خربشات الثقافية
الأصالة الشعرية Eniie10

خربشات الثقافية
الأصالة الشعرية Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 الأصالة الشعرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
khalid salai

khalid salai


ذكر
المواضيع والمشاركات : 86
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 16/06/2011

الأصالة الشعرية Empty
مُساهمةموضوع: الأصالة الشعرية   الأصالة الشعرية Uhh1020/7/2011, 11:15 pm



الأصالة الشعرية
**********

الأصالة هي أصالة الذات المبدعة،في رؤيتها ،في مفاهيمها وحمولتها الجمالية ،في اشتغالها على اللغة وباللغة،في بحثها الدؤوب على التجاورات الشعرية.ان أصالة الابداع لاتكمن في اجترار النماذج مهما سمت ،لأن النموذج أصيل في ذاته ،وليس في امتداده وهيمنته على نتاجات ليست من بنيته أو بيئته .وتفارق بالضرورة حساسيته الفنية والجمالية .هذا هو ما أدخل الشعر العربي في رتابة النسخ والتراكم العبثيين.فقلة قليلة هي التي استطاعت ان تبصم تجربتها على الجسد الشعري العربي ،منذ اكثر من نصف قرن .وهي محسوبة على رؤوس الأصابع للأسف.وهذا اجحاف كبير لثقافة في قامة الثقافة العربية التي أسهمت في بناء حضارة انسانية عظيمة كالحضارة الغربية،منظورا اليها في جانبها الثقافي الانساني ،من غير استيلاب أو ذوبان في سلبياتها الوحشية والهمجية.
ولعل الخطأ الكبير الذي سقط فيه رواد الحداثة العربية ،منذ ما يقرب الخمسين سنة الماضية ،وهو ما زال يطبع جيلنا ،هو محاولة بناء حداثة معاصرة بشطب كل التاريخ الشعري العربي ،بدعوى انغلاقه وعدم استجابته لروح العصر،والاكتفاء ببعض النماذج التي يصعب نكران حداثتها ،والالتفاف عليها بسرعة لنسف ابداعيتها بدعوى العمود الشعري ،أو عدم استجابتها لذوق العصر ،بعد تشريح خاطئ لجسدها وروحها.لحاجة في نفس يعقوب ؛وهي اثبات ريادة ما أو فحولة شعرية ما.رغم أن الحداثة في مفهومها الفلسفي لم تنهض من دخولها في صراع أزلي مع الآخر ،لأن البحث عن سبيل آخر لايشبه سبيل الأولين والمعاصرين والمجاورين ،هو شيئ معطى ،ولا يعني أبدا النفي العبثي المؤسس على أوهام الجديد او الحديث .فلكي تكون أنت ،عليك ان تكون أنت؛لا أكثر.ذلك لأن الخصوبة تنهض منك ،والفرادة تختص بك ،والأصالة تنبع من تجربتك الذاتية أو الموضوعية ،الحاضرة او الغائبة .
ان روح العصر -لنتأمل جيدا هذه العبارة- فنحن هنا أمام لفظين؛رروح،وهو لفظ قد يحيل الى المعنى المقابل للذات ،؛كما قد يحيل الى معنى لغوي -عصارة-أو طبيعة العصر -والعصر هو هذا المدى الزمني الممتد في مكان متغير أو ثابت ،والمدى الزمني قد يكون سريعا ،وقد يكون بطيئا جدا ،تبعا لدينامية الأحداث والتفاعلات والانتاجات .اننا بصدد تمثلات غاية في الدقة .فنحن هنا بازاء ارادة عد مسامات جلد العصر اذا جاز التعبير مجازيا ورؤيويا.فروح العصر أي عصر،تختلف بالضرورة عما سبق هذا العصر من عصور.وبالتالي فان الذائقة الجمالية ،ليس -كان عليها-أو-لابد-أن تتغير.انها بالضرورة متغيرة. ان الأصالة تكمن في الوعي بهذه المتغيرات . فاذا ما عدنا الى شاعر ك"بودلير"الذي يعتبر الجسر الذي عبرت من خلاله الحداثة الفنية الفرنسية ،والألمانية بشكل حذر ،ومن ثمة العالمية ،استطاع ليس بمفرده وفرديته،بل بذكائه وحدسه وفطنته ،تشرب نظريات "كورت سفيترز"،كما لا ننسى أنه كان معاصرا لفيلسوف من طينة "فريديريك نيتشه"،ومدى التداخل والتأثير الذي تمارسه الثقافتين ؛الفرنسية والألمانية على بعضهما البعض،بحكم التجاور الجغرافي أقله.كما أن شاعرا عر بيا بحجم محمود درويش لم يكن ليبدع بفرادة لا ناسخ لها ،لو لم تقم ذائقته الشعرية ،وايمانه الفني بالانصات الجيد لتجارب شعرية موغلة في التاريخ الانساني ،وخاصة منه التاريخ الشعري العربي،قبل أن يعرج على النتاج الشعري العالمي المعاصر ،متسلحا بقضيته الفلسطينية وبرؤيته العروبية،ليضفي عليهما بعدا انسانيا قاده الى الكونية .وهما مجرد نموذجين من الشعراء الذين استوعبوا جيدا معنى أصالة الشعر.
لقد نمنا كثيرا في مصطلحات معربة ومترجمة ،دونما الوعي بحدود الترجمة ،والفرق ضخم وعظيم ،بين أن نجلس في مصيدة الترجمة ،وبين استخدامها كأداة من أدوات المنهج .فمصطلح" القطيعة الابستيمية"،كما استخدمه "جيل دولوز"،عن جدارة في تأسيسه للمنظور الفلسفي المؤسس على منظومات فلسفية سابقة تأسست مثلا ،على أيدي فلاسفة استطاعوا وضع بصمتهم المعرفية الذاتية على تاريخ الفكر البشري ،بدءا من" كانط"
وليس انتهاء ب"هايدجر"مرورا بعملاق الفلسفة الأوروبية "نيتشه"...أما العرب فقد أخذوا مصطلح "القطيعة الابيستيمية"،أولا عن طريق فهم خاطئ لما رامه "دولوز"وثانيا ،عمموه على جميع الحقول المعرفية ،وانتقلت العدوى الى النظرية الشعرية ،فأصبح الشك في "ديوان العرب"وونكرانه ،من مستلزمات الدخول في عصر الحداثة،مع العلم أن "ديوان العرب"-الشعر-سجل فيه اسمه كل كبار مفكرينا وعلمائنا القدماء ،في جميع الاختصاصات التي لم يكونو يؤمنون بها-مفهوم التخصص طبعا-ومن خلال هذا الفهم الخاطئ لمفهوم الحداثة والأصالة ،حاولوا بناء أفكار وخواطر متشدقين وبافتخار منفوخ العمل على بناء الانسان العربي المعاصر ،أو اخصاب الثقافة العربية المعاصرة.
ومن بين المصطلحات الأخرى -الحداثة-والحداثة مفهوم ينسحب على العصر ،وعلى المنتوج ،ولا ينسحب على اللفظ ،فاللفظ اعتباطي كما يقر بذلك فقهاء اللغة وفلاسفتها.فكم حداثة لاعلاقة لها بالعصر ،وكم قديم هو أحدث من المحدث.ليست القضية قضية اللعب بألفاظ ،انما الأمر أخطر .فللغة مكرها ،وللذهن ألاعيبه ،وللغايات طموحاتها السلبية والايجابية.ان القبض على مدلول الحداثة في مفهومه الفلسفي المتحرك ،لايمكن ربطه بأي عنصر تقني كان او مفهومي .انه احساس ومعايشة .قد يؤلف أحدنا كتابا في مفهوم الفلسفة ،وهي موجودة الكتب المخصصة لهذا المفهوم ،لكن نظر لزئبقيته وتغيره الدائم وقدرته على تمثل الرؤى والمفاهيم ،بالامكان تأليف كتب جديدة،فما علينا الا الانتقال بين دفات الكتب والمصادر والمراجع والمقالات والجرائد والمجلات .خاصة في عصر الثورات المعلوماتية المتواترة.لكن لب المفهوم يظل عسيرا على التذوق والمحاصرة العلمية .وكم اعتدي على لفظة "العلمية"أو صنوتها"الموضوعية"في الدراسات العربية خاصة.
هنا تلتقي الحداثة بالأصالة الابداعية او قل الشعرية ،.ان الأصالة هي احساس ذاتي يتفجر في اللغة وباللغة ومن اللغة الذاتية-الذات بمفهومها الانفتاحي وليس الأنوي-انها الذات الانسانية.فالشاعر اذا لم يأنس في نفسه حرارة عصره ،عبر استيعاب طموحات وانكسارات ،وهموم وأفراح،وعبارات وجمل وصور ،أفراد مجتمعه .واذا لم يستوعب أشكال الوجود ،في أقصى وأبعد تجلياتها .لن يتأصل فيه شيئ .وسيبقى يرصف كلمات وجمل وعبارات وصور،كل فرد من الانسانية يمتلكها .بل هناك اناس يمتلكون أجمل الصور وأجمل العبارات، وهم شعراء في ذواتهم الضيقة .وليسوا شعراء بالمفهوم الفني للكلمة.بل ان هلوسات المجانين والحمقى تحمل من اختراقات لجدارات اللغة والواقع ما يعجز عنه كثير من الشعراء.الفرق او الهامش الذي يفصل أصالة الشاعر وحداثته ،هو ذاك الوعي المركب والمعقد والمنفتح في آن على هذه الميكانزمات المتصارعة في كل انسان ،بالاضافة الى رؤية شعرية ،تساعده على التعبير عن الوجود بشكل شعري.
ان الشاعر اذا لم ينصت بعمق وبأناة الى دبيب عصره ،واذا لم يحدس الفروق بينه وبين جميع الناس ،لن يستطيع تأصيل شيئ.فالشاعر مثله مثل الناس ،والفرق بينهم بالاضافة الى الحس اللغوي ،هو انتباهه الدقيق للتفاصيل والمجملات ،للجزئيات والعموميات .ان الكون اجمالا ،ومنه الكون الانساني ،عبارة ليس عن ذرات ،كما كان معروفا قبل أكثر من عشر سنوات،بل هو جزيئيات أصغر بكثير من الذرة،فالذرة نفسها انقسمت الى أكثر من عنصر.والكون في عمومه خاضع لمبدأ "الكوانتوم".والجدلية هنا ،بين الكم الهائل ،وجزيئيات متناهية الصغر.ومجمل الحركات والحيوات التي تتلاعب في لعبة جدلية هاته ،لاتغيب عن وعي ورؤيا وذهن وروح الشاعر،دونما ادعاء بمعرفة تفاصيلها.هنا أصالته وحداثته .
ان السؤال البسيط الذي يروم الجواب عن المنكرين للحداثة العربية ،ولو في أضعف صورها وأبهت تمظهراتها .هو هل قيل كل شيئ؟هل تم اكتشاف جميع الأشكال واستنفاذ كل طرق وصيغ التعبير؟واذا كان الكون في جزأيه المظلم والنوري لم يكتشف فيه الا نسبة15 في المائة كما يذهب الى ذلك العالم أحمد زويل.فهل على الشاعر أن يسدل ستاره الشعري ،وقضي الأمر؟؟والانسان نفسه الذي لازالت الى الآن تكتشف أدويته ،وتتناسل أمراضه،وهو نفسه الذي لايزال يبتكر اختراعاته وفتوحاته العلمية،خير دليل على الفراغ الذي لايزال ينتظر من يملأه فهل يستثنى الشعر من أصالة الكون وأصالة الانسان؟أم أن القضية ترتبط بنوع من العقلية وبنوع من الثقافة ؟؟؟أو كما اوضح أدونيس بحق وبحدس مفكر ومبدع في حجمه ،بعد مراجعة جذرية لأفكاره الأولى،،هو"بؤس المستوى النظري والمعرفي عند دارسي الثقافة العربية ،وبؤس الصورة التي قدمت لنا بها هذه الثقافة نفسها".
يكمن سر ارتباطنا بالحياة ،رغم هذه الحياة الطويلة التي عاشها الانسان ،في وعينا الحاد ،وتوقنا اللجوج الى ذلك المجهول الرابض في أعماقنا، الباحث عن تجلياته.وكلما تجلت بعض أسراره ،استوقفتنا أصالة ما.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأصالة الشعرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: بقعة ضوء-
انتقل الى: