الأديبـــــة الفراتيـــــــة تماضــــــــر المـــــــوح

عرفناها شاعرة فراتية متميزة وأديبة ترجمت كاميرا التلفزيون كلماتها الى مشاهد درامية فكانت ورودها رغم ملوحة تربتها تفوح بأزكى العبير إنها الاديبة الفراتية تماضر الموح المقيمة الآن في المملكة العربية السعودية لكنها تعشق الفرات تزوره باستمرار للتواصل مع الأهل والاحبة وتنهل منه وحي الكتابة ثم تغادر لتبوحه في الغربة .
الفرات التقتها خلال حفل تكريم الادباء والمبدعين الفراتيين في مهرجان ربيع الطفل المسرحي الثالث وكان معها الحوار التالي :‏
< الاديبة تماضر الموح ابناء الفرات وخاصة الاديبات الفراتيات يعرفنك شاعرة وقاصة وروائية ولكن ماذا عن تماضر الموح الاعلامية ؟‏
- اعشق العمل الاعلامي ورغم حبي وعشقي للادب لكنني أجد نفسي في العمل الاعلامي ايضاً فالمرأة في العمل الاعلامي متميزة وهو عمل ممتع ويحتاج الى صلابة بكل معنى هذه الكلمة ويحتاج الى قوة وجرأة وتطوير دائم يكفي انه مساحة للتواصل مع الناس ليشعرك بأنك تقدم شيئاً برأيي ان تكوني اعلامية فهذا أمر كبير جداً وأنا الآن اعمل في مجال الصحافة والاعلام في السعودية حيث اقوم بتدريب الكوادر الاذاعية في اذاعة الرياض على الاعداد والتقديم والتمثيل ايضاً ، والى جانب ذلك اعمل في صحيفة الاقتصادية اليومية .‏
وعملي أو كتابتي في مجال الصحافة ليست جديدة فمنذ أن كانت صحيفة الفرات سابقاً وفي اعدادها الاولى كنت اكتب ومن اولى المقطوعات الخواطر التي نشرتها اتذكر : إذا شعرت بالألم .. وسقطت من عينيك دمعة .. ابتسم فما اعظم الذي يبتسم والدمعة في عينيه ..‏
كذلك كتبت في صحيفة الدومري ومجلة فنون والبيان الاماراتية والسياسة الكويتية وحالياً الاقتصادية . وأعود واكرر انني اعشق العمل الإعلامي وحتى الدراسة في هذا المجال والدليل انني ادرس الآن في جامعة دمشق قسم الاعلام ( تعليم مفتوح ) ودراسة هذا الفرع كان بالنسبة لي أمنية ، فالإعلام والادب يتقاطعان في الكثير من الامور ويجب ان نقدم من خلالهما شيئاً وإلا لن نحقق شيئاً .‏
< عرفنا تماضر الموح كاتبة تلفزيونية من خلال مسلسل ورود في تربة مالحة ماذا بعد ذلك ؟‏
- احضر لمسلسل تلفزيوني بعنوان الهاربات وسيكون جاهزاً خلال هذا العام للعرض وهو من اخراج سالم الكردي ويتحدث عن قضايا اجتماعية يومية ويطرح مشاكل المرأة عبر ثلاثة اجيال من الجدة الى الام الى الحفيدة كذلك يأخذ خطاً تاريخياً وسياسياً اضافة الى الخط الاجتماعي حيث تبدأ القصة منذ الستينيات وهكذا في سياق اجتماعي انساني .‏
وكذلك هناك برنامج تلفزيوني بعنوان العربية بين يديك يهدف الى تعليم اللغة العربية سجل لمؤسسة الوقف الاسلامي السعودية ويعرض في 57 حلقة .‏
وهناك العديد من الاعمال لكن ظروف العمل تمنعني من اكمالها واهمها عمل عن البيئة الفراتية بعنوان ( ويروي الفرات ) وهو يحاكي بيئتنا المحلية ولهجتنا وواقعنا الفراتي واتمنى ان انهيه قريباً كذلك يوجد عمل درامي سوري مصري بعنوان ( وأينعت الصخور ) وكما ذكرت ظروف عملي تمنعني من اكمالها .‏
< ونحن نجري هذا اللقاء انت من المكرمين في مهرجان ربيع الطفل المسرحي وحضرت عرض مسرحية نور الشمعة في دير الزور ، ماذا يعني لك هذا التكريم وماذا قدمت من اعمال للاطفال ؟‏
- بداية تكريم أي مبدع أو فنان شيء جميل خاصة في بلدك لأنني ابنة الفرات وافتخر دائماً بذلك فأي تكريم في بلدي اثمن واعظم من اي تكريم آخر لذلك اشكر جميع القائمين على هذا التكريم والتكريم دليل الوفاء واعطاء الانسان حقه وبالنسبة لي نادراً ما اكون موجودة خلال تكريم أو احتفال بأي عمل لي فمثلاً ورود في تربة مالحة حقق نجاحاً كبيراً وحصل على الجائزة الفضية في مهرجان القاهرة وقد تألمت كثيراً عندما لم يتصل بي المخرج ويعلمني بذلك فهل غياب شخص يهضم حقه على الأقل بالذكرو كذلك الفيلم السينمائي ( طقوس فراتية ) الذي قدمته المؤسسة العامة للسينما من اخراج وليد حريب رغم انه من تأليفي وسجلت كذلك الصوت له لكن اسمع من الآخرين عن الجوائز التي حصدها هذا الفيلم دون ذكر تماضر الموح وحقيقة هذا يؤلمني فالتكريم واجب ودليل وفاء الآخرين لك .‏
أما مسرحية نور الشمعة فهي عمل جميل جداً ويحمل فكرة رائعة وهي الاصرار على الوصول الى النور لتحقيق الكثير رغم محدودية الامكانيات لفريق العمل إلا انه نجح اداء واخراجاً وانا قدمت للطفل عملاً مسرحياً قدمه فرع طلائع البعث عام 3002 بعنوان ( عرس البطولة ) وقدم اكثر من مرة ولقي اقبالاً جيداً وانا سعيدة بهذا العمل رغم ان اسمي لم يذكر فيه . ويعرض الآن برنامج تلفزيوني للاطفال من اعدادي يقدم على شكل مسابقات بعنوان ( ابي عيدي ) ومسلسل آخر قيد الانجاز بعنوان ( انا وجدتي والقمر ) وعلى شاشة mbc يعرض عمل كرتوني بعنوان ( ديرتي ) .‏
< ماذا عن تماضر الموح الشاعرة واين هي الآن ؟‏
- الشعر موجود في دمي رغم أنني مقلة جداً لكن أحن له فأنا اكتب اللحظات من الفرح والحب والحزن و أترجم من خلالها لحظاتي اليومية التي اعيشها واجد نفسي في كل ما اكتب أنا أكتب الشعر ولكن بطرق وصياغة اخرى واستذكر هنا ما قاله عني الاديب الكبير سعد صائب : ( كل ما تقوله تماضر الموح شعر ) وأنا الآن احضر لمجموعة باسم المتمردة واخرى لك وحدك كذلك .‏
< كيف تجدين الأديبات الفراتيات ؟‏
- المرأة الفراتية انسانة اكثر من قوية تتحدى الظروف هي النخيل الذي يعيش رغم شراهة الملح ولدينا الكثير من المبدعات الفراتيات ليس في مجال الادب فقط بل في كل مجالات الحياة فالمرأة الفراتية حنونة رغم صعوبة البيئة فهي محاربة باسم البيئة المحافظة والعيب والغلط ولكن رغم ذلك تتحدى وتكسر الحواجز . وهناك الكثير من الفراتيات المبدعات اذكر منهن تروندا منديل وشذا برغوث ولهما لمسات رائعة والقاصة عبير عزاوي التي افتقدها الآن فكتاباتها معزوفات رائعة و كذلك افتقد الشاعرة هنادي المتمكنة وكذلك سميرة بدران وجهان مشعان فهما يمتلكان قلماً مبدعاً أتوسم فيهما كل خير وهناك الكثير من الاديبات .‏
أما خارج اسوارالفرات فالادب الفراتي ليس له حضور كما يجب علماً ان هناك عمالقة في الادب والفنون من سورية ومن الفرات تحديداً واحياناً اطالع اسماءهم في الدوريات العربية مثل الكاتب جمال علوش - الفنان امجد غازي وغيرهما الكثير .‏
أما قلة الحضور برأيي فإننا مقلون في اعمالنا واقول نحن الذين هضمنا حق انفسنا .‏
كذلك نفتقد وجود مطبوعة تهتم بالشعر الشعبي ولا اعرف لماذا خاصة اننا نحن الاقدر فلدينا الكثير من الكتاب الرائعين في الشعر الشعبي وفي كل اقطار الوطن العربي توجد دوريات حول ذلك مثل قطوف ، فواصل .‏
وأتساءل لماذا اتحاد الكتاب لا ينشر الشعر الشعبي وهو شعر فيه الكثير ويحمل الكثير من الوجود الانساني وفيه الكلمة المؤثرة والتي تتحدث عن البيئة ؟‏
< اخيراً ماذا عن تماضر الموح المرأة ، الام ، الزوجة ؟ كيف تجدينها ؟‏
متزوجة وأم لستة أولاد ( 4 ) بنات و ( 2 ) ذكور ولي احفاد احبهم كثيراً وأشعر انهم امتداد لي واتوسم فيهم الخير ليكملوا المشوار وأقول إن تماضر المرأة وهي الأم والزوجة والاديبة ولولا دعم الاسرة لي لما تحقق هذا النجاح فمنذ الطفولة تربيت على المطالعة حيث كان والدي رحمه الله يدير في الكويت دار الثروة للنشر والترجمة لذلك كنت أغرق في الكتب واقضي وقتي معها وشجعني على ذلك جو الاسرة الذي ساهم في ظهور موهبة الكتابة الشعرية فعدد جيد من اقربائي يكتبون الشعر اضافة الى والدي طبعاً أما فضل الاستمرار في المجال الادبي والاعلامي فيعود لزوجي الذي ساعدني على اكمال دراستي وبفضله انتسبت الى جامعة بيروت قسم اللغة العربية وجامعة دمشق قسم الاعلام الآن . فله يعود الفضل الاكبر وبالعودة الى تماضر الموح الام اقول ان اي نجاح له هزيمة رغم ان المرأة تعمل لإيجاد التوازن لكن لا يوجد كمال مطلق لذلك اشعر انني لوكنت في كل لحظة مع اولادي لحققوا نجاحاً اكبر لذلك اطلب المعذرة دائماً منهم رغم انهم والحمد لله حققوا نجاحاً دراسياً ولديهم مواهب ادبية وفنية فأحمد شاعر ومعاذ عازف ودعد تكتب سيناريو وديالا وضحى وديمة لهن مواهب في الكتابة . لذلك اجد تماضر الموح كاتبة واعلامية وزوجة وام تطمح للكثير واود ان اقدم اكثر لأن الكل كان معي وشجعني خاصة زوجي الذي كان سنداً قوياً .وسر نجاح المرأة في الاصرار ورغم ان الصحراء طبعت بيئتنا بالقساوة في الرجل والمرأة إلا ان الحنان موجود فمن الصخر ينبع اعذب الماء لذلك اتمنى ان تتألق المرأة العربية دائماً والمرأة الفراتية خاصة لأن لديها الكثير ويكفي ان تكون ابناً للفرات لتعطي وتبدع كعطاء الفرات المتجدد دائماً .‏

نقل عن جريدة الفرات