شـــامـنـا........................................

شـــامـنـا

الزمن الغابر جميل على الاغلب، لكنه على الدوام عتيق، أما أن نعني به عاما مضى لكنه كان كفيلاً بأن يمضي بالجمال الى غير رجعة، فذلك يعود لنهم أو ارتجال أو استهتار وازدراء.

في الزمن الغابر، ليس لأنه بعيد، بل لكثرة التعديلات والتعديات، كنا نأخذ أوتوستراد المزة بسرعة معتدلة مهما كانت عجلتنا، لأننا سنقف مرة واحدة على احدى الشارات الضوئية، اما الآن فصرنا نتجاوز ونشعر بالانجاز اذا استطعنا عبور الشارة على الضوء البرتقالي، وكأننا نحتاج تفصيلا اضافيا يكرس ثقافة التدافع والقنص.‏

في ذاك الزمان كنا نتباهى بشارع، بل بحي شبه نموذجي، اما الآن فصار حانقا مزدحما، ومثالا لفوضى التخطيط، حيث يحتاج المرء الى الالتفاف حول نصف المنطقة قبل ان يصل الى مبتغاه، دون اعتبار لهدر الوقت أو تلويث الهواء بسيارات صارت تقطع عشرة كيلو مترات بدل مئات الامتار للوصول الى النقطة ذاتها.‏

في ذاك الزمان الغابر كان الحي يستظل بوارف اشجار يانعة، وينعم بحركة متزنة تسمح للاطفال والفتيان بحركة تزاوج ما بين فعلين، رياضي واجتماعي.‏

ذاك الزمن الغابر الجميل تغبر وانقلبت الاحوال خلال اقل من عام، فدون أي اعتبار لطبيعة الحي السكنية افتتحت مقاه ومحال بادر مستثمروها الي قطع الاشجار حتى لا تحجب اغصانها الآرمات أو تخفي زبائنها واغلبهم مدفوعون بنزعات استعراض، ثم لم يلبث ان استفحل بينهم داء الاركيلة، واذا كان تدخينها يدخل في باب الحريات الشخصية، إلا ان المسؤولية الصحية والاجتماعية تقضي بعدم التشجيع أو التحفيز على تدخينها على الملأ حتى تظن الشارع بأكمله أشبه «بغُرزة» علنية تحت انظار المارة.‏

روائح ومشهيات تحول الاركيلة من تعبير عن خيار شخصي الى وباء وداء يجعلنا عاجزين عن اقناع ابنائنا دون الإقدام على محاكاة زملائهم.‏

لا أدري ما الذي يمنع السلطات المعنية من ضبط هذه الظاهرة فتمنعها على ارصفة الشوارع، وبذلك تحد من شرعنة اغرائها للمارة، كما لو انها فعل اعتيادي مؤيد بالرضا الاجتماعي بدليل علانيته، أو تحدد منتصف الليل أو أي ساعة اخرى، موعداً لانتهاء هذا العرض اليومي.‏

وفي ذاك الزمن ، عندما كنت تمر بالحواري والأزقة ، يأخذك الياسمين بعبقه ....وتحلق بك النسمات العليلة بحكايا العشق الشامي !!!
كنت ولم أزل أنام في بيوتها العتيقة .....أتناول القهوة الصباحية عند نافورتها ....ووجبة الفطور في ذاك المطعم العتيق !!!!

.....
في ذاك الزمن كنت ....
والآن لم أعد هناك والحزة في القلب تجرني إليك ...

موضوع: رد وتحية 15/9/2010, 1:51 am

تحية طيبة للجميع
وطيب الله ايامكم .. كما تذكروننا بنقاوة ايام زمان
اعلموا ان ظاهرة التبدل هذه عامة في كل مكان وليست منطقة معينة تعاني من صخب التطور الاعمى كما اسميه
كنى في بغداد لانعرف للشمس مكان في شوارعها .. واتذكر كل شجرة لسماكتها كنت اسئل عن عمرها
والبيوتات كانت تزهوا بعبق ازهارها وزقزقة العصافير ونواح الحمام

وتعرفون لماذا تداخلت معكم بهذا الرد الطويل لانني اقسم بالله اليوم كنا في محاضرة تتحدث عن تغير البيئة وصخب المحلات في مدننا
وكان اغرب ماتذكرناه (( طيور اللاقالق ))التي كنا نراها يوميا في سماء بغداد وتذكرنا اعشاشها
فوق الجوامع والكنائس والبنايات العلية
ومنذ سنين لم نراه بل حتى نسيناهم ... اليسوا ماتوا او هاجروا من صخب التغير الاعمى للبنايات والشوارع

تقبلوا مروري ودعائي للشام واهل الشام ولكل مدننا العربية من الالف الى الياء

ابو الوليد

ستطلع شمس الحرية ...................................
و سيكون حديثنا يومها عن العراق ........................................
مثل ما كانت و احسن ..................... فالنصر بإذن الله
شكرا لكما على المرور ................................