خربشات الثقافية
مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين Eniie10

خربشات الثقافية
مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين Empty
مُساهمةموضوع: مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين   مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين Uhh1017/6/2010, 10:47 pm


مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين

ولد الشاعر محمود الذخيرة ليلة الجمعة العاشر من كانون الثاني عام 1948 وتربى شاعرنا في كنف والده الذي عشق الشعر و برع فيه ، و تغنى به ، ووصل الى مرتبة مدير الهوى ، و عميد شعراء الرقة ، فهل سيكون الفتى سر أبيه ؟ فمن شابه اباه ما ظلم .
درس الفتى محمود الابتدائية في مدرسة الوحدة العربية ، و نال الشهادة الاعدادية ثم الثانوية من ثانوية الرشيد في مدينة الرقة وإلتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق عام 1947، و كان يعمل حينها معلماً في مدارس الرقة ، و ظل كذلك الى ان احيل الى التقاعد ، و لم يتابع تحصيله العلمي بسبب انشغاله في الشعر ، و البحث في فنون الادب الشعبي .‏
اجتمعت لدى محمود الذخيرة الموهبة الشعرية منذ نعومة اظفاره فتغنى بالحب و الجمال ، و برع في فنون الغزل ، و احب الادب الشعبي بكل ألوانه و مسمياته ، و كان للبيئة الفراتية الخصبة الاثر الاكبر في تكوين حسه الجمالي ، و في ميله الى رحاب الاغنية الفراتية التي تحاكي الطبيعة و الجمال ، وتتميز بالصور الشعرية الجميلة ، فتجاوز ما كتبه من الاغاني الشعبية بألحانها الموروثة المتناقلة جيلاً إثر جيل الألف اغنية ، كما كتب القصيدة النجدية و الشعر النبطي ، و هو بحق اصبح رائداً للقصيدة الشعبية الحديثة فهو الاغزر انتاجاً بين سائر مؤلفي الاغنية الشعبية في الجزيرة السورية ، و اشتهرت اغانيه كثيراً ، و تخطت حدود محافظة الرقة و سورية لتصل الى اكثر من دولة عربية من خلال فرقة الرقة للفنون الشعبية التي تغنت بكلماته العذبة، و كتب لها سائر اغنياتها ، كما كتب كلمات و اغاني مسرحية « قصر البنات » التي قام بتلحينها الملحن اللبناني الشهير زكي ناصيف ، و قدمتها الفرقة على مسرح باريس في فرنسا عام 1986 و نالت بها عن جدارة و استحقاق و اعجاب المرتبة الاولى و الوشاح الذهبي متقدمة على 67 فرقة من جميع انحاء العالم .‏
الاهتمام بالتراث الشعبي ...‏
بدأ ميل الذخيرة نحو التراث منذ عام 1972 ، ثم بدأ بالاهتمام في البحث العلمي المتعلق بقضايا التراث الشعبي كما شارك في ندوات ثقافية و عربية هامة منها ندوة البابطين الثقافية في الكويت ، و جمع كل ما يتعلق بالتراث الشعبي الفراتي من الجوانب البشرية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و قد صدر له كتاب تراثي بعنوان « أهل الرقة » و هو بحث متكامل يدرس اهل الرقة من الناحية البشرية ، ولديه سلسلة من المخطوطات التي تتناول الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الفنية في حياة المحافظة .‏
و يقول عنه حيدر نعيسة في كتابه « ابن البلد » :‏
« الذخيرة علم من أعلام الادب الفراتي ، له بصمات خالدة ، و خاصة في الشعر الشعبي » ، و من نص جميل من لون النايل الفراتي ،يقول :‏
نجم الثريا تعلا فوق الميازين‏
برد الصبح صابني بزرقاج لفيني‏
لحطك جوّ المحزم و أكرب عليك بحيلي .‏
المرأة في شعر الذخيرة :‏
لقد جمع بين كافة فنون الشعر الشعبي بنفس المستوى و البلاغة ، و كانت كل اغانيه و قصائده تمجد المرأة و تتغزل بجمالها و خصالها ،ما خلا قصيدة قومية واحدة بعنوان « ديرة هلي » كتبها و لم يستطع افتتاحها إلا بالغزل ، و عندما سئل عن السبب ، أجاب : المرأة هي الوطن ، و القصيدة من الروعة بحيث يمكن اعتبارها من عيون الادب الشعبي ، يقول في مطلعها :‏
تضحك عيون القمر بجدايلك موجات‏
و تنبت بختري و زهر بخدودك الحلوات‏
من قالك يا حلو ادوس الربا و الطل‏
تمشي و تهادى بمهل مثل البدر لو هل‏
ديرة هلي تزرع عساكر‏
و لكثرة ما تغنى بالمرأة ، و ما ترددت بأشعاره غزلاً ،ما رسمه في غزلياته الغنائية من صور جميلة عن المرأة ، اتهم بالعشق ، فيرد قائلاً : أنا لم أعشق الهوى ، و لكن الهوى من عشقني ، و يقول عن المرأة : المرأة لا تخطئ ، إن لم يدفعها الرجل الى الخطأ ، استمع اليه المطرب العراقي الشهير ياس خضر ذات مساء ، و أعجب بشعره ، و طار صوابه امام شاعرية الرجل ، و قال في مقطع شعري من احدى قصائده : لقد عصف ما في نفسي هذا البيت ، و أنا أكمل الستين من عمري ، ثم استأذن الشاعر بغناء هذا المقطع ،و هو نص عتابا ، يقول الذخيرة :‏
شثقل حمل الليالي بغير ندماي ( ما أثقل حمل الليالي بغير الندماء )‏
غثيث البال يلجمني و ندماي‏
أني همي و حسراتي و ندماي‏
على عمر تخطاه الشباب .‏
ولشاعرنا الذخيرة بحث شيّق بعنوان «المرأة في ذاكرة القصيدة النجدية،نشر في مجلة عرب الخليجية على ثلاث حلقات ،ونوه فيه الى المرأة الأوربية التي شاركت في كتابة القصيدة النجدية الأصيلة ،والقصيدة النجدية من أصعب أنواع القصيد الشعبي ،وهي تقارب القصيدة الجاهلية المكتوبة بالفصحى ،ويروي فيها حكاية الأميرة جين دغبي التي تزوجت من أحد رجالات البدو ،فيقول : جذب سحر الشرق الأميرة جانيت دغبي فجاءت الى بادية الشام ،فطاب لها المقام ،وأحبت حياة البدو بكل جوارحها ،وتزوجت الفارس مجول المسرب من عنزة (قبيلة الإسبعة) وعاشت معه اثني عشر عاماً في بادية الشام ،وانتقلت فيما بعد الى دمشق مع زوجها ،وعاشت الى أن وافاها الأجل فدفنت بدمشق ،ويضيف : تركت الأميرة الانكليزية وراءها صالونات أوربا وأسرتها الملكية ،وطلقت زوجها ملك اليونان ، وصورتها في متحف ميونيخ معروضة تؤكد جمالها الذي فاق نساء ذاك العصر ،وكتب عنها الأديب الفرنسي الشهير أونريه دي بلزاك كتابه الشهير «عصفورة في الصحراء» وكانت تجيد الرسم وأطلق عليها البدو اسم «أم اللبن» ثم الموضي لبياض بشرتها ،والأهم في سيرتها أنها أخذت تقرض القصيدة الشعبية ،وللأسف ضاع معظم شعرها أوربما نسب الى غيرها ومن قصيدة لها ،تقول:‏
يا ونتي ونت دوالب عجاجه‏
يلعب بها سكر الهوى فوق مزعاج‏
ياعين ريم جافلة من زراجه‏
ومجفلوا ريم العطاطيب بنواج‏
وينهج هذه القصيدة شاعرنا الذخيرة ،فيقول:‏
يا جين دغبي با هنوف الحمادة‏
اسموج موضي البين حير وهداج‏
ياطيب قولج والقوافي تهاده‏
تطرب لها الأرواح والقلب يفتاج‏
أطفال الحجارة ..‏
راع شاعرنا منظر أطفال فلسطين وهم يقارعون المحتل الصهيوني بالحجارة ،فاعتملت في نفسه مآسي الشعب الفلسطيني ،والمجازر الوحشية التي عصفت بهم منذ النكبة ،فكتب لأطفال الحجارة قصيدة بعنوان «اضربوهم بالحجر» يقول فيها :‏
أنتم أبابيل الزمان التاه بفجوج المجاهل أنتم زرع قاس من جور المناجل أنتم مصابيح الشهادة أنتم أصداء الهلاهل‏
أنتم يريح الهيل لي دق النجر‏
اضربوهم بالحجر‏
النصر صورة فرح منك تجي وتهلل لمراوحنا‏
ولاتهابون المنايا إن عششت برواحنا‏
والنعش يطرد نعش والغضب بيكم نبت‏
اضربوهم بالحجر ..‏
بلاغة بلا حدود..‏
وعلى عادة أهل المضافات العربية الأصيلة اجتمع ذات يوم من عام 2000 رهط من محبي الشعر الشعبي ،وبعض من كبار الشعراء ،وحافظيه في المنطقة يتذاكرون أشعار أهل المنطقة ،ثم أخذوا يختارون أبلغ بيت من قصيدة شعبية في القرن العشرين ،فوقع اختيارهم على بيت من قصيدة رثائية للشاعر محمود الذخيرة ،يرثي بها شيخ عشيرة العفادلة الشيخ علي البشير الهويدي الذي رحل عن الدنيا في آب من عام 1984 ،يقول :‏
خليتنا خضد يسفح بالوراك‏
ومن مضرب الجالين شتت طميره‏
ربما ترد الخمرة في أشعار الذخيرة وهو الذي لم يقربها مطلقاً ، فهو يميل إلى التقى والورع ،حيث عاش في مجتمع عشائري محافظ ، وبالرغم من تغزله وحبه للمرأة فهو يميل الى العفة والعذرية ، يقول في الخمرة :‏
تعال تا نقطف ورودك‏
قبل ما يجلي الشباب‏
ونتدانش بالمحبة‏
ونتلذذ بالعذاب‏
تعال تانقطف ورودك‏
قبل مايجلي العمر‏
تعال أعصرك وتعصرني‏
حبات منقوعة بخمر‏
ونشرب بعضنا تاندوخ‏
قبل مايفنى العمر‏
ومن قصيدة «الرعدة» التي تظهر ميله الى العذرية والعفاف ،يقول»‏
أني شربت من مذهب العفه‏
يشهد علي الولف وحنا خاوية‏
يشهد علي الولف والليل والباري‏
عفيف ابعشرتو والله ما داري‏
وبعد .. لايمكن لصفحات قليلة أن تحيط بحياة الشاعر الشعبي الكبير محمود الذخيرة ،وفيها لن تستطيع أن تختار قبسات من شعره الجميل ،فقصائده الواحدة تبز الأخرى ،وهو مازال يكتب وتجود قريحته بأشعار تحمل معان وصور جميلة عصية على غيره من الشعراء ،وفي كل مرة تلتقيه يفتر ثغره عن ابتسامة وادعة تبشرك بميلاد قصيدة جديدة ..‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
 
مـــن أعلام الفرات محمود الذخيرة عميد شعراء الفرات الشعبيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشـــــــات على حيطان المكتبة :: شــــــــــــخصيات :: شخصيات فراتية-
انتقل الى: