بخاطري تتلاعبُ فراشةٌ هي كل الربيع
قَسمتْ لها المواسِم من الرحيلِ موعداً
أمـا البنفسجُ المجنونُ فقد أمسى كئيباً بوطنهِ ،
ليسَ كعادته !
وأي وطنٍ يأخذُ منه المُعَبقَ لأوطانٍ كذلك الوطنْ !
هوجَسَةُ مقتولٍ بها مُعدَمْ ، تلِفتْ سُبُله وانكسر
تكالبت ثُقيلاتُ المشاعرِ حتى أرهقته وانحسر
يَركع تحت أُمَنِيةٍ ويُغذيها بروحه لتبقىْ ، فقطْ
كما هيْ !
متراضياً بمشيئة تُبقيه حداً من القرب والبعد حيناً !
فتى القومِ يا وطنْ ، نُبِذَ من حِله وغدا في ترحاله كما هوْ !
فقط ، لأن في راحته وعنائه وطنْ ، أنتِ أنفاسه وحكاياته
تتابع رعشات تناوبت على أركان جسده أنهكت بهاءه وصفاءه
فتى القومِ تقدم بعمره بغير موعده ، وشيخوخته لشيبها ،
لا تشتاق !
أراكَ بكل أشياءٍ أعيش لها وبها ،وراثة واكتساب
أشياء تُذكرهم ببعضهم ، وأنا كل الأشياء ! أنتْ .
لطالما سهرتُ معكْ وأنتَ ذاك الغائِبَ الحاضرَ ،
لوطنٍ أنا حروفـه !
وأنـّا أجده دونك ، وأنت وصية الماضي والحاضر !
اتَنقلُ بينَ حرفٍ وكلمةٍ ، اتحسسُ لكَ من الحنانِ أُماً
دافعاً بكل ما ملكت من فكـر وحسٍ مرهف ، كي أنصفكْ
وضرائب الرضى ستبقى مُعلقةً لأجلك ،وإن وطنيْ كلمةُ "أجلْ" !
قضيةٌ أنتَ ، للشهود ما أبسطكْ ، لأنـا ما أعقَدكَ من قضيةْ
وأنتَ كله !!
الآن أيقَنَتْ تَعقُلاتـيْ ، أن الوطـن ليس إنتماء وغربة
بل كان أسمى استيطان ،، وكيف السبيل بلا وطن !
فلربمـا دقت سُويعَة تَعقُل ذاكـ المجنون بكِ !
بعد اقراركِ بأني وطن أنتِ أهله وأنا أرضه !!
ليمجد سماواتهِ وأرضهِ بحروفِ
" وَطـَنْ "