زمـــــــــ القهر ـــــــــــن

زمن القهر

أرى فيما يراه المستيقظ الجريح أن ضمير العالم تبلد وما عادت تهزه كارثة هنا أوكارثة هناك. أو بالأحرى غدا العالم مضبوعاً حبيس الصدر وفوق رأسه عصا الكاوبوي الأميركي وعصابته مسلطة عليه. إذ إن العصابة هي التي ضبعت أولاً ثم مشت في ركاب (عراب) ماريو بوزو, أو تحت جناحي السيد الأبيض في (جذور) ألكس هالي.

إن هذه العصا مرفوعة مهيئة للانقضاض بحجة الإرهاب, بحجج أخرى, بأسباب مزاجية.. المهم أنها مرفوعة دائمة قادرة على البطش. والرؤوس مطأطئة والنظرات تتكسر وتنثال على الأرض شحيحة كذبالة نفد زيتها تختلس النظر متوجسة وأوصالها ترتجف كأقفاص مخلعة من خشب منخور.‏

إن العيون عشيت عن رؤية الطفلة هدى وهي تصرخ بجانب أبيها الذي رقد في صمت أبدي; عشيت عن رؤية أسرتها جميعاً الذين فجرتهم قنابل ألقيت ببساطة على ذاك المنتجع السياحي, وكأن البشر رف من بغاث الطير أزمعت إسرائيل أن تشويها في تلك المحرقة (الهولوكست) التي لا تزال تتوثب في مخيلتها فتحاول التخلص منها بصب نقمتها وحقدها على الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً فلا يشفيها ويريح ضميرها إلا التقتيل والتشريد والدمار, وكأنها تحاول أن تصب مالاقاه اليهود على أولئك العرب الذين فاضت منهم النخوة وصارت رغبة في أن يدفع كل منهم البلاء عن نفسه في حلول (إفرادية) مثل كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو, وأخيراً الاستفتاء الذي سيكون رصاصة الرحمة بيد عربية شديدة الانتماء إلى ابن قحطان.‏

وقال مسؤول إسرائيلي إنهم سيجرون تحقيقا في الأمر أخشى ما نخشاه أن يكون إبادة من نجا,أو أحكاماً بالسجن على تلك الجثث التي اخترقتها الشظايا.‏

وكرر البيت الأبيض مطالبته بضبط الأعصاب من جديد,فلماذا لا تضبط هدى أعصابها سامحها الله, إنه يقول للفلسطينيين واليهود (العبوا سوا) كما يقولها لمجموعة أطفال يلعبون أبٌ شغوفٌ بابنه عندما يشج رأس ابن الجيران بحجر.‏

دبليو بوش- هو الآخر- يلاحقه شبح (الهولوكست) وشبح الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) فلا يهدأ له بال إلا بالنصر والنصر هو إبادة الأعداء, والأعداء الذين شحنوا قلبه بالرعب هم المسلمون, وفي طليعتهم: أفغانستان, والعراق, والعدو الدائم شعب فلسطين الذي تشرد وشبع تشرداً في بلده, والبلاد العربية, وشتى أصقاع العالم.‏

إن أميركا وفرقتها وإسرائيل لا يبتغون شيئا إلا أن يغسلوا أيديهم كما غسلها بيلاطوس بنهر الأردن مصبوغا بدماء الضحايا, والشعوب المغلوبة على أمرها.‏

قال أحدهم الفقر لا يعتدي على أحد) أي إنك إذا وجدت فقيراً فاعلم أنه كسول (تنبل) يركن في الزاوية متمنياً أن تقفز اللقمة إلى فمه من تلقاء نفسها.‏

والقهر (لا يعتدي على أحد) وكما يكون الفقر عادة يصير القهر عادة. وإذا كانت آية الفقر هي التسول, فآلة القهر هي خفض الرؤوس وإفاضة الشكوى من خلف.‏

نحن العرب صنعنا ذلنا وقهرنا بأيدينا. أمام العثمانيين, وأمام الاستعمار الغربي وها نحن نصنعه أمام أميركا وإسرائيل وينادي المنادي (يا عرب) فيستهزىء بعضنا ببعض.‏

هناك من يقول عن الأمة العربية (عربان, أو أعاريب, أو قومجيين) وفي كل بلد عربي شعب يبتهج بزعمائه, وزعيم يبتهج بشعبه وأؤكد أن الوحدة العربية السياسية على المدى المنظور أصعب من قلع الأضراس لأنها وهم بوهم, لكنها في المجالات الاجتماعية والثقافية, واللغة والتاريخ قائمة ما دام الإنسان قائماً, قائمة وكل يقول كما قال جحا: (عليّ بنفسي, وفخذي الأيمن ليس من فخذي الأيسر) وكأن كل دولة عربية تبحث عن ولي لأمرها كأنها تحس بالضياع .‏

وأولياء الأمر مفقودون وموجودون دفعة واحدة كأن واحدهم شيخ الكتاب الذي يجبر تلامذته ألا يشتروا أدواتهم من أقلام وقراطيس إلا منه, فيربح فضلاً عن أجرته جزاء ما يبيع ويحملهم المنة.‏

وإذا أردت أن آخذ من لبنان أو من السلطة الفلسطينية مثلاً فأضطر أن أقول للجميع: (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها) إن البطولة لا علاقة لها بضخامة الشنبات , وإذا كانت إرادة بوش من إرادة الله فما الذي بيننا وبين الخالق? إلا إذا كان لبوش إله خاص أو لعله يحس بالألوهية ويوشك أن يعلن عنها قبل أن تنتهي مدة ولايته.‏

إن الدول التي تسبح في فلك أميركا كفرنسا وانكلترا وغيرها وغيرها تطمح في (مصة أصبع) وشعار الاستعمار المعروف منذ وجد الاستعمار هو (حك لي لأحك لك) وكأن القمل يسرح في ظهورهم عابثاً وكأنما الحك لا ينتهي, وإذا فتر فسرعان ما يتجدد, وما (مصة الإصبع) سوى خيرات الشعوب الضعيفة وأرزاقها المهدورة.‏

إنهم -أعني توابع أميركا- كالأطفال في العرس يجمعون من على الأرض ما يتبعثر من (سكاكر) ترش على العريس.‏

وثمة سؤال: أغدا العرب فلاسفة كأبي العلاء المعري لا يفرقون بين ولادة جديدة وموت جديد ? يقول المعري:‏

غير مجدٍ في ملتي واعتقادي‏

نوح باك ولا ترنم شادي‏

أبكت تلكم الحمامة أم غنت‏

على فرع غصنها المياد‏

وشبيه صوت البشير إذا قيس‏

بصوت النعي في كل نادي‏ queen

موضوع: رد وتحية 23/10/2010, 12:15 am

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْسقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحواواخفِضْ جَنَاحَ 'الخِزْيِ'.. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاًفالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌفقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه

فاجمعَْ مفاخِرَكَ القديمةَ كلَّهاواجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاًوابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ماكنتَ تكتبُه لهاتحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه

:
'يا دارَ عبلةَ' بالعراقِ 'تكلّمي'هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
هل نَهْرُ عبلةَتُستباحُ مِياهُهُ وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
!
هذه قصيدة للشاعر المصري الجزار
احيك على هذا الموضوع
وتقبل مروري

العزيز أبو الوليد
تحية طيبة
أحييك على هذا المرور .....الجميل ....
أنك دائماً تضع النقاط على الحروف

دمت بود ودام قلمك الجميل يضيئ صفحات المنتدى

أبو وسام

زائر

]center] سيوف العرب قد صدئت ...
ولم تصلح لمعركة ٍ ...
غدت خشباً لتابوتٍ .. نواري فيه خيبتنا
وللأخشاب مقبرة لها نار بها أحرى ؟؟؟؟؟
سلامة تسلمك أخ تحسين وبارك الله فيك ؟؟ أرجو أن تتقبل مروري مع التقدير [/center]

زائر

]center] سيوف العرب قد صدئت ...
ولم تصلح لمعركة ٍ ...
غدت خشباً لتابوتٍ .. نواري فيه خيبتنا
وللأخشاب مقبرة لها نار بها أحرى ؟؟؟؟؟
سلامة تسلمك أخ تحسين وبارك الله فيك ؟؟ أرجو أن تتقبل مروري مع التقدير [/center]

[color=blue]

عازفة الليل" سيوف العرب قد صدئت ...
ولم تصلح لمعركة ٍ ...
غدت خشباً لتابوتٍ .. نواري فيه خيبتنا
وللأخشاب مقبرة لها نار بها أحرى ؟؟؟؟؟
سلامة تسلمك أخ تحسين وبارك الله فيك ؟؟ أرجو أن تتقبل مروري مع التقدير

العزيزة عازفة الليل

وكيف انال في الدنيا منأي
وفي رجلي من دهري قيود
اذا لم نمح عار الذل عنا
لمن نبني اذن ولمن نشيد

اشكر مرورك الغالي ..... ولك كل الود
[/color]