انا ومحمود درويش

في السادس والعشرين من شهر نيسان
من عام ليس فيه سوى الطريق الى السماء
التقيت بالشاعر محمود درويش في مطار عمان
الدولي سنه 1994 وكان اللقاء الاول والاخير
ولم يدم سوى ثلاث دقائق.كان الشاعر العاشق
يتجول في ردهه المسافرين في انتظار الرحله المتوجه
الى باريس.. وكنت انا جالسه على احد المقاعد في انتظار رحلتي
المتوجهه الى لندن..وحين لمحته استوقفته وقلت له اني
قلت جمله له,,ابتسم بجماليته وقال هات ما عندك..وبعدها
اعتذر وقال ان الطائره تناديه...
وبعد كل تلك السنوات .. كنت قد سمعت خبر وفاته وانا في
زياره خاطفه لباريس..على قناه الجزيره..انقلب حالي في
ذلك اليوم وسرت كالتائه في شوارع باريس المبلله.. والحزن يعتصرني.
وفي زيارتي الاخيره للمغرب الحبيب..دعيت لقراءه قصيده لمحمود درويش
في المخيم الصييفي في تمارا قرب كازابلانكا{الدار البيضاء} والذي قدمني
من خلاله الشاعر الجميل توفيقي بلعيد..
وكانت قصيده كتبتها في ليله سكنني الحزن فيها وكأن درويش مات اللحظه
قلت فيها:

على مفترق طرق التقينا
على اوراق ذاكرتي..كنت
معطفك الصوفي
بلونه الصحراوي
يتوسد ذراعك في حنو
تتجول باحثا عن الحقيقه
جلست في الصف الاخير
وهمست الى اعشاش
خبئتها بين اصابعك

سرت نحو السفر
وخلفت وراءك ايامي
طفوله في قلبي لا تغيب
غنيت فيها لامي
ولريتا
وعصافير الجليل
اقترت مني
والمفترق ينتظر
القيت اليك ورده
تخفي حمره وجهي

قلت لك:
اسمعتني يا عاشق الارض
فابتسمت قصيده
والتفت قصيده
ونظرت ساعه القصيده
سالتني عن القصيده

فترنمت لك تراتيل
ايام منسيه .. فكانت
{سمعت صوتك فآلمني
كالم الطلق في ليله ولاد القمر}
نظرت نحو الافق
وقلت: قصيده...

ها قد حات الساعه
والاجراس اهترئت
وهي تناديك

ورحلت..رحلت
وانا اجالس عتبه المطار البعيد

افقت من رحلتي
بحثت عنك في حكايه
كانت قد تناثرت
فوجدتك فيها
رملا.. وزبدا
وشقائق نعمان