رواية صمت الأيام / 3

موضوع: رواية صمت الأيام / 3 20/12/2010, 12:44 pm

كان والدها لا يعرف هي بأي فصل ... وكل ما يعنيه هو يوم استلام الشهادة فإن كانت ناجحة يعطيها دينار تطير به فرحا وتذهب تلهو مع الصديقات في مكان به بعض المراجيح من الخشب وخيوط الليف....
ساحة المراجيح هي مدينة الملاهي يوم العيد وصاحب المراجيح لديه سيارة بيك أب من عهد الانتداب البريطاني يوم العيد يحولها لاستثمار رهيب يتجمع أولاد المدينة وكل يحمل قروشه من العيديات يحمل على الأقل 20 منهم في كل جولة مثل الأغنام ويلف بهم الشوارع وهم يغنون أهازيج العيد ... كان الكل بحسد سعاد لأنها لا تنزل بل تجدد الدفع في كل جولة ... وتنسى نفسها حتى الغروب ... وتقلق الأم وتنادي أولاد الحي وتعطيهم القروش ليذهبوا ويبحثوا عنها ويعودوا بها والأم جالسة أمام البيت تقلب كفا بكف وتقسم الأيمان أن تضربها وحين تراها تبر بيمينها ولكنها كمثل من يبعد الغبار عن ملابسه من شدة فرط حبها لها وتعلقها بها وهي ونيسة كبرها !!!!
اعتادت سعاد في رحلة عودتها من البيت على أن تمر على والدها لتسلم عليه وأحيانا تقوم بحساب بعض فواتير البضاعة التي يشتريها لمتجره ... تجلس عنده ما يقارب ساعة من الزمن تأخذ فيها خبرات ودروس تفوق ما تعلمه الجامعات ... حوارات مع الزبائن تتناول ... الغلاء والحياة الاجتماعية والاقتصادية ... والسياسية ... امرأة تتحدث عن زوجها الذي تزوج عليها ورجل يرغب بالزواج وووووو الكل يبث همومه وكأن والد سعاد مصلح اجتماعي ... وفي الحقيقة ... تجارب السوق ورؤية القرويين والناس علمته الكثير .... كانت تجلس وتنصت لهدفين ... الأول لتعرف ما يدور في الدنيا ... والثاني لتجلس بجانب فراش أمها وتقص لها الأحاديث المسلية ... فأمها من عائلة أرستقراطية لم تعتد النساء على الخروج والتجوال وإنما يزورها الكل ويقبل يدها ورأسها وتعطي العطايا والهبات لزوارها من النساء وأغلبهن ظروفهن سيئة والفقر ترك علامات لا تمحى من وجوههن ... وكانت عطوفة لدرجة أن أولاد الحي يدخلون يوميا لتقبيل يدها ويخرجون فرحين بالقروش ... ودائما تتحدث عن حلم يأتيها وهي نائمة أنها ترى نفسها في حديقة غناء ويحيطها الأطفال من كل الجهات لذا كانت قناعتها أن هذه الجنة والأطفال أحباب الله ...

انتظروووا كروووم غدا

موضوع: رد: رواية صمت الأيام / 3 23/12/2010, 12:52 pm

خالتي كرووم

اشكرك على هذه القصة الجميلة

انتظر المزيد

موضوع: كتابة قيمة 28/12/2010, 7:54 pm

مرحبا
كل الشكر للأستاذة كروم
قصصها مميزة وأسلوبها راق...تنبعث من الوجدان لتبلغ القلب...