خربشات الثقافية
قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر Eniie10

خربشات الثقافية
قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
khalid salai

khalid salai


ذكر
المواضيع والمشاركات : 86
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 16/06/2011

قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر   قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر Uhh104/7/2011, 1:53 am




قراءة أولية في الشعرالثوري العربي المعاصر
****************************


لابد في البداية،على غير العادة، من التنويه بالأستاذ الصديق"نزار سرطاوي" الذي أمدني بنصوص شعرية وعرفني ببعض الشعراء وخاصة الرائعة سلمى بن مبارك والشاعر الحبيب شطي.فاليك استاذي نزار هذا العمل الى أن يكتمل في شكل كتيب،بحوله ومشيئته سبحانه.
.

اطلالة نظرية.
********
مبدئيا كل ظاهرة انسانية تنتج تعبيراتها بصيغ متعددة ومختلفة.وبما ان الثورة العربية ظاهرة فرضت حقيقتها وجوهرها على العالم أجمع،فقد كان الشعر من أكثر هذه الصيغ تعبيرا عن هذه الثورة.بل هو من الصيغ القليلة التي بشرت بها مقتحما غلالة المستقبل على شقيها لتبث فيه روح التغيير والتجديد.وبعد حدوث الثورة ،كان لابد أن يتفاعل الشاعر العربي مع الحدث بكل ما أوتي من وجدان وعقل وروح وطاقة تعبيرية ، فحدث بمثل هذا العنفوان وبهذه الانسيابية الشديدة الخصوصية،لا يمكنه الا أن يولد فعلا شعريا واعيا ولا واعيا،له مميزاته وسماته التي تربطه بمراحل تطور الشعر العربي.فموضوعة" الثورة" فرضت نفسها على أكثر من شاعر، وفرضت نفسها على أنماط التعبير التي يتوسل بها للعبور نحو قيم شعرية معاصرة.
وهنا لابد من الاشارة أننا لسنا بصدد معالجة سوسيولوجية للموضوع،بقدر ما نروم ربط مقاربة بمقول شعري توخى التعبير عن فعل اجتماعي ذي شأن عظيم في سيرورة الأمة العربية.والفرق شاسع بين الدراسة السوسيولوجية للشعر التي تمتح عناصرها الأساسية من نظريات علم الاجتماع ،وبين دراسة نمط شعري يعتمد تقنياته الداخلية للتعبير عن ظاهرة اجتماعية.مما يترتب عنه تحقق شعري بديع في توسله بطرائق تعبيرية لاتكتفي بالوقوف عند ضفاف التعبير بل تغوص عميقا ان استطاعت نحو البعد السحيق للذائقة الشعرية.
أكيد أن المجتمع العربي عبر عن نفسه بطريقة انفجارية غير مسبوقة،مفرزا ميكانيزمات جديدة وحركية لامثيل لها في تاريخ الأمة العربية،وعلى مستويات عدة،كالسياسة والثقافة والانسان الفرد ونفسيته...الخ.مما فرض على الشاعر العربي محاولة تمثل واقعه وطرح أسئلته،على جوهرانية المجتمع العربي كمجتمع انساني له طموحاته،وشخصيته،له رهاناته وشروطه.
وأيا ما كان الشأن،سيحاول الشاعر حتما توظيف كل الطاقات الابداعية من أجل الايفاء بنقل رؤية،أو ان شئت رؤياه الجمالية بكل قلقها ووهجها وتساؤلاتها.اذلامجال لارتياح بوثوقية موهومة في الشعر الثوري.فنحن ازاء زخم، وخصوصية عربية قحة،لا تحتاج الى الاحتماء بثورة مقابلة كما حدث ابان بدايات استقلال الدول العربية،أو كما حصل ابان الخمسينيات من القرن الماضي،حين ارتمى جل الشعراء الحداثيين في حضن التقليعة الوجودية والاشتراكية والسوريالية كفلسفات و وظواهر غربية المنشأ والمنبت،وان كان الاحساس بالضياع،والقلق،احساسا انسانيا بامتياز.
من هنا كان لابد لشاعر الثورة ومن حاول مرافقتها، أو للعابر فوق جسرها،أن يسكن لغة أخرى ويتوسل بطرائق تعبيرية لها قاموسها الخاص بها ولها خصوصيتها الدالة على مداليلها.فلغة الشعر الثوري كما سنرى،ليست مغايرة بالضرورة وبالحتم للغة الشعر الرومانسي،أو الذاتي،أو التقليدي.لكنها في نفس الآن لا تسكن خيامها التعبيرية الجاهزة لفظا واستعارة وصورة وتركيبا.بل انها تفرض أساليب تعبيرية متاخمة للغة التغيير الاجتماعي.معتمدة في ذلك تشابكات وتركيبات صياغية مختلفة،لأنه ببساطة،هي تشتغل على موضوع آخر جديد وطارئ،هو "الثورة".انها لغة بناءوطن،وطن جديد.فنحن اذن والحالة هذه لن نتوسل بلغة قديمة،أو نستعير تجربة مفارقة،أو نستعمل محايثات لفظية متداولة.والا فالهجانة موئل التجربة.اذ المسالة لاتتعلق بالهدم الحيوي المقدس كما أسماه "أنسي الحاج"في ديوانه"لن".كما أننا لسنا بصدد قطيعة شعرية بكل مضامين وعناصر وخصائص الشعر العربي الذي انتهى الينا.
فلابد اذن،من وجود حبل سري يربط الشاعر الثوري وشعره،بالموروث من الشعر العربي في مدياته السحيقة في الماضي البعيد والماضي الحديث والماضي القريب.ولعل هذا الحبل السري لن يكون غير تبدل العلاقة بين الدال والمدلول،بين الحامل والمحمول،في طرق الصياغة والتركيب،في انبناء الصورة الشعرية الجديدة.لأن الأمر يتعلق بكل بداهة، بالتعبير عن حدث لم يسعف الشعراء الذين سبقوا معايشته.بل ان الغالبية العظمى من الشعراء المعاصرين لم تسعفهم قريحتهم في التعبير عن الحدث رغم جلاله وعظمته.وهذا ما يطرح علينا علامات استفهام كبرى.من هنا كانت خصوصية الشعر الثوري في طموحه القبض على لحظة قد لا تتكرر ثانية،وهي لحظة لها خصوصية مميزة."فاذا كان الطموح الواسع الى التغيير طموح في تغيير حركة الفن كلها ومنها الشعر السائد"كما ذهب الى ذلك الناقد الفذ محسن أطيمش،وهوينظر لشعر الحداثة ابان اللحظات التاسيسية الأولى له.فان طموح الشعر الراهن هو طموح تعبيري بالأساس،لاينحو الى تغيير شامل لحركة الفن كلها،ولم يصرح أحد بذلك.والسبب واضح،يحتاج وحده الى دراسة خاصة.وان كان الحدث المعاصر أجل وأضخم من حدث الخمسينيات في الزخم والفوران.وليس من حيث فاجعة سرقة الأوطان،وعلى رأسها الوطن الفلسطيني،الذي يظل وجعه قائما الى الآن.
ان هذا الهيجان الثوري الشرعي على أنظمة أبانت بالملموس على هشاشتها"تونس+مصر"وعلى وحشيتها وهمجيتها"ليبيا-البحرين-اليمن-سوريا"وعلى عقلانيتها الباردة"الأردن-المغرب -الجزائر"وعلى سخائها الغبي"العربية السعودية-الكويت"هو هيجان الروح العربية على واقع ذليل،بالامكان تغييره الى واقع كريم وانساني وديمقراطي.والشاعر هو التعبير التوثيقي والجمالي لهذا الواقع المنشود .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة أولية في الشعر الثوري العربي المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: بقعة ضوء-
انتقل الى: