خربشات الثقافية
ما حدث .. و ما سيحدث Eniie10

خربشات الثقافية
ما حدث .. و ما سيحدث Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 ما حدث .. و ما سيحدث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أيسر الربيعي




انثى
المواضيع والمشاركات : 67
الجنسية : egyptian
العمل/الترفيه : القراءة - التطريز - الموسيقى - الكتابة
تاريخ التسجيل : 06/11/2010

ما حدث .. و ما سيحدث Empty
مُساهمةموضوع: ما حدث .. و ما سيحدث   ما حدث .. و ما سيحدث Uhh1021/4/2011, 12:21 pm





من خلال متابعتي للقنوات الفضائية الإخبارية منذ أكثر من عشر سنوات ، تحديداً منذ ما سُميَ بانتفاضة الدرّة – نسبةً إلى فاجعة أهل الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرّة - و أنا في حالة تركيز لسياسة و منهجية هذه القنوات التي زاد نشاطها و تعددت المؤسسات التابعة لها فتحولت إلى كيان اقتصادي سياسي اجتماعي له أبعاد و خطط استراتيجية و لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفه ككيان إعلامي فقط .

ولاحظت أسلوب التوجيه الفكري يلبس قناع الديمقراطية و يعلن رياءاً مبدأ الرأي و الرأي الآخر.. بمعنى أنه من الممكن أن يستضيف ضيفان متناقضان في اتجاهِهما .. فإختياره لرمز كل اتجاه يكون مدروساً بحيث يُنفّر أو يستقطب المشاهد من حيث يدري أو لا يدري لأحدهما ..أو يزعزع ثقته في وقائع قد يكون فئة من المشاهدين قد شهدوها و عايشوها بالفعل ... و بذلك تتحقق عملية التغلغل الفكري أو بمعنى آخر الإحتلال الفكري.

و مما علمت عن علم الإخراج .. و فن الفوتوغرافيا ... و قوتهما في تدعيم الكلمة بل أحياناً يفوقان الكلمة والحقيقة الواقعة تأثيراً و صدى .. و كمثال لذلك – انتفاضة الدرة كلها قامت بناءاً على التقرير الذي نشرته القناة الثانية الفرنسية فرانس2 الذي أعدّه الصحفي الفرنسي شارل انديرلان و الذي إعتمد في تقريره هذا على مشهد حيّ التقطه المصوّر التلفزيوني الفلسطيني طلال أبو رحمة لموقف مهاجمة جيش الاحتلال الاسرائيلي لأب و ابنه أعزلين يحتميان من نيران العدو بيدين عاريتين مرفوعتين على قارعة الطريق ؛ هذه الصورة أقامت الدنيا و أقعدتها .. و تحركت دوَل و منظمات حقوقية و إنسانية من مختلف الاتجاهات و تحرّك الدم بعض الشيء فوخز ضمير بعض الشخصيات المملينة العربية فتبرعت لأهل الضحية بمبالغ خرافية - ..و ...و والكثير من الأحداث كانت شرارتها صورة ، و برغم أن هذه الواقعة البشعة ليست الوحيدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ولا هي الأبشع على الإطلاق ..إلا انها أثارت دوياً لم تثره غيرها من الجرائم.

يقول أحد الأساتذة المتخصصين في ردود الأفعال ، في إحدى بحوثه و دراساته المستندة على المراجع العلمية العالمية :- أن تركيبة المخ البشري مركبة بحيث تصدق الصورة أكثر من الكلمة و تعتبرها دليلاً جازماً مسلماً به.

وفقاً لما سبق فقد كانت استقراءاتي في رسالة القنوات الفضائية و ما ترمي له خططها و أهدافها الاستراتيجية منذ قبل أحداث الثورات العربية بقليل .. فكان بادياً لي عملية شحن الشارع العربي .. و تعبئة الضمائر الرافضة لحالة التردي العربي .. للوصول إلى نتيجة قلب أنظمة الحكم العربية ، و هو هدف نجتمع عليه جميعاً داخلياً و خارجياً .. و لكن اختلفنا في الدوافع.

كنت كمواطنة عادية تواجدت بحكم الصدفة في أول أيام ثورة يناير في منطقة وسط البلد في القاهرة .. أي أني شهدت 25 – 26 يناير بشكل عادي غير مشاركة في الأحداث و إنما متابعة لها و محاولةً استقراء ما يحدث و ما سيحدث .. أؤكد لكم أني كنت أسير في الشارع و أصبح في قلب الحدث .. و لكني لا أشعر بالرعب والهلع الذين يجتاحاني بمجرد وصولي لمقر إقامتي و متابعتي الأحداث من خلال التلفاز!!!! و هنا قدّرت و عذرت حالة الهلع التي انتابت القاطنين خارج مصر .. فنافذتهم الوحيدة على الأحداث هي القنوات المذكورة سلفاً..

و عندها وجهت تركيزي إلى الإخراج الفوتوغرافي و الإخراج التلفزي للأحداث الذي اتّبعته هذه المحطات التلفزية .. و استشعرت اللهجة و اختيار الضيوف و عدد تكرار لخبر معين و عدم ذكر خبر آخر أو المرور عليه مرور الكرام و هكذا ... و عن تجربة شخصية .. تأكدت أن هذه القنوات – المؤسسات – لن و لا تسمح بوجود الرأي الآخر... و إني لأشهد لهم بحرفيتهم في عملية صنع الخبر و ليس نقله .. و عملية صنع الحدث و ليس ذكره.

أما الآن فإني أرى أن المنهج المتّبع من خلال نفس الأسلوب المذكور أعلاه و مدعماً بإنتاج إعلامي قد يكون فكاهياً أو محاوراً أو مرتدياً معطف التعاطف و الفخر .. ولما هو معروف عن الدور المصري في التأثير الثقافي و الاستراتيجي في المنطقة ؛ فإنّ تمجيد ثورة يناير المصرية و الإشادة ببطولات شبابها و صبّ الإهتمام على تفاصيل التفاصيل لمواقف فردية في وقت تلتف فيه الأهداف الأكثر جديّة و الأكثر خطورة بالنسبة لوضع مصر تحديداً أو حتى بالنسبة لباقي الدول العربية التي تغلي شوارعها في صراعات سياسية .. فإنّ هذا الإهتمام المفتعل و الفخر الممجِد ما هو إلا أداة لتوجيه و شحن و تقوية باقي الشعوب في المنطقة لتتشجع فتحذو حذو الشباب المصري في التغيير.

و ما أن يتم المراد و تكتمل عملية التغيير وفقاً لما كان مرجو و عند الحد الذي سيُسمح به .. ستتغير اللهجة الإعلامية المدّعمة بما سبق التنويه عنه .. و سيقومون بتفريغ الثورة من روحها و اختزال نشوتها في العقول و القلوب كي لا تنتعش حالة الصحوّة العربية و لايستمر الفكر الثوري الإصلاحي .. و سيقومون بتفريغ المحتوى الإيجابي من تضحيات و من مكتسبات الشعب المصري و ثورته .. ليتم تحجيم دور مصر في قيادة الأمة العربية و تحديدها في أ ُطر عقيمة ... و من ناحية أخرى سيتم إلهاء مصر بقضايا داخلية و مشاكل مفتعلة لينحسر دورها القيادي ... و سنُفاجَئ بظهور شخصيات جديدة سيتم استضافتها لتلقي في وجوهنا بوقائع و شهادات و مراسلات و وثائق تهدف إلى تفريغ الحسّ الثوري من نبضه و الحد أهدافه ...

أخيراً أذكر قول الشاعر الراحل الحاضر دوماً – نزار قباني – في قصيدته الحيّة / حوار ثوري مع طه حسين
يا أمير الحروف .. ها هي مصر
وردةً تستحم في شرياني
إنني في حِـمَى الحسين
و في الليلِ .. بقايا من سورة الرحمنِ
تستبدُ الأحزان بي .. فأنادي
آهٍ يا مصر من بني قحطانِ
تاجروا فيكِ .. ساوموكِ .. استباحوكِ
و باعوكِ كاذباتِ الأماني
......
آهٍِ يا مصر.. كم تعانين منهم
و الكبير الكبير ... دوماً يعاني
لمن الأحمر المراقُ في سيناءَ
يحاكي شقائق النعمانِ ؟
أكلت مصرُ كبِدَها ...و سِواها
رافلٌ بالحريرِ و الطيلسانِ
.......
سامحيني يا مصر إن جمحَ الشعرُ
فطعم الحريقِ تحت لساني
سامحيني .. إذا احترقتُ و أحرقتُ
فليس الحيادُ في إمكاني
مصرُ .. يا مصرُ .. إن عشقي خطير
فاغفري لي إذا أضعتُ إتزاني
أيسر الربيعي
‏20‏/04‏/2011‏ 09:26 م




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما حدث .. و ما سيحدث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــات ع الماشي :: خربشات بالأبيض والأسود-
انتقل الى: