إخواني في مصر ضد الإنكليز.. وتعاونت معهم في ثورة سعد… واشتغلت، والله، ولا أمدح نفسي، اشتغلت شغل الجبابرة إلى أن نفي سعد".
ويزداد حنين الفراتي إلى الوطن مرة أخرى مع ازدياد لهيب الثورات والمعارك مع الإنكليز فيرسل بآهاته الحرّى يقول:
ففي سفح المقطّم حطّ رحلي***لأمر وانثنتْ بعضُ الرفاق
أحِنُّ إلى الفرات وساكنيها***كما حنّ الأُفالُ إلى النياق
ويقول مخاطباً الإنكليز:
دَعِ الإنكليزَ الـيـومَ خابـتْ ظـنونُها***تَرِنّ ودعْنا من خلائقها الجُرْبِ
ترومُ اغتيالَ الشعب في مصرَ غِرَّةً***ولم تدْرِ أن الشعبَ ملتئمُ الشّعْب
لـك الـلـه هــذا آخر العهــد بـيـنـنـا***فإما جلاءٌ أو تدورُ رحا الحرب
* * * *
ولا مناص له إلا أن يذكرنا بضعفه ونحول جسمه كما أسلف القول عنه إذ يقول:
قف أمامي فلسْتَ تسمعُ إلاّ***ما رواه الأديبُ للناس شعرا
ما لجسمي ولم يصبْهُ اعتلالٌ***لا يطيقُ الغداةَ برْداً وحرّا
* * * * *

ويغادر مصر وأتونَها اللاهب إلى مسقط رأسه. دير الزور ليراها لاهبة أيضاً في أتون الثورة.. ومنذ أن حطّت قدماه ترابَ المدينة.. انضم إلى الثائرين من أبناء الفرات.. وشكّل معهم خليةً وطنية.. قاموا على الفور بمراسلة حاكم الرقة العسكري لينطلق بقواته ورجال العشائر إلى مدينة دير الزور لتحريرها من المستعمرين..
استقبلت مدينة دير الزور تلك القوات الهادرة التي اخترقت الشارع الرئيسي وسط المدينة حيث احتشدت الجموع الثائرة.. وعندها ألقى الفراتي قصيدة حماسية ألهبت شعور المواطنين الثائرين وكان يلبس العمامة والجبة الأزهريتين.. موجهاً خطابه إلى الملك فيصل بن الحسين الذي كان قد أصدر أمراً بتسليم المدينة"دير الزور" إلى الإنكليز حيث قال:
**************
انهضْ وَرَوِّ العوالي من عداكَ دما
واستخدم السيف والقرطاس والقلما
ففي الجزيرة..في وادي الفرات وفي
أرض العراق قلوب تصطلي ضرما
إن لم تصلْها وتطفي غَلْيَ مرجلها
تضم جيشاً يعمُّ السهل والأكما
يكون آخرُهُ "بالدير" متصلاً
وصدرُ أَوَّلِهِ "بالفاو" مرتطما
**************
وما إن استقر المستعمرون على تركة الرجل المريض "تركيا" حتى كانت سورية من نصيب الاستعمار الفرنسي.. وانخرط الفراتي في مهنة التدريس فعين أستاذاً أوّل في أوّل مدرسة أنشئت في عهد الانتداب الفرنسي بدير الزور.. وكان ذلك عام 1920… ثم أصبح مديراً لتلك المدرسة. ثم مديراً لمصلحة المعارف في لواء دير الزور. كان الفراتي يبث الروحَ الوطنية بين الطلاب ويؤكد لهم على عروبة الجزائر أيضاً. وحدث ذلك في إحدى الحصص التي كان يزور فيها المستشار الفرنسي مدرسته.. مما أغضب المستشار.. ويسرّح الفراتي من التعليم.. فقابل على إثرها وزير المعارف "رضا سعيد" مستفسراً عن سبب فصله.. كان لقاءً عاصفاً أغضب الوزير فاستنجد بالشرطة السرية لاعتقال الفراتي الذي كان ينشده:
أمرتَ بعزلي لا لذنب جنـــيــتــه**فهل أنت عن دار الخلود مزيحي
أنا الأفعوان الصِّلُّ والضيغمُ الذي**مزجت زئيري في العلا بفحيحي
* * * *
ويتوارى الفراتي عن الأنظار وسرعان ما استقل سيارة من شركة "نيرن" ويلوذ إلى بغداد.. وهناك يعيّنه "ساطع الحصريّ" الذي كان رئيساً للمعارف العراقية.. مدرساً لمادة اللغة العربية.. ثم درّس في مدارس اليهود "الإليانص" في محلة "الشورجة" ببغداد حتى عام 1927.. لينتقل بعدها إلى البحرين ويبقى فيها ثلاث سنوات عيّنه خلالها رئيس معارف البحرين مدرّساً.
ويزداد حنين الفراتي إلى أهله وأولاده وهو في البحرين فيقول:
ولي صبيةٌ لا الماءُ عذبٌ تسوغه**حلوقهمو بعدي ولا عيشُهم رغدُ
يروِّعـهـم صرفُ الزمان ومالهم**نصيرٌ.. فلا عمٌّ.. ولا جدُّ
فللّه ما يلــقون بعدي من الجـفـا**على أن حكمَ الله ليس له ردُّ
إذا ما بكى "قيس"تنّهد "خالد**وناحت لفرط البين إثْرهما هند
* * * * * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخربش العام

المخربش العام


ذكر
المواضيع والمشاركات : 471
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1025/7/2011, 4:19 pm



وهذا ما دعاه إلى العودة لمدينته دير الزور عام 1930 ليستقر فيها مدرساً في مدارسها المختلفة يعلم اللغة العربية والدين وفن الرسم.
ذاك هو الطواف في واسطة العقد. إذ كان حافلاً صاخباً في حياة الشاعر الفراتي، وقبل أن يسألني سائل.. أعود إلى حياته الأولى..
يقول الفراتي "إنه من مواليد 1880" ولو أن سجلات القيد المدني لم تكن دقيقةً آنذاك نشأ في بيئة فقيرة معدومة. لكننا نستطيع القول: إنها عاديةٌ كون السواد الأعظم من أهل المدينة كان يعيشها..
درس الفراتي في صباه العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية باللغة التركية في المدرسة الابتدائية والرشدية ثم التحق بحلقة الشيخ "الحمودي" تابع خلالها علوم الدين واللغة العربية مدة عام واحد لينتظم بعدها ثلاثة أعوام في حلقة الشيخ "حسين الأزهري" درس خلالها مبادئ اللغة والفقه والمنطق..
هذا الشيخ الأزهري من مواليد بغداد عام /1809/ درس في الأزهر ثم عاد ليستقر في مدينة دير الزور.. لكن خلافاً نشب بين الشيخ الأزهري والفراتي يقول الفراتي عن هذا الخلاف: "إنهم كانوا يدرسون "الشمسية في المنطق" ليقدموا فيها امتحاناً في حلب.. لكون ذلك يؤجل من الخدمة العسكرية العثمانية وكان الأزهري يقتصر في تدريسه على الحواشي والشروح. دون الدخول في صلب موضوعات الكتاب" والفراتي يلح على شيخه لولوج مسائل الكتاب، ولا يجد أذناً صاغية بل أجابه الشيخ مرةً بقوله: "من تمنطق تزندق" فرد الفراتي عليه رداً قاسياً يقول: "إما أنك تعلم أنت المنطق أو تجهله، فإن كنت تجهله فأنت معذور، وإن كنت تعلمه فالمثل ربما ينطبق عليك قبل أن ينطبق عليّ".
عندها هجر الفراتي شيخه وسافر إلى حلب حيث انتسب إلى مدرسة "العريان" وتتلمذ على يد مجموعة من العلماء كان منهم الشيخ الزعيم وهو "رضا بن محمد يوسف الزعيم" دمشقي الأصل عامل الفراتي وكأنه واحدٌ من أبنائه واصطحبه إلى مجالسه الخاصة مع رجالات حلب وأكابر علمائها..كما أن الفراتي درس اللغة والأدب وعلوم الدين على يد كامل الغزي صاحب كتاب "نهر الذهب في تاريخ حلب" وبشير الغزي الذي كان مدرساً في مساجد حلب.. ودرس الفقه على يد "محمد الزرقا" فقيه الحنفية في حلب.. في هذه الأثناء كان الفراتي يجمع المال الزهيد الذي يأتيه من والده وهو في كنف الشيخ "الزعيم" انتهز الفراتي خروج الشيخ الزعيم بمهمة رسمية إلى أنطاكية وفي غفلة من حريم الزعيم وحاجبه تسلل الفراتي حاملاً حقيبته وأدواته الشخصية واستقل أولّ عربة باتجاه محطة القطار ومنها إلى بيروت.. ثم القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف.. وكانت مدة دراسته في حلب ثلاث سنوات من عام 1908 حتى العام 1911.
"بعد عودة الفراتي من البحرين"
قلنا إن الفراتي عاد من رحلته الأخيرة في البحرين وحطّ الرحال في مدينته دير الزور عام 1930 ولم ير أمامه سوى التعليم لكن القائمين عليه آنذاك لم ينصفوه وفي هذا يقول: "بقيت معذباً.. مرة معلماً ابتدائياً ومرة خارج الوظيفة ومرة معلماً في مدرسة البنات" وبقيت حال الفراتي هكذا إلى أن أنشئت مكتبة وطنية بدير الزور فأصبح قيّماً عليها إضافة إلى تدريسه بدار المعلمات.. ورغم ذلك فإن راتبه الزهيد منها لم يدفع عنه شطف العيش… وظل ينفث آهاته الحرى في كل المناسبات الوطنية والاجتماعية.. فعندما تعرض صديقه الحميم الشيخ سعيد العرفي إلى الإهانة من قبل واحد من عملاء المستعمر الفرنسي ويدعى "خليل" نرى الفراتي يهب صائحاً في وجه ذلك العميل قائلاً:

لك الويلُ ما هذا التأثر والحقد***فمثل "سعيد"لا يقالُ له وغد
فقمْ وأتْ بالبرهان إن كنتَ صادقاً***وإلا فقولُ الزور أولى به الرد
كفانا كفانا يا "خليل" تحملاً***فما هِينَ قبل اليوم عالِمُنا الفرد
وما شئت فاصنع يا "خليل" فمالنا***سلاح ولا مال لنا جند
وليس لنا إلا يراعٌ مُسدّدٌ***له الفصل في الأحكام في حدّه الحدّ
يراعٌ إذا ما لامسَ الطرسَ وانبرى***تخرّ له الأذقان ما تطبع الهند
تريَّثْ فوجهُ العدل أبيضُ ناصعٌ***لعمري ووجه الظلم أسودُ مربَدُّ
* * * * *
وحينما يزداد الضغط على الوطنيين من قبل المستعمرين وأذنابهم يقول في "نفثة مصدور" وهي عنوان قصيدته:
لقد طالَ عهدي بالسكوت وإنما
نطقتُ لأن الحالَ تدعو إلى النُّطْق
لمن نرفع الشكوى ومالِكُ أمرنا
علينا قضى أن لا نعاملَ بالرفق
هو الظلمُ مالم يَلْقَ نفساً أبيّةً
يجرُّ إلى الفوضى ويدعو إلى المحق
ألا فلتقلْ فينا الحكومة رأيها
فما بعد هضم الحق أشفى من الشنق
**************
ويتعالى فحيح المستعمرين على المناضلين المجاهدين.. وينفى البعض منهم خارج البلاد.. ويتهدد الفراتي بالعزل والتسريح يطلق صيحة أخرى بقصيدته "الدناءة شيمة الأنذال":
يندُبْنَ حولي أم ينحْنَ حيالي
ما للقماري الصادحات ومالي
ماذا ترون بفتية طبعت على
حرية الأقوال والأفعال
لم يكفكم منها إضاعةُ حقها
حتى عقلتم عزمها بعقال
الحر يأبى أن يبيعَ ضميرَه
بجميع ما في الأرض من أموال
ولكم ضمائرُ لو أردتُ شراءها
لملكت أغلاها بربع "ريال"
شتان بين مصرّح عن رأيه
حرٍّ وبين مخادع ختّال
يرضى الدناءةَ كلُّ نذلٍ ساقطٍ
ن الدناءةَ شيمةُ الأنذال
وعندما حلّ "خليل مطران" شاعر القطرين ضيفاً على نادي الشبيبة الحلبية وأقاموا له حفل تكريم.. طار الفراتي من دير الزور إلى حلب الشهباء مشاركاً بهذا التكريم فأنشد:
يا مرحباً أهلاً وسهلاً
بالمانحِ الآداب فضلا
يبلى الزمان وليس ما
جدّدْتَ بالقطرين يبلى
لم أنسَ ليلَتَنا بمصرَ…
ودهرُنا عنّا تولّى
حيث انبريتَ كما انبرى
بدر السماء إذا تجلّى
أعربتَ عن حاجاتنا
فسللت منا الهمَّ سلاّ
ونفثتَ من سحر البيان…
فرائداً كالآي تتلى
فلذا تملكتَ القلوبَ…
وكنت للتكريم أهلا
ولم ينج من الفراتي بنو قومه حينما ينحي عليهم باللائمة لتفرّقهم أشتاتاً ويذكرهم بالشعوب التي لمّت شملها وشقت طريقها نحو التقدم.. إذ يقول:
ترقّتْ شعوبُ الغرب من حيث أننا
من العلم لا قشراً أصبْنا ولا لُبّا
مشَيْنا فُرادى في طريق حياتنا
وساروا جميعاً في طريق العلا وثبا
ومنْ يمشِ فرداً في الحياة فإنه
يرى السهل كلَّ السهل في سَيْرِهِ صعبا
نظمتُ القوافي لا أريدُ مثوبةً
عليها ولكنْ كي أُعزّي بها القلبا
**************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخربش العام

المخربش العام


ذكر
المواضيع والمشاركات : 471
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1025/7/2011, 4:20 pm




مؤلفاته:
ديوان الشاعر الفراتي – النفحات الأولى – أروع القصص – الجداول – سبحان الخيال – الهواجس – العواصف – صدى الفرات – مختارات من رباعيات الخيام – النفحات الثانية وهي ترجمة للشاعرين الفارسيين سعد وحافظ الشيرازي – من وحي تبريز – إعجاز القرآن في الآيات الكونية وتطبيقها في أحدث نظريات الفلك.
*********************************
له أيضاً كوميديا خاصة في جولته حول الكواكب ووضع ثلاثة كتب في قواعد اللغة الفارسية وتعليمها باللغة العربية.
أدخلته الجامعة الأميركية في بيروت في برنامجها الدراسي مع قائمة الشعراء المعاصرين.
ولعل من أشهر وأجمل ما قاله الفراتي:
جريت على طبعي بتيار فكرتي ولم أنجرف يوماً كغيري بتيار
ولم أستعر للشدو مزمار شاعر فحسبي فخراً أن شدوت بمزماري.
***************************
قصيدة في نهر الفرات للشاعر محمد الفراتي
ذاك نهر الفرات فاحب القصيدا من جلال الخلود معنى فريدا
ذاك نهر الفرات ما إن له ند على الأرض إن طلبت نديدا
باسماً للحياة عن سلسبيل كلما ذقته طلبت المزيدا
جرعة منه في قرارة كأس تترك المرء في الحياة سعيدا
نحن قتلاه في الهوى وقديماً شفّ آباءنا وأصبى الجدودا
يعكس الدوح في الأصيل عليه أينما شمت ظلّه الممدودا
وعلى الدوح للبلابل شدو هجن الشعر لحنه والنشيدا
يا جناناً على الفرات هي الخلــ ــــد لمن رام في الجنان خلودا
أنا لولاك ما طلبت لنفسي رغم بؤسي الحياة عمراًمديدا
يا ليالي بالفرات استنيري وانفحي بالجمال هذا الوجودا
قد شهدنا عرس الطبيعة لما أن لمحنا لواءك المعقودا
منظر رائع يريك جلال اللــــــــه في مسرح الحياة فريدا
إيه يا بلبل الفرات ترنم فوق شطآنه وحي الورودا
وتنقل على الغصون مدلا واملأ الأفق في الصباح نشيدا
أنت مثلي وكم عهدتك في الدو ح طروباً بل شادياً غريدا
حي عني الأحرار في كل شعب ناهض للعلا وحي الجهودا
************************
*مختارات من شعره القومي

ماذا على أمة قامت تدافع عن***حق لها كان قبل اليوم مهتضما
رأت عدواً لدوداً ملحماً قرماً***مستقبلاً طامعاً مستعمراً نهما
لا الهند تشبعه، لا السند تقنعه***أضحى لنصف بلاد الله ملتهما
سل الفرات، وسل بغداد ما فعلت***أيدي الطغاة بأهليها سل الهرما
سل الهنود، سل الأفغان، سل عدنا***تحطك علماً، سل الأكراد والعجما
مصائب صوّبتها الإنكليز على***رؤوسهم تقذف الويلات والحمما
أين العهود وما منوا وما زعموا***كانت وعوداً فأمسى حبلها انصرما
بعض الطباع لها من جنسها مثل***لا تأمن الذئب أن يرعى لك الغنما
******************************
عن الصهيونية.
تأمل فغير الشر لا يدفع الشرا
فلا تك بالأحلام ويحك مغترا
ومن لم يكن ذئباً يحدد نابه
يكن طعمة الذئبان إن صال أوفرا
فيا ويل صهيون ومن لف لفها
لقد جرعوا أحرارنا علقماً مرا
*************
ويمضي الشاعر الفراتي يعيش آمال الجماهير بالوحدة، ينشد مجد العرب، يحلم بالبعث الحضاري لأمة رادت الإنسانية في حضارتها:
إذا العلم الخفاق رف على الذرى***فصفق لمجد العرب تصفيق نشوان
ولا تحتفل في كل شرق ومغرب***بمجد على الدنيا سوى مجد عدنان
* * * * * * *
لقد أعطى الموضوع القومي أهمية كبيرة، فطرق كل الأبواب الموصلة إلى وحدة الوطن وحريته وعزه.
*من شعره الاجتماعي:
أحس الفراتي أدواء المجتمع وهمومه، وعاش الهم الاجتماعي العربي لذا وجدناه كما سبق وقدمناه يشارك في الانتفاضات الشعبية، وينحاز إلى الثورات التي تعمل من أجل الشعب، وقد ألمه الواقع الاجتماعي العربي عموماً وواقع وادي الفرات على وجه الخصوص، وقد رسم تلك المعاناة خلال شعره.كان الفراتي اشتراكي النزعة، شعر بالفوارق الطبقية، وانتفاء العدالة الاجتماعية فتألم لذلك، صرخ من خلال الشعر محتجاً على ذلك الجور، وكيف تنام الضمائر على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، لذا استنكر الغش، وأدان المداهنة، وعدد أدواء المجتمع، وسخر من الاحتكار وفضحه:
شاء أن يحتكر القو***ت أُناس لنموتا
فعلينا أن نكيل اليـ***ـوم للعدل النعوتا
وعلى الميرة أن تكـ***ـبس في الليل البيوتا
خدعوا الشعب وقالوا***نحن لا نرضى السكوتا
******************
لقد كان أغلب الشعر الذي صاغه الشاعر محمد الفراتي يدور حول قضية المجتمع حيث جسد آلام الشعب وما جلبه الاستعمار من ويلات، وما خلفه من مصائب لا يزال شعبنا العربي يعاني منها الأمرّين.
*في شعره التأملي الوجداني:
قلنا في موضع سابق من هذه الموضوعة أن الفراتي كان طويل التأمل، أوغل مع خياله في الترحال في عوالم نجهلها نحن الأُناس العاديين، وكان قد كتب غالبية شعره بعد يقظة الفجاءة التي غالباً ما كان شيطان الشعر يوقظه من رقاده ويحثه على صياغة أحلامه، كان يرى الحياة بعين تحوطها الشفافية يحس الأشياء بإحساس الشاعر الفنان، وعن طريق الشعر يجسد أحاسيسه ومشاعره تلك:
صورت بالشعر إلهامي ووجداني
وما عرضت سوى طبعي لإنسان
صورت فيه شعوري بالحياة على
مقدار حسي بها تصوير فنان
بريشة الفكر كم أبرزت من صور
تختال من وشيها في كل فتان
غريبة أبداً تلقاك عابثة
وكالحياة تراها ذات ألوان
وكثيراً ما كان الشاعر يوغل في غياهب الشعر، ربما بحثاً عن اليقين على طريقة الديكارتيين، وكان يخضع الأمور إلى جدليات داخل ذاته لذا يلحظه الكثيرون غارقاً في التفكير العميق المشوب بالحيرة والقلق، مما يسبب حالات عصبية، سرعان ما تنعكس على نفسيته فيفضل الانطواء على ذاته:
ما زلت في حيرة تطفو وترسب بي
حتى عييت وأضنى جسمي السهر
طوراً أراني في هذا الوجود كما
تبدو لعينيَّ في مرآتها الصور
وتارة أنا عين الكل لم يك ما
أراه غيري فلا كون ولا غير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المخربش العام

المخربش العام


ذكر
المواضيع والمشاركات : 471
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله   شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله Uhh1025/7/2011, 4:26 pm




الفرات الخالد



ذاك نهر الفرات فأحب القصيدا من جلال الخلود معنى فريداً

ذاك نهر الفرات ماإن له ند على الأرض إن طلبت نديدا

باسماً للحياة عن سلسبيل كلما ذقته طلبت المزيدا

جرعة منه في قرارة كأس تترك المرء في الحياة سعيداً

نحن قتلاه في الهوى وقديماً شف آباءنا وأصبا الجدودا

يعكس الدوح في الأصيل عليه أينما شمت ظله الممدودا

وعلى الدوح للبلابل شدو هجن الشعر لحنه والنشيدا

ياجناناً على الفرات هي الخلــــــــــــد لمن رام في الجنان خلودا

أنا لولاك ما طلبت لنفسي رغم بؤسي الحياة عمراً مديداً

يا ليالي بالفرات استنيري وانفحي بالجمال هذا الوجودا

قد شهدنا عرس الطبيعة لما أن لمحنا لواءك المعقودا

منظر رائع يريك جلال اللـــــــــــــــــــــــه في مسرح الحياة فريداً

إيه يا بلبل الفرات ترنم فوق شطآنه وحي الورودا

وتنقل على الغصون مدلا واملأ الأفق في الصباح نشيدا

أنت مثلي وكم عهدتك في الدوح طروباً بل شاديا غريدا

حي على الأحرار في كل شعب ناهض للعلى وحي الشهودا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شاعر الفرات الكبير محمد الفراتي ...رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشـــــــات على حيطان المكتبة :: شــــــــــــخصيات :: شخصيات فراتية-
انتقل الى: