بهاء رحال في مقاله:
عملية السلام والتسوية في المنطقة وصلت الى طريق مسدود وصارت فرصة السلام وتحقيق التسوية في المنطقة أمراً مستحيلاً
أطماع حكومة الإحتلال واضحة وضوح الشمس وأهدافها لا تخفى على أحد وهي تجاهر بمشروعها العنصري الذي هو إستكمالا لمخططات بدأت منذ هرتسل ولم تنتهِ بعد
الرفض الإسرائيلي لقبول المفاوضات بلا إستيطان أوصل عملية السلام برمتها الى طريق مسدود وأوقف عجلة التفاؤل التي تنامت مع قدوم الرئيس الأمريكي أوباما
حكومة فُضِح أمرُها في كل المحافل وتمادت بكل عنجهية الى أقصى حدود الوقاحة وعلا صوتها النازي بالاستيطان والإحتلال طولاً وعرضاً حتى ضجر أخيراً البيت الأبيض من تماديها وخرج بدعوات خجولة لا تستند الى القوة والإجبار بل هي دعوات تمثل عملية توسل تقدم بها سيد البيت الأبيض الرئيس أوباما الى رئيس حكومة الإحتلال الذي بدوره قبل هذه التعهدات دون أن يقدم الأخير شيئاً في إطار إنجاح عملية المفاوضات حسب ما كان متوقع وإعتبرها هدايا كسابقاتها التي تقدمها الولايات المتحدة بشكل مستمر شكراً وتقديراً لإسرائيل ومكافئة لها على مشاريعها العنصرية وعلى ما تقوم به من ممارسات وإنتهاكات وجرائم على الأرض وما تنوي تنفيذه من مشاريع أو ما تخطط له.
عمليات تضليل العالم
مرة أخرى تثبت حكومة إسرائيل أنها الحكومة الوحيدة في هذا العالم التي فوق القانون الدولي والإنساني ، وأنها الحكومة الوحيدة التي لا تخضع لقرارات المجتمع الدولي وهيئات الأمم ولا تلتزم بتوصيات المؤتمرات الدولية ولا تكترث لكل نداءات العالم ، بل ترفض حتى سماع هذه النداءات وهي تحاول بإستمرار ولا تتدخر جهداً في عمليات تضليل العالم والتستر بما ترتكبه أيديهم وتحاول أن تبقى الحقيقة مغيبة عن المشهد قدر الإمكان وهذا أحد أهم مرتكزات الحركة الصهيونية منذ نشأتها وهي تتقنها بجدارة لا ينافسها عليها أحد.
قوة الإحتلال
يبدوا أن عملية السلام والتسوية في المنطقة وصلت الى طريق مسدود وصارت فرصة السلام وتحقيق التسوية في المنطقة أمراً مستحيلاً ، بعدما لم يبقى شيئاً لدى الدبلوماسية الدولية فكل الأفكار والمبادرات والجهود الدبلوماسية فشلت فشلاً ذريعاً وكل محاولات الساسة لم تثمر عن شيء غير العدم ، لأن أطماع حكومة الإحتلال واضحة وضوح الشمس وأهدافها لا تخفى على أحد وهي تجاهر بمشروعها العنصري الذي هو إستكمالا لمخططات بدأت منذ هرتسل ولم تنتهِ بعد ، أمام هذا العجز الدولي والضعف العربي والحال الفلسطيني المنقسم على ذاته الذي يعطي للإحتلال مزيداً من المبررات ويمنحه وقته الذي يريد .
طريق مسدود
الرفض الإسرائيلي لقبول المفاوضات بلا إستيطان أوصل عملية السلام برمتها الى طريق مسدود وأوقف عجلة التفاؤل التي تنامت مع قدوم الرئيس الأمريكي أوباما ونجاحه في إطلاق المفاوضات المباشرة بعدما إستطاع حل العقد التي سادت وكانت عائقاً في إطلاق هذه المفاوضات ، وما هي إلا أيام مضت على إطلاق المفاوضات المباشرة حتى عادت وتوقفت بفعل قيام إسرائيل ببدء عمليات البناء في المستوطنات الأمر الذي دعا القيادة الفلسطينية الى وقف هذه المفاوضات ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإلزام حكومة نتنياهو بالإلتزام بقواعد عملية السلام الموضوعة والمتفق عليها دولياً وعربياً ووطنياً ، ولكن دون جدوى فلم تلتزم حكومة الإحتلال وضربت بعرض الحائط كل الدعوات ومضت في طريق الإستيطان والتهويد لتجعل المنطقة برمتها على حافة الإنزلاق السريع نحو الإنفجار الذي سيكون أحد الخيارات المطروحة في حال إستمرار إنسداد الأفق السياسي وعدم الخروج من المأزق الحالي.
إنتصارات سياسية
وفي أوج التمادي الإسرائيلي الرافض لعملية السلام ، ووسط ضعف العالم وإنحياز الدول التي تنادي بالعدالة والإنسانية فقد إستطاعت القيادة الفلسطينية من تحقيق إنتصارات سياسية كبيرة على حكومة الإحتلال حيث أنها عرت خططتها وفضحت نواياها وكشفت عنها كل ما كانت تستتر به لتغطي عيوبها وهي تمارس عملية التضليل والخداع بمساندة من أصدقائها وحلفائها الدائمين إلا أن القيادة الفلسطينية لم تكتفِ فقط في فضح حكومة الأحتلال بل وكشفت مواقف الدول المنحازة طوعاً الى إسرائيل من البيت الأبيض وحتى الكرملن وفضحت هذه الدول التي تدعي العدالة والحضارة بينما ظهر تآمرها واضحاً وضعفها أمام تمسك حكومة نتنياهو بمواقفها وخططتها الإستيطانية الرامية لإفشال عملية السلام في المنطقة ، كما وإستطاعت من خلال مواقفها التأكيد على حتمية أنها الأجدر في التمسك بالثوابت الوطنية والقرارات الفلسطينية وفضحت أولئك الذين راهنوا على أن هذه القيادة تخضع للإملاءات والشروط الأمريكية وسقطت مقولاتهم وإتهاماتهم وعلا صوت الرئيس يصدح من كل عواصم الدنيا متمسكاً بالموافق الثابته ورافضاً التبديل أو التأويل في الوقت الذي ظل يدعوهم للوحدة الوطنية والى ضرورة إنجاح الحوار الفلسطيني كضرورة أساسية للمواجهة القادمة بكافة أشكالها في حال إستمرت حكومة نتنياهو بمواقفها.
ملامسة الواقع
وبعد هذا المشوار الطويل من المفاوضات التي لم تثمر عن شيء يلامس الواقع ، وبعد أن وصلت عملية السلام الى هذا الطريق المسدود أصبح السلام مستحيلاً في هذه الأرض فهذا العالم كئيب ومنحاز الى أقصى حدود الإنحياز دون خجل ، ينادي بالعدالة بينما ينصاع لإرادة الإحتلال ويسقط في دهاليز العنصرية والنازية المجرمة ويبقى السلام مفقوداً في هذه الأرض وتبقى الحقوق الفلسطينية مستباحة.
ا