في وسط ساحة المرجة ينتصب معلم من معالم مدينة دمشق وهو العمود الشهير الذي بُني قبل مائة عام، وبُني علي هذا العمود مجسم لجامع هو الأصغر في العالم وسمي هذا النصب نصب التلغراف، وجاء هذا العمود والمجسم تذكاراً لتدشين الاتصالات بين المركز دمشق والمدينة المنورة والبلاد الإسلامية في أواخر العهد العثماني ومتزامناً مع إطلاق الخط الحديدي الحجازي من مدينة دمشق ومحطة القطارات المجاورة لساحة المرجة، وقد أقيم العمود والنصب التذكاري سنة 1907م أيام الوالي العثماني حسين ناظم باشا ولا يزال إلي اليوم. وقد صمم هذا النصب فنان إيطالي وقام بتنفيذه من معدن البرونز، كما أقام فوقه نموذجاً دقيقاً لجامع يلدز في تركيا كما يقول الباحث الدكتور قتيبة الشهابي، حيث كانت دمشق والتي اطلق عليها العثمانيون شام شريف من أهم المدن في الامبراطورية العثمانية بعد إسطنبول.
ساحة المرجة والتاريخ
وفي أواسط شهر أغسطس من عام 1915م ألقي جمال باشا السفاح القبض علي عدد من أحرار وزعماء العرب ومفكريهم وبعد محاكمة صورية حكم عليهم بالإعدام شنقاً حتي الموت بتهمة خيانة الدولة العليّة، ثم نُفذ الحكم في ساحة المرجة التي سميت فيما بعد بساحة الشهداء أيضاً لتكون هذه الساحة شهيدة وشاهداً علي أفظع جريمة ترتكب بحق نخبة من رجالات العلم والفكر والسياسة. #تحويل راجع شهداء السادس من آيار.
كما شهدت المرجة أحداثاً سياسية أخرى مهمة، ومنها إعدام أبطال الثورة السورية الكبرى 1925 1927 م، الذين كانت فرنسا تلقي بجثثهم في ساحة المرجة بغية نشر الرعب في النفوس كما يضيف المؤرخ قتيبة الشهابي.
وما تزال المرجة مترسخة في تراث الدمشقيين، خاصة في تلك الأهزوجة الشعبية الجميلة التي أُطلقت أثناء إعدام شهداء السادس من أيار علي يد جمال السفاح، ويقول مطلعها: زينوا المرجة.. والمرجة لينا.. شامنا فرجة وهي مزينة..، ولا تزال هذه الأهزوجة تتردد باستمرار في العرضات الشامية