خربشات الثقافية
دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Eniie10

خربشات الثقافية
دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Empty
مُساهمةموضوع: دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب   دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Uhh1025/6/2010, 12:24 am

كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب




شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة،

غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏





إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي

ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على

أبوابها.

‏‏‏‏‏

إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،

شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏



من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "

بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت

بلاطة في جبال البرينيه.‏‏‏‏‏


إنها دمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين

ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين

وشهوانيين....


رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،

أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،

ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها

ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.‏‏‏‏‏



إنها دمشق أيها العرب محط سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح

محي الدين بن عربي‏‏‏ ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته

حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"


‏‏‏‏‏

إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي

على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ

ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في

المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها

دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة عرشه.‏‏‏‏‏



دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب

موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي

رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على

طريقة دمشق.

‏‏

إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركت عشاقها

خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين

ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.‏‏‏‏‏



لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.‏‏‏‏‏

لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.‏‏‏‏‏ من الأزرق ما يكفي لتغرق

القارات الخمس .



لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن

ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.‏‏‏‏‏



ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو

نحل الكون لرحيقها.‏‏‏‏‏



لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط "

المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.‏‏‏‏‏


لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما

يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.‏‏‏‏‏


لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا
نكازاكي وهيروشيما‏‏‏‏‏



لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل

الحروب القادمة.

‏‏‏‏‏

لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل

ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.‏‏‏‏‏



لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،

الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.‏‏‏‏‏



دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في

أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي

الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".‏‏‏‏‏


دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة

أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب

نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان

فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....‏‏‏‏‏


دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا

أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة‏‏‏‏‏ وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،

ستدلك عليه " كنيسة السيدة "



لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها

ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو

تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو

متذكراً كل شيء دفعة واحدة.‏‏‏‏‏



فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول

جملة واحدة للجميع) أنها دمشق )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
فاطمة بلغازي
مشرف
مشرف
فاطمة بلغازي


انثى
المواضيع والمشاركات : 777
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب   دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Uhh1030/7/2010, 8:56 am

الاخ تحسين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وصف رائع
ونقل اروع
شكرا على الموضوع
تقبل مروري
وتحياتي
فاطمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فايزة العمر

فايزة العمر


انثى
المواضيع والمشاركات : 987
الجنسية : الجزائر الخضراء
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب   دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Uhh1031/7/2010, 7:05 pm

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـافيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍعلى ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍأحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لهافمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتيوأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بهاوكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراًوكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان... يا وطنيأقبل الأرض والأبـواب والشـهبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنافمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـهاومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةًو كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتيلما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـهإلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنهوهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍوأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌزهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـهفـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـهورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتيأشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمـت سياط حزيران ظهورهمفأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوامتى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةًوأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةًتبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئننيعمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍيزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثةًعن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..
تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا..من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرتهفانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌقد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرتهوواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبيعلى العصـور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌأستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌقال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـهونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعهومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقيمن ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها

ما أجبن الشعر إن لم يركبالغضبا
نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا
ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا



حقيقة شوقتني لي دمشق...............
.
تقبل مروري

عزيزي....................... تحسين دمت لنا.............
فايزة


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب   دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Uhh102/8/2010, 3:50 am

رائعة ..أنت فايزة ..... بنت الجزائر ..... العظيمة ........ شكراً ...شكراً .....لك

...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
تحسين الأشرم

تحسين الأشرم


ذكر
المواضيع والمشاركات : 765
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب   دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب Uhh102/8/2010, 4:01 am

زهرة المنتدى .... هلا ... وأجمل طلة اشتقنا .... لك ...من بعد غياب

بقدر مايسعدني ..ردك ......يسعدني تواجدك ..... ونفتقدك كثيراً ....... أشكر اهتمامك ..... واتمنى لك زيارة سورية
سورية ...فوق الوصف ...مهما ..كتب عتها

هلا فاطمة .... هلا زهرة المنتدى ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kharbashat.ahlamontada.com
 
دمشق كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشـــــــات على حيطان المكتبة :: الأماكن-
انتقل الى: