خربشات الثقافية
قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك Eniie10

خربشات الثقافية
قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
khalid salai

khalid salai


ذكر
المواضيع والمشاركات : 86
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 16/06/2011

قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك Empty
مُساهمةموضوع: قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك   قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك Uhh106/7/2011, 2:31 am


قراءة أولية في الشعر الثوري المعاصر-ج-2
**************************


دراسة نقدية
*********

على سبيل القراءة -الشاعرة سلمى بالحاج مبروك.............................................................
*************
لاشيئ يمنح للشعر روعته ويعد اليه هيبته ،أكثر من انفتاحه على مساحات بلا تخوم كما يرى يوسف اليوسف،وعوالم بلا حدود ،مما يجعل الكاتب والناقد أمام امكانيات تعبيرية مشبعة بالخصب ،حيث للدلالة أقنعة لامحدودة وتأيلات لامنتهية . فنكون... ازاء شهوة اختراق المستور ،شهوة الهتك لعلاقات الأسرار" كما يرى نفس الناقد وهو يمتح مما ذهب اليه الجاحظ والجرجانيين. ولعل الشاعرة التونسية سلمى واحدة من الذين توسلوا الى قول الشعر من هذه الوجهة ،وهي تجوس الواقع العربي من خلال الواقع التونسي.فالواقع العربي اذ يخرق دلالات حقيقة ما يزخر به من ثروات انسانية وطبيعية ومعرفية ،لاينتج الا حيوات مجازية ، ينقلها من عالم الخراب والبؤس والشقاءء،لتصير حقيقة معاشة يكتوي بها الانسان العربي قسرا وظلما .فان الشاعرة تتماهى مع هذا البعد السريالي الخصب في واقعيته ،لتمتح شعريتها بتقنية غاية في التميز.اذ الصورة الشعرية عند الشاعرة سلمى ،ليست صورة فوتوغرافية جافة كما نرى عند معظم الشعراء المعاصرين ،أي نسخة ثابتة لصورة أخرى قائومة في واقع ما.وان كان للصورة الفوتوغرافية شعريتها وابداعيتها ، اذا ما وجدت من يلتقط منظرا تتجمع فيه عناصر معينة تعطينا شكلا يستحث اندهاشنا ويستثير احساسنا. ان الصورة في القصيدة التي نروم قراءتها ، هي من صنف الصور التي تختمر في الروح الشاعرة ،لتستفز استقرارها وما تعارفت عليه من مسلمات العلاقات الانسانية.انها هنا بمثابة بذور التحول ،أو قل ان شئت ، هي منافي التحول.فنحن أمام روح شعرية اذ تعطيك كل خيوط التاويل والتفسير والتحليل ، تحرمك من تعيين الاحتمال، أو الاطمئنان لدلالة بعينها.هل هذا من نتاج غليان بركان الحراك الشعبي العربي؟هل هو ولادة الذبذبات العميقة لحركة البحر وهي تعتمل في أعمق طبقاته؟ ان الشعر حين يسكن بيته الطبيعي ،يفيض عبر انتفاضة قد تكون أقرب الى اللدنية. اذ الشعر حينئذ هو الذي يقول نفسه ، والشاعر لايعدو أن يكون الفضاء الرحب الذي يوثق انبثاقا طبيعيا لفعل فرض نفسه على ذات آمنت بالرؤيا الشعرية وبفداحة التعبير اللغوي الجميل.
- تحفرون قبورنا في وجوهنا -....................................................
********************
هذا هو عنوان القصيدة التي فرضت علينا كل هذه التوطئة الطويلة .هذه العتبة الجليلة ، تخرق من البداية كل انماط الصورة الشعرية كما استقرت في وعي القصيدة العربية . انه نتاج التفاعل الباطني مع واقع اجتماعي وسياسي أخذ بعد النمطية المفجعة. ونمطية الواقع بهذا الشكل تفرض على الشاعر ة كسرها في نصها اللغوي .أو انتاج فعل شعري يوازي أو يتفوق على سوريالية الواقع العربي .فاذا كان الواقع ساكنا كما يحي ظاهر الأمر ،أو كما يحاول القائمون عليه ترسيخه في ذهن الانسان العربي. فان طبيعة الشاعر لا تجعله يصدق كلي الأمرين .وحتى اذا سلمنا جدلا ان الواقع ساكن وثابت وسلبي ، فان الشاعرة تعمل على شحن الموجب بالسلبي ،أو لطم السلبي بالسلبي ن لتصل الى الأكثر سلبية .الى تفريغ الاستعارة من معناها التداولي وملئها بمعنى لا على مثال ، لتأخذ الصورة في قصيدتها هاته ، بعدا زخميا ثريا .انها تجعلها صورة متحركة ،حينما تفتحها على دلالات متعددة . دعنا نستمتع بهذه بهذه الأشطر ،قبل العودة لتأمل العنوان:
دقوا مسامير دموعنا نعشا جماعيا .................................................
وادفنوا في حفرة قبر الليل صراخنا المتعفن .......................................
وانشروا في أرجاء العبث صمتنا على حبل المدى...---........................
أول ملاحظة تستوقف القارئ لهذه الأشطر هو عنصر "الدمع" فالدمع هو مادة انسيابية من فصيلة الماء ، لكنه عند الشاعرة تحول الى مادة حادة ، من أبرز وظائفها الغلق . وهكذا تجعل الشاعرة في التفاتة ذكية متمكنة ، من ألطف الأشياء في الانسان ،أشدها فتكا بحريته وانطلاقته . فعوض أن تحتفظ الدموع بوظيفتها التفريغية للآلام والصدمات أو لوظيفتها التعبيرية كا لفرح والوجع ، تحولت الى أداة لتكريس فجيعته وبؤسه . وهي نفس الاوالية التي تعتمدها في الشطر الثاني : وادفنوا في حفرة قبر الليل صراخنا المتعفن الليل ،هذا المدى الزمني ،ليس الاكناية عن التعتيم والأسوار المشيدة حول العالم العربي ،من قبل السلطات الاعلامية والثقافية الرسمية والعميلة . حيث لامجال ليعبر صراخ المواطن العربي الى الخارج انه داخل نعش في حفرة القبر الليلي ،حتى صار للصراخ الذي هو مجرد صوت لا رائحة ولا طعم ولا لون له ، الا في عالم المجازات والاستعارات ، يأخذ بعدا ماديا . فثمرة الوجع هذه تعفنت جراء استنفاذها للحياة الطبيعية لكل ثمرة .ولم يبق الا التعفن مآل مل مهمش ومنسي. ان تهشيم هناءة الدلالة وتفتيت دعتها واستدعاء دلالات جديدة ، باستغلال شاعري نادر لللفظة ومدها بشحنات معنوية جديدة ،واستخدامها في سياقات مبتكرة ،هو استخدام يدل على دربة ووعي كبيرين بفن قرن الألفاظ في تشابكات سياقية لها من الجدة ما يمنكنها من اسرنا واالاقرار باعجابنا.فالمألوف ولو شعريا يهتز في كون سلمى الشعري .فلا الفة في اللغة مع الواقع ، أو مع الموروث الشعري ولو في حداثته ،اللهم مع شعراء كبار ممن يستحقون عن جدارة صفة الكبار .وهم قلة للأسف. فالصورة الاجمالية للقصيدة ،صورة مبتكرة ،وهي اذ تلتقط اشارات الواقع السلبي تنعكس في تشابكات دلالية أكثر سلبية ،ومغرقة في التشاؤم .انها صورة سوداوية بامتياز ، يفرضها واقع يمور ببذور ثورة قريبة ، اذ لايفصل بين تاريخ كتابة القصيدة وبين اندلاع شرارة الثورة التونسية الا أياما معدودات .وهي ولادة شرعية من جسد آثر صاحبه أن يهبه في ذروة انفعال جارف قربانا .لغد أفضل ......يتبع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة أولية في الشعر العربي الثوري المعاصر -ج-2-......على سبيل القراءة... الشاعرة سلمى بالحاج مبروك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: بقعة ضوء-
انتقل الى: