خربشات الثقافية
رواية صمت الأيام / 2 Eniie10

خربشات الثقافية
رواية صمت الأيام / 2 Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 رواية صمت الأيام / 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نعيمة قاسم

نعيمة قاسم


انثى
المواضيع والمشاركات : 87
الجنسية : أردنية
تاريخ التسجيل : 20/06/2010

رواية صمت الأيام / 2 Empty
مُساهمةموضوع: رواية صمت الأيام / 2   رواية صمت الأيام / 2 Uhh1019/12/2010, 7:59 am

وبعد عودتها لفراشها و ما أن تمر لحظات يأتي الصوت من جديد ... ابنتي ستتأخري ...استعدي البسي ملابس المدرسة الفطور جاهز ....كانت سعاد الوحيدة في البيت مع والديها ... كل من سبقها تزوج واستقر.. تدخل المطبخ لتجد أمها أعدت فطورا اشتمل على البيض ... اللحم ... الكبد ... عدا الأنواع الروتينية المفروضة على مائدة كل فلسطيني....الزعتر – الزيت - الزيتون – البندورة – الخيار...رغم ذلك لا تشعر بطعم الأكل لعدم وجود من ينافسها على المائدة عقب ذلك تحمل حقيبتها المميزة عن بنات الحي فالجميع يضع الكتب في حقيبة من قماش
مخاطة عند الخياط أو باليد وربما البعض يحمل الكتب في كيس من النايلون ... لكن سعاد كانت حقيبتها من جلد فهي مدللة ووحيدة وإخوتها يعملون بالخارج بوظائف مرموقة ويخصونها بهدايا مميزة !!! وتخرج سعاد وتمر على بيت الجيران لترافقها صديقتها في رحلة المدرسة سائرتين على الأقدام
فترى لوحة في بيت الجيران كم تمنت أن تعيشها ؟؟؟أسرة مكونة من 11 فردا مابين الأم والأبناء إفطارهم الروتيني معدا للجميع دون تمييز طبلية من خشب فوقها 3 أطباق (زيت – زيتون – زعتر ).... إبريق ضخم لونه توتي
( نيلي ) وأكواب من البلاستيك ....من ينهي ارتداء ملابسه يتوجه للمائدة الفاخرة وله الخيار إما بالأكل أو عمل سندويشة يلتهمها وهو سائر!!تتأمل سعاد المشهد وتشتهي كوبا من الشاي لكن خجلها وغناها يحجرها عن ذلك !!تمضي هي وابنة الجيران للمدرسة وجيبها ممتلئ بعشرات القروش في زمن كان من يمتلك قرشا أو تعريفة يحسد عليه في المدرسة تلتف البنات حول سعاد والمكافأة شراء الحلويات لهن (راحة حلقوم – ملبس بيض حمام – قضامة) وفي طريق العودة الكل يرغب بتوصيلها للفوز بشعر البنات أو الذرة المسلوقة والفول المشوي أو الكرز أو العنبر المصنوع من التفاح الأخضر وأحيانا الحاملة المشوية وهي الحمص المشوي بعنقه ) كل ذلك كان مع الباعة المتجولين على العربات في الطرقات .كانت سعاد تفتقد عنصر السعادة رغم كل ذلك وتشعر أنها أكبر من سنها وأن عليها مسؤولية عظمى
وأنها خلقت لرسالة ما زالت تجهل كنهها !!!! ما زال الغد مجهولا رغم بوارقه المؤلمة !!!! خيوطا تبدو هالاتها وهي تنسج كشبكة عنكبوت محكمة الخيوط !!! سعاد ثابتة قوية صامدة !!!!
بعد مقارعة يوم دراسي في غرف أشبه بالسجون وأدراج تتسع أحيانا لأربعة ولوح خشبي أسود فعل الزمن به مافعل من كثرة ما حمل من معلومات حتى أن العوامل الجغرافية اجتمعت به ليصبح وسيلة لدرس في الجيولوجيا من تصدعات وتشقق وانكسارات ورغم ذلك خرج من على وجهه أطباء ومهندسين ومعلمين منكسرين تحت ظلم التقدير والمهانات ....
تظل سعاد يومها ترتجف ما بين مطرقة العصا والواجبات .... ذات يوم طلبت إذنا لتخرج للحمام وكان ذلك في الحصة التي قبل الفسحة بقليل .. رن الجرس وخرج الجميع ومروا من أمام المرافق ... نسيت المعلمة أن سعاد مستأذنة وظنت أنها هربت دون أن تراها ... وقبل سؤالها صفعتها كفا على وجهها جعل خدها المورد أصلا باحمرار الطبيعة يلتهب نارا وحين سمعت صوت الصفعة ترن رنا طربت لها وقالت ما أجمل الكف على خدك وأعادت على الجهة الأخرى ... ظلت سعاد يومها باكية لإحساسها بالظلم وصديقاتها يضحكن لأنها المرة الأولى التي تضرب فيها ...فهي مجتهدة ومن الأوائل وتحفظ عن ظهر قلب لتنافس بنات الحي أولا ولترضي والديها وتنجو من العصا أما المرة الثانية فكانت لارتداء سعاد بنطلونا بنفسجيا من الصوف موديل شارلستون ... مسكتها المديرة ... وجعلتها تخلعه والجو بارد جدا وضربتها بالعصا على قدميها وأرسلت بطلب أمها وجاءت وتعهدت وحين رأت سعاد أخذت تبكي معها دون اعتراض..

sunny
انتظروووا كروووم غدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية صمت الأيام / 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: خربشات روائية ومسرحية-
انتقل الى: