شخصيات فراتية ... الشاعر تـوفيق قـنبر
الرجال هم صناع التاريخ والحياة المشرقة الحرة الكريمة ` لذا استحقواهذا اللقب بكل مايحمله من معنى لأنهم لم يهنوا` لم يذلوا لم يحنوا` هامة إلالله`كان هاجسهم الأول والأخير الأرض التي رأواالنور وعاشوا فيها وفي ذرات
ترابها خبأواأجمل حكاياهم وأحلامهم ومع نسائمها الندية الفواحة العطرة طاروا بلا أجنحة إلى عوالم الحلم وخدره اللذيذ.
ابتلي منذ يفاعته بلاء عظيما إذ إنه أصيب بداء الحرف ومنذ ذلك الوقت وهويصارع بلاهوادة وبكل ماأوتي من قوة حروف العلة والكسروالنصب والجروالضم`إضافة لمعاناته من انزلاق شديدفي لسانه الذي أصبحت حوافه كالمبرد فتخرج كلماته وقصائده أكثر حدة من المديةحاول أهله أخذه إلى أفضل المشافي وقتذاك واستدعوا أمهر الاطباء ولكن لم تجد كل هذه المحاولات ولاالعقاقيرفي إيقاف حمىلسعات لسانه القاتلة المميتة وقدلازمه هذا المرض لحين وفاته ومن نتائج الحمى أحداث عام 1932 حين أطلق لجام لسانه إثرتحيزالحكم الفرنسي لابن جلده في مباراة الملاكمة فأجج المشاعر ضد المحتل الفرنسي.طورد وحكم عليه بالاعدام وغرامة 3000 فرنك فرنسي .كيف يسكت عن ضيم شخص لم تسلم نفسه من لسعات لسانه وهوالذي خاطب ذاته في المرآة قائلآ:
إذارضيت بثوب الذل نفس فثوب الذل في الدنا ضريح
حمل مرضه إلى البلدالذي فرإليه إثرمضايقة الفرنسيين له ازدادت حالته وحدة انزلاق لسانه ليبين أن للمحتل وجه واحدوان اختلفت الاقنعة وأثناء عمله في صحيفة الفجر البغدادية كان يحاورذاته المكسورة الجريحة قائلآ:
ياأمة الضادان الغرب منتهج إبادة العرب في شتى الأساليب
وهاهو يسخر من غونار يارينغ سكرتير الأمم المتحدة في أواخر الستينات اذقال:
عوينات على عينيك صيغت تريك الحق زور آمن قريب
ويظهر أنك الأمي علما يصدق كل أفاك كذوب
كيف به لو أنه معنا الآن والعالم يشهد حالات مقرفة من التزوير وطمس الحقائق وتشويههاوالكذب والافتراء ماذا سيقول لوأنه عاش إلى هذا الوقت في زمن موت الحقيقة في وضح النهار.. لم يسكت يريد لليل أ ن ينجلي يترقب فجر الحرية عادثانيةللمشاغبات وكشف الوجه الحقيقي للغاصب وان اختلفت تسميته اسلوبه واحد في نهب خيرات البلاد وسلب الحرية وقهر الشعوب واستغلالها هذه المشاغبات وكشف نوايا المحتل من خلال مقالاته في صحيفة الفجرالبغدادية التي جعلته عرضة للمضايقة والملاحقة وتقررنفيه إما الى الهند أومصر لكن الفجر لم يغب طويلآإذصدر عفو عن الوطنيين في سورية من قبل المحتل الفرنسي فعاد الىوطنه سورية عمل مديرآلمدرسة هارون الشيد في الرقة ومدرسا لمادة اللغة العربية في ثانوية الفرات في ديرالزور بعد أن ترك الرقة
عاد ليكمل رحلة الشقاء شقاء الحرف واغترابه وكأنه ينفخ في قربة مثقوبة عاش بصخب لسانه ومات بهدوء في سجلات النفوس لكنه بقي ماثلآفي الذاكرة بقعة ضوء تدل التائهين السائرين في دروب الكلمة الوعرة
لم يحظ بتكريم ولم يدرج اسمه حتى ولوعلى زقاق أوحارةأومدرسة في مدينته التي أحبها ونذر عمره لها
بانتظار أن تساهم المحافظة في إحياء ذكر علم من أعلام الفرات تقديرآوعرفانآمنهاب1دوره الوطني والقومي
مجرد حلم مساحته ذاكرة كاتب هذه السطور
أهم مؤلفاته :
تاريخ الرقتين:يقع في 3000صفحه
ديوان الصنوبري
أعلام الرقة عبر التاريخ
حنين ابن اسحق
إضافة لديوان تأملات الجزء الأول من أعماله الشعرية الكاملة الذي طبع على