أمنيات جاهزة في كل عام ترّحل للعام الجديد ، ومن عام الى عام لا يحدث جديد ولا تتحقق الأمنيات ونحملها معنا الى العام القادم عله يكون في فضاءه ما يتسع لهذه الأمنيات التي تبدوا في واقعها أمراً بسيطاً جميل الشكل ، رائع المضمون ، وفي جوهرها تكمن أجمل المعاني في التسامح والمحبة والسلام ولكن على الأرض تبدوا عصية صعبة المنال بفعل أنها لا تتحقق وتبقى معنا نحملها من عام الى عام ، أمنيات نعلقها في بداية العام بكل تفاؤل ثم ينتهي العام بخيبة أمل كبيرة ، فما الذي يمكن أن يتغير هذا العام 2011 ، لا شيء ، سوى الكثير من الحروب على الأرض والقليل من الكلام عن السلام ، هذا هو الحال والواقع الاليم الذي أصبح يتحكم بنا وبأحلامنا .
جدول الأمنيات هذا العام طويل جداً ومثقل بالكثير من الأمنيات المتراكمة منذ سنوات ماضية كثيرة مضاف اليها الأمنيات الجديدة على المستوى الخاص والعام ، ربما الخاص لا يهمنا أو العام لا يهمنا وربما لا نعرف من يهمنا أكثر الخاص أم العام جدلية فينا من حجم الأمنيات المتشابكة والمختلطة مع بعضها وسط هذا الضياع ، وهذا الحزن العاصف فينا واليأس الدائم من كل الأمنيات التي لا تتحقق ، ولا تبصر النور في فضائنا المرصوف بالمآسي والنكبات والدموع والألم ، ونصير أكثر تفاؤلاً في لحظات العام الأخيرة ونحبس الأمنيات من جديد وننسى ما فينا من ألم وحزن ، ونتذكر أن ميلاد العام الجديد يعني أكثر من زينة مضيئة وكأس من الشمبانيا وعشرون صنفاً من المأكولات ونتذكر أنه يعني أكثر من هدية وأكثر من رقصة مع إمرأة جميلة وأكثر من قبلة على الشفاه التي تشتهيها ، نتذكر أنه يوم للحزن الماضي الحاضر فينا ، ذكريات من رحلوا ومن ماتوا ومن ضاعوا ومن تشردوا ومن هم بالأسر يستعدون للحرية القادمة ويعلقون أمنياتهم على أمنياتنا علنا نصير شعباً واحداً في الداخل والخارج والشتات ، لنا نفس الأمنيات والذكريات كما لنا نفس الوجع والتحديات .
نعلق أمنياتنا الجاهزة في كل عام ، نسهر طويلاً كل الليل وننام حتى ينقضي اليوم الأول من السنة في كل عام فيضيع علينا الأول من كانون ولا نشهد منه الا اطرافه في شكل يتكرر كل عام ونعيش كامل السنة ننتظر الامنيات تتحقق ، فلا تتحقق ثم نعيد الكره مرة أخرى ونرحل الأمنيات للعام القادم ، كأنها جدلية لا تنتهي .وكأن الأمنيات مهما كانت صغيرة فهي صعبة المنال.
مضى عام في بدايته قلنا أنه عام الدولة المستقلة وفي نهايته رحّلنا أمنيتنا الى العام الحالي ، وقلنا أنه عام الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وفي نهايته رحّلنا أمنيتنا الى العام الحالي ، وقلنا أنه عام الانتخابات وعودة الديمقراطية وفي نهايته رحّلنا أمنيتنا الى العام الحالي ، وقلنا أنه عام النمو الإقتصادي وفي نهايته تفاجئنا بغلاء الأسعار ورحّلنا أمنيتنا الى العام الحالي ، وقلنا أنه عام التصالح ، وتفائلنا كثيراً في بدايته ثم عدنا ورحّلنا تفاؤلنا الى العام الحالي الذي لا ندري ماذا يحمل لنا بهذه اللائحة الطويلة من الأمنيات ، هل سيكون عام تتحقق فيه الأمنيات أم أنه سيكون كما الأعوام السابقة عام ترحّل فيه الأمنيات الى العام المقبل .