خربشات الثقافية
الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Eniie10

خربشات الثقافية
الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قنديل سلامات




ذكر
المواضيع والمشاركات : 2
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Empty
مُساهمةموضوع: الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين   الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Uhh1018/6/2010, 2:04 am

الفصـل الأول


لم يدر بخلدي أبدا في يوم من الأيام أن أنام في سرير واحد مع هذه المرأة المكتنزة التي توسطت عقد الثلاثين؛ فهي لا تتوفر فيها أغلب مقاييس الجمال التي اعتمدتها في اختيار البنات العابرات طبعا في حياتي منذ طلقتُ زوجتي الثانية؛ أحرص حرصا تاما على ألا تتجاوز رفيقتي الرابعة والعشرين، وأن تكون ذات قامة نحيفة رشيقة مثل نخلة بهيأة عارضة أزياء. لا أخرج عن هذه القاعدة إلا للضرورة القصوى، وإن خرجتُ فيكون لمرة واحدة، ثم أصطنع أعذار التخلص الفوري، وهو ما يكون على الدوام، شطبت على كلمة عشق من قاموسي.
كان الجو ممطرا عندما لبيتُ دعوة لحضور معرض تشكيلي نظمته إحدى السفارات الأجنبية لفنان مرموق. ومثل هذه المناسبات يكون فرصة لي كما لقسم هام ممن يحضرون للتعارف؛ كل يأتي لغاية في نفسه: الفنان ليبيع اللوحات، وبنات ليصطدن نخبة ممن اجتمع لهم الذوق والمال، وأولاد ليتعرفوا على بنات، وخلال ذلك يكون حديث عن الفن والفنانين والنجومية المحلية والعالمية، حول كؤوس الشاي والقهوة والحلويات والمشروبات الغازية، لكن الروحية أيضا، وهي التي ساقتني لهذا المكان في الأساس، حيث كان معروفا بحكم سفارة انتماء الفنان أن الموائد ستكون مملوءة عن آخرها بالمشروبات الفاخرة التي يعدّ شربها بالنسبة لأمثالي ضربا من المعجزات، وإن تمَّ فيكون بأقساط صغيرة جدا في فضاءات تركتُ في أحدها ذات ليلة نصف حوالتي، فاضطررت لنفض البنات من حوالي كما ينفض المرء الذبابَ من حواليه والرجوع إلى المنزل بجيب كسيح لم يصل إلى موعد استلام الحوالة الشهرية إلا بعد أن أذاقني صنوفا من التقتيرات...
في بهو المعرض التقيت بأصدقاء كثيرين، وكان مما يلفت النظر حقا هذه المرأة المكتنزة التي تتمسك بالرجال تمسكا، فتشد هذا من يده وتشبك أصابعها في يد الآخر، وتعانق الثالث، ولا تتورع عن دس رموز الجنس واستعاراته ومجازاته في الكلام والنكت التي كانت تحكي واحدة منها تلو الأخرى، لينقلب كل شيء في الحديث إلى تلميح للولوج أو الانتهاء من المضاجعة أو التهيؤ للوطأ، وتعقب ذلك كله بقهقهات لا يعرفها قاموس ذوقي في النساء. كأن بها جوع أبدي للجنس والرجال، وما توقعتُ أنها متزوجة إلى أن سمعت أكثر من واحد يسألها عن اسم رجل تبدى أنه زوجها؛ زاوجتْ في الكلام عنه بين الرهبة والاحترام، بل والافتخار به، لكن كذلك بالامتعاض منه ونقده والسخرية منه. خمنتُ أنها إما مطلقة أو على الأبواب، ولكني لا أعرف لماذا حسمت الأمر في ذهني، فاعتبرتها مطلقة.
ثم جاء دوري، وربما كان من تدابير الأقدار الخفية أنني كنت المرشح الوحيد لخوض المغامرة مع تلك السيدة الجائعة؛ فبين ذلك الجمع من الأصدقاء كنتُ المطلق الوحيد، وما كانت تبحث هي في الواقع إلا عن رجل مثلي، هذا ما سأفهمه في ما بعد. أما الآخرون فكانوا كلهم متزوجين، وللأزواج أيضا مواربات في سرقة اللذة بطرق شتى من النساء ولو في مناسبات عابرة ومع نساء عابرات كالمناسبة التي نحن فيها، هذا ما يفسر عدم اعتراض أي واحد من الأصدقاء عن تلبية طلب المرأة كلما دعته للعناق أو لتشبيك أصابع اليدين.
افتعلت المرأة المكتنزة سؤالي؛ استفسرتني عن أزقة وممرات وكتب وصحف ومواضيع شتى فهمت أنها لم تكن سوى طرق ملتوية للوصول إلى بيت القصيد، وهو تبيّنُ سُبُل مغامرة جنسية محتملة معي طبعا. عرفتُ ذلك من نبرة حديثها معي التي تغيرت إلى صوت شبه منكسر، يتخلله غنجٌ ولغة عيون، بمجرد ما حصلت على جواب عن سؤال دسَّته في الحديث دسا دون أن يقتضيه سياق الكلام الأصلي: هل تسكن وحدك أم لا؟ بمجرد ما قلتُ: نعم: انفرجت أساريرها.
والحق أن الشيطنة كانت بيننا قسمة مشتركة؛ فأنا أيضا يمكن أن أدرج نفسي ضمن شياطين الرجال بحكم التجربة التي تراكمت لي في معرفة النساء والتي جعلتني شبه كاهن أو عراف، إذ أتعرف على المرأة الجائعة جنسيا والمتخمة بمجرد النظر إلى عينيها وتبادل بضع كلمات معها. المتخمات جنسيا تظهر علامة الإشباع في عيونهن، حيث تحيط بهن حمرة مجللة بسواد يصعب وصفها كتابة، تستوي في ذلك بنات الهوى والمتزوجات على السواء. وقد ساقتني إلى هذه المعرفة أيام كنت متزوجا بزوجتي الأولى والثانية، على التوالي: فقبل أن تهب رياح الفرقة وتفقد أطباق الجنس لذتها ونكهتها كنا نزرع في السرير ورودا وزهورا ما خطها كتاب غير مصنف الكاماسوترا الرهيب في قراءة أدق أحاسيس الجسد ولغاته ونبضاته. وكان لقاء جسدينا معزوفة صوفية توفي النسك والزهد كل ما يستحقانه من حقوق وواجبات، ولذلك كانت تنفذ زوجتي إلى سر أسراري إلى أن أتدفق مثل النهر أو الشلال العظيم، وكنتُ أنفذ إلى سر أسرارها إلى أن أكسو وجنتيها بزهرتين قانيتي الحمرة مثل الدم، وكانت المرآة على الدوام شاهدا على ما أقول...
كما أتعرف على القصد الظاهر والباطن للمرأة من مجرد مسايرتها بضع دقائق في الحديث؛ فالجائعة منهن تستحلب اللذة سرا من الكلام مع الرجل ولو كان قبولها مضاجعته إياها من سابع المستحيلات، فتراها تكثر اللف والدوران وتعيد السؤال في هذا الموضوع أو ذاك، وتستزيد الكلام من الرجل ولو كان القول قد انتهى. وأسطع دليل لي على ذلك الأوقات التي تصرفها بعض النساء في المشاكسة والمماكسة مع الباعة؛ إذ تسأل عن الثمن، ثم تغادر الدكان إلى آخر، وتعود إلى الأول وتطلب منه تخفيضا في سعر البضاعة. ربما تكون على علم تام بأن البائع لن يقبله، ومع ذلك لا تتورع عن طلب ذاك التخفيض، وربما انقلب حديث البيع والشراء إلى دردشة حول غلاء المعيشة ومتاعب تربية الأبناء وقلة حياء شباب اليوم المعمم أو حتى أمور الآخرة وعذاب القبر... والغاية من وراء ذلك كله تكون، لا شعوريا في أغلب الأحيان، هي إطالة الحديث مع هذا الرجل الذي يشكل بديلا لزوجها الذي أطفأ تعاقبُ الأيام والجلوسُ تحت سقف واحد والنوم في فراش واحد زهرة الحب والهيام التي كانت قد ساقت عشيقي أمس إلى مكتب تحرير عقود الزواج، فتحولت زهرة الكاماسوترا في السرير إلى غصن يابس ذابل.
هذه المعارف الشيطانية جعلتني أدرك بسهولة أن المرأة المكتنزة امرأة كانت جائعة حتى النخاع، وأنها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها إنما كانت هضابا وجبالا وفيافي أنهكها الجفاف وصدَّعَ أرجاءها إلى أن كست تربتها شقوق غائرة، فجاءتني تستغيث وتطلب الاستسقاء، وكانت بحوزتي خزائن المزن التي ساقتها إليَّ سنوات الجذب الآخر الذي جثم عليَّ منذُ أقلعتُ عن عادة صرف نصف حوالتي في ملهى أو مرقص ليلي بغاية الرجوع إلى البيت متأبطا حسناء مثل عارضة أزياء في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، ولكني أعود بجيب مقعد كسيح لا يقف على رجليه إلا في نهاية الشهر، وهو موعد استلام الحوالة الشهرية، بعد أن يُذيقني أصنافا من الحرمان طبعا...
ولذلك، لم أسأل المرأة عن سر دعوتها المبيت عندي، لم أكترث لواجباتها المنزلية وحقوق طفليها الأكيدين وزوجها المجلل بهالة الشك والاحتمال، لم أذكر حتى ذريعة اقتراحها المبيت معي. بمجرد ما حان وقت إغلاق حفل افتتاح المعرض وجدتني داسا أصابع يسراي في أصابع يمناها، مُحيطا كتفها بذراعي كأن بيننا عشق يعود إلى دهور ودهور. ومن داخل سيارة الأجرة الصغيرة كانت بداية المغامرة..
يُتبَـع


عدل سابقا من قبل قنديل سلامات في 18/6/2010, 2:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قنديل سلامات




ذكر
المواضيع والمشاركات : 2
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين   الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Uhh1018/6/2010, 2:06 am

الفصـل الثاني

اللهم استر يارب،
اللهم احفظ يا رب،
هذا ما قلته في خاطري قبيل أن نلج سيارة الأجرة. فقد كان السائق ملتحيا، أحاط رأسه بعمامة، أكثر من ذلك كان بصدد الاستماع إلى أحد الأشرطة الدعوية للشيخ عبد الحميد كشك، إن لم تخني الذاكرة، هي حيلة يعمد إليها بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة وحتى الحافلات لاستقطاب الناس. ومثل هؤلاء تكون رؤوسهم فوارة تغلي أو قنابل موقوتة تتحين أول فرصة للانفجار، إذ ما أن يصدر من الزبون ما يفيد أنه من الميؤوس استقطباهم حتى يقيم السائق القيامة. قد ينقلب الأمر إلى تبادل شتائم وربما إلى شوط ملاكمة بين الإثنين. وقلما يكون الركاب يقظين والمواقف مناسبة للإطاحة بمثل هذه الرؤوس على نحو ما أطاح بأحدها ركاب حافلة بين أكادير وطنجة، حيث أوقفوا العربة، ونادوا رجال الدرك، فاقتيد السائق على الفور إلى السجن فالمحكمة لينال 3 أو 5 سنوات سجنا نافدة جزاء محاولته العبث بعقول المسافرين.
وفي حالتي أنا والمرأة الشيطانة، كان يملك السائق الأعذار قاطبة لاقتيادنا إلى أول مكتب للشرطة وإيداعنا هناك بدعوى تدنيس مكان عمومي والميوعة والانحلال الأخلاقي وما إلى ذلك، ولن تنتظر الشرطة أكثر من هذا لتقيم القيامة بسببنا وتقدم للصحافة مؤونة أسبوع من الأطباق اللذيذة والمبيعات الصاروخية ولملايين رواد المقاهي مأدبات يومية للنميمة وعبارات التشفي، إذ ما أن ستطالبنا الشرطة بالإدلاء ببطاقتي هويتينا ونفعل وتسألنا عن حالتينا العائلية فتكتشف أن المرأة متزوجة وأني مطلق حتى تفجّر قنبلة بقوة هيروشيما أو أكثر:
«الشرطة تلقي القبض على فلانة الملتزمة مسؤولة القطاع الاجتماعي والنسوية المعروفة بدفاعها عن المغتصبات والمطلقات وضحايا عنف الرجال صاحبة الكتب الخمسة في الموضوع المترجمة إلى سبع لغات، متلبسة رفقة معلم سكران» (بحروف بارزة ضخمة الحجم طبعا في الصفحات الأولى لجميع الصحف).
هذا ما سيعزفه مزمار وكالة المغرب العربي للأنباء، لتتبعه طبول الصحف المحلية وربما الدولية، ثم ينادي منادي: «حي على الصلاة حي على الفلاح»، وها هو زوجها يلبي النداء حاملا طفلته في يد وجارا ولده بأخرى، ليتبعه سكان الحي وأبي وأمي وإخواني وأخواتي وعشيرتي وعشيرة المرأة الخائنة، فنصلب في الشارع العمومي أو نرجم بالحجارة في قاعة المحكمة، وتقام لنا حملة دولية في الأنترنت، من أجل الإنقاذ والخلاص، على غرار المرأتين النيجيرية واليمنية اللتين وصلت حكايتهما إلى قبة الكنجرس الأمريكي وجزر الوقواق والثلث الخالي من الدنيا وأماكن أخرى ربما لا نعرفها جميعا..
مرت هذه الكوابيس مجتمعة في ذهني في لمح البصر، ارتفعت دقات قلبي إلى أن خلتها صارت تسمع من الخارج، فإذا بصاحبتي تعيد كل شيء إلى نصابه بمنتهى البرودة والهدوء؛ غمزتني كي أصمت، تولت هي مهمة التواصل مع السائق، حيته بفرنسية طليقة أنيقة، دست في يده قطعة نقدية، ثم تجاذبت معه أطراف حديث قصير مُسَدَّد بدقة نحو الهدف كطلقات رصاص رماها قناص ماهر خبير؛ أفهمته أننا فرنسيين من أصل مغربي، نزلاء عند أقارب بعيدين لنا، وأننا كنا في السفارة، الخ. ثم ختمت الحديث بالتشكي من التعب، فما كان من السائق إلا أن أسكت الشيخ عبد الحميد كشك واستبدله بموسيقى صلو هادئة، ارتمت الشيطانة على إثرها عليَّ وأغرقتني بالعناق والقبل. لم ير السائق شيئا أو تظاهر، خفظ سرعة السير، وتمايل من حين لآخر على عزف الموسيقى الجميلة.
في ثاني يوم من إقامتها معي في المنزل، أخبرتها بما راج في خاطري قبيل الصعود إلى سيارة الملتحي، قهقهت ضاحكة، ثم قالت:
- والله إنك لتفكر ببراءة طفل صغير. صدقني أن صاحبك ذاك لن يكره النوم معي، قرأت ذلك في عينيه ونبرة صوته، ثم لو كنتُ وحيدة وشئت الإيقاع به لما أفلت من قبضتي، لأطبقت عليه، والله، مثل دجاجة فما يكون للحديث بقية بيننا إلا فوق السرير وبين أكاليل زهورك المحبوبة الحمراء...
- ولكن هبي أن خطتك لم تفلح
- اسمع. أخبرك من الآن فصاعدا، أنا قادرة على تدبر شؤوني مع الشرطة، أما شؤونك معها فلا، إن كنت خوّافا لهذه الدرجة فابق الاحتمال قائما: احتمال أن يُلقى القبضُ علينا في يوم من الأيام، ثم هيء منذ الآن سبُلَ إفلاتك من العقاب. اعلم أنه [=زوجها] لن يتركني أبيت ليلة واحدة في مخفر الشرطة؛ إذا ما نادوه وقالوا له: ألقينا القبض على زوجتك متلبسة فسيقول لهم: وبعدُ؟! هي زوجتي تخونني، وأنتم ما دخلكم في الموضوع؟ هي زوجتي، فعلت ما فعلت وها أنا على علم بما فعلت، لقد سامحتها، فاخلوا سبيلها.. فيفحمهم إلى ألا يجدوا بدا من إطلاق سراحي، لكنه لن يخلصك من قبضتهم...
دخلنا المنزل، سألتْ أين المطبخ، اتجهت نحو الثلاثة، استغربتْ:
- لا يوجد شراب؟!
- ألازالت لك رغبة في السكر؟! لقد شربنا كثيرا !...
- نعم، أريد أن أسكـر
- حاضر
تهيأتُ للخروج، قالت لن أبقى وحيدة في المنزل، دست يدها في يدي، ثم انطلقنا نحو أقرب سيبر ماركي، شعرتُ بأنني إنسانٌ آخر. عاودني الحنين إلى زوجتي الأولى والثانية. أحسستُ أنني إنسان آخر لأنني لأول مرة، منذ طلاقي الأخير، أخرج مع امرأة في الشارع جنبا إلى جنب، بل وداسا يدي في يدها، وهو ما لم أقو إلى اليوم على القيام به مع أي واحدة من هؤلاء البنات اللواتي يزرنني في البيت متخفيات ويغادرنه متخفيات بتواطؤ مزدوج بيننا طبعا؛ لا مصلحة لهن في الجهر بالعلاقة كما لا مصلحة لي، ويكفي أن يُخلّ طرف بهذا الالتزام الضمني وها هي بداية أم المشاكل؛ يكفي أن تتردد إحداهن على منزلك مرات أربع أو خمس وتقدمها لأكثر من صديق، وها هي تنظر إليك بعين من زواج وتتصرف بيدين عمليتين: واحدة تسعى لإقامة الحجة والشهود عليك والأخرى تنادي العدلين والقاضي وتفكر في أمور الحبل ومستشفى الولادة وما إلى ذلك من الالتزامات العائلية التي هشمت أضلعي تهشيما..
لحظة تسديد ما تبضعناه معا كدنا نشتبك بالأيدي أمام صاحبة الصندوق: أنا أخرج قطع النقود من جيبي وأضعها أمام العاملة والمرأة الشيطانة تحمل النقود وتعيدها إلى جيبي بقوة مستبدلة إياها بنقودها... أيقنتُ أنني أمام امرأة كريمة، تأكد يقيني في اليوم الرابع، لحظة الوداع؛ وضعتْ خلسة ظرفا بريديا مغلقا في غرفة النوم، ولحظة ركوبها سيارة الأجرة الصغيرة فقط أخبرتني بما فعلت:
- بمحاذاة السرير، فوق المائدة الخشيية الصغيرة، ستجد ظرفا بريديا أصفر اللون مغلقا، إياك أن تمزقه أو تلقيه في سلة المهملات، خذه، فهو لك، فتحته، فإذا به مبلغ 2000 درهم (حوالي 200 دولار)، قلتُ: لو كانت كل البنات اللواتي ترددن على بيتي منذ طلاقي إلى الآن من هذه السلالة، لما كنت مدينا اليوم للأبناك بمبلغ 000 20 دولار، بل لربما كنتُ غادرتُ سلك التعليم وأقمتُ مقاولة حرة صغيرة بدل أن أدوِّخ رأسي يوميا مع الأطفال الصغار في حجرات درس مهترئة يمكن أن تسقط فوق رأسي في أية لحظة.

يُتبَع[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر حمصي

ماهر حمصي


ذكر
المواضيع والمشاركات : 1138
تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين   الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين Uhh1019/6/2010, 12:57 am



العزيـــــــــــز الحبيب
الروائي المبدع ( قنديل )

أشكرك جدا على مشاركتك الإبداعية في المنتدى .....
ولا أخفيك شعوري بالغبطة ....



هلاااااا و غلاااااا
بانتظار تتمة نصك الإبداعي


مع فائق تقديري واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
 
الروائي قنديل سلامات: رواية امرأة من سلالة الشياطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشـــــــات على حيطان المكتبة :: أعلام في الإبداع-
انتقل الى: