الساقية
الساقية التي يجري فيها الماء قد تجف لكن ساقية الحياة تبقى متدفقة مادام يتدفق فيها موج القيم الخيرة التي تمدها بكل معاني الفضيلة والاستقامة واعباء الحياة حيث يثقل وطأتها ويشتد على النفوس وهجها تبقى المقياس للاختيار الصحيح للنفوس الكبيرة والمعادن الاصلية .... اما النفوس التي تفجر منها نبع الخير وصغرت امام خطواتها مغريات الحياة فاتخذت اثواب الفضيلة ردائها وطريق الاخلاق المستقيمة دربها فلم تلتفت لانغام الرذيلة ولاانحازت لمنعطفات ذليلة . بل بقيت سامية في تطلعها قوية في تمسكها بكل ما يحفظ في مسيرة العمر نفسها ويزيد في مرايا الحق صفاتها ..
نعم كل ذلك نعيشه ونحسه بعمق لمن سمت اخلاقهم وصفت اذواقهم فكانوا اسوة حسنة للاخرين يترسمون خطاهم ويسيرون على نهجهم ويعجبون بما يقولون وما يفعلون ....ان للغة العذبة التي يستسيغونها هي لغة الصدق والكأس التي يعشقوها هي كأس الصبر والحق فلاعجب اذا مارأوا في كل حقل من حقولها لاعينهم مرتعا ولانفسهم في جنباته موضعا .......
منقول من كلام
حاكم اعدم في صبح عيد