صفصافة مقدسية
نشر أمـــس الساعة 16:45
الكاتب: بهاء رحال
اقتربنا وتعانقت أرواحنا فوق صفصافة مقدسية،،،، بعدما طال بنا الغياب وانتظرنا زماناً غيرَ الزمان ،،، واستبقت القدر الى نقطة الفراق ،،،، بدموع تسكبها ،،،، وآهات ملأت مساحة صدرها الناضج ،،،، لا تبكي وجعاً الى الماضي فلا وقت للبكاء الآن ،،، أو استرجاع ذكريات عبثت بنا زمناً طويلا دون خجل وبلا استحياء تفردت وأخذتنا تائهين وسكتنا في الزمن المنكسر واتشحنا بالسواد ،،،، وانتظرنا طويلاً وتلهفنا بعضنا بعضاً باشتياقنا الغجري وأرواحنا العطشى،،،، وعدنا بذكريات لم تدفنها نيران الحرب وحزن التراب على من دفنوا دون أن يحتفل بهم الآخرين بموكب جنائزي يعزفون فيه لحن الرجوع الأخير،،،، أهوه الرجوع الأخير أم العودة الى بداية لا قد تنتهي .
لأنها الحب تتذكرها عندما يأتي المساء ،،، لاشيء معك سوى الحزن والأغنيات ،،،، تشعل سيجارتك العاشرة أمام نافذتك المطلة على منحدرات الزمان الأبدي ،،،، وساعة الوقت تعلن انقضاء منتصف الليل بوحدتك وانتظارك ،،،، يدمع قلبك ولا يبتسم ،،،، بعيداً عن الحياة وأنت في طريق العشق تسير نحو القمة ومعك كل الأزهار والأمنيات في لحظة حب غجرية ،،،، تتراقص النجمات ويسطع نور القمر مضاءً بالحب ومزركشاً بالنجمات ،،،، فهذا الليل يصبح عالمك الأجمل وموسيقى الكمنجات لغتك الكبرى وطريقتك في الحب تفسر الأشياء وتشدوا ترانيم الليل ،،،، فأنت الآن لست وحدك ،،،، معك الكثير من الحب ،،،، وهي ممنوعة عنك ،،،، ممنوعة عني ممنوعٌ عنك ،،،، في وثنية الحرام والعيب والغريب منك وعنك ،،،، بين الممكن واللا ممكن ،،،، القريب والبعيد ،،،، القابل للتعديل والترهيب ،،،، في الزمن الماضي ،،،، أو الحاضر البعيد ،،،،
تبكي ميلاد زمانٍ آخر،،،، لم تتمناه ،،،، بذكريات كانت هنا ،،،، وقد صلت صلاة الحب الأبدي ،،،، لتغير الزمان وتهتدي الى ظل تأوي إليه كلما ضعفت أمام الأشياء المعترضة كأي أنثى تبدل أدوارها من وقت لآخر ،،،، ظل تفترش له الأرض حباً وملحاً وتكون بمساحة روحها بيته ووطنه العائد إليه كلما حل المساء، تتدارى عنه بخجلها وتتسلل إليه كالفراشات الفاتنات العاشقات.
انه الحب وفي الحب لا حدود للخيال الوقتي.