khalid salai
المواضيع والمشاركات : 86 الجنسية : مغربي تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: وردة الاهانة....رواية-4- 24/10/2011, 10:28 pm | |
|
وردة الاهانة رواية
خالد الصلعي
*4*
لم يتعلم غير ي من الحياة ما تعلمته . الى درجة أني في أقصى حالات مرضي ، كنت أحس أني "ألمس الحياة " . تصور فلسفي مغرق في التجريد . لكني أنا ذو الرأس المقفول ،بآلاف الأقفال ، كنت أحس من داخل هذا السجن الغريب الذي لم يدخله غيري ، أني أرى الأشياء بوضوح أكثر ، وأطلع على طبيعة الناس بسهولة كبيرة ، وأكتشف سر وجودي كانسان ، وسر الشروط التي تربط علاقاتي بكل من يتعامل معي . أمر غريب ، لن يصدقه الا بودلير وخورخي لويس بورخيص ، وادغار ألان بو ،وايرك فروم ، ورامبو،وابن عربي ،والسهروردي والنفري وغيرهم من الأسراريين ، والاشراقيين. ممن تعلموا من الحياة واللغة ما لم يتعلموه من الكتب ،ومن الناس . هل بامكان أحد ما أن يلامس الحياة ؟ هذا الكائن الهلامي الخارج عن التحديد ، والخارج عن عالم المحسوسات والملموسات . عندما نهضت في الصباح ، كان رأسي مثل كرة حديدية ضخمة ، ألم كبير وشديد يكاد يفجر رأسي ، لم أجرب مثله منذ 27 سنة . كل ما أتذكره هو تلك الطرطقات التي باغتتني ليلا على صعيد رأسي ، ثم نمت على اثرها . طرطقات فظيعة، مثل الصوت الذي يحدثه تكسير القصب . ها أنذا أصحو برأس مقفول وثقيل ، كما يقفل باب قلعة بسلاسل ضخمة . توجهت نحو الباب ، وعندما فتحته ، أحسست أن نظري ضعيف ، استندت على الجدار ، وأخذت أعبر الأدراج نحو الطابق السفلي بخطوات ثقيلة . قابلتني أمي بوجه مصدوم لحالي : -ماذا بك يا خالد ؟ أجبتها بصوت كأنه يخرج ما أعماق سحيقة : - لاأدري ، كل ما أعلمه ، أن رأسي ، انفجر في الليل وأحدث طرطقة . ولولت المسكينة ،وأجهشت توا بالبكاء ، وارتمت علي ، بعد أن صاحت "ابنننننننييييييي" .ما أصعب أن تبكي عليك أمك وأنت ابن السابعة والعشرين من عمرك ، أكبر اهانة قد يتعرض لها الانسان في حياته ، هي أن يرى دموع والديه ، فكيف اذا كانت هذه الدموع بسبب حالك العاجز وأنت من كنت قبل أيام ، تظن أنك ستصل السماء ، وأن أبواب القدر قد انفتحت على مصراعيها أمامك . فاقد للاحساس ، لا أستطيع مبادلتها احساسي بالضياع ، عاجز عن مواساتها ، أو التعاطف معها ، كل ما أتذكره أني كنت احس بكل مواجعها ،لكني كنت فاقدا لأدنى قدرة على مشاركتها ، او التخفيف من آلامها الفادحة . تقدمنا نحو المطبخ ، وهي تقول لي ، والدموع تنزف من عينيها ، على وجهها الشاحب ، معلنة مصيبة ما قد حل بي. أمسكت بحبة بصلة ، فرمتها ، وبدأت اشم وأستنشق ، لا استجابة من قبل شرايين أنفي . استنشقت وشممت يقوة أكثر ، لا أشم شيئا ، انها الكارثة . البصل البلدي رائحته نفاذة وقوية ، يؤثر عليك من بعد أمتار . لكنه لم يفعل شيئا بأنفي ، لم يؤثر عليه ، لم أشم شيئا . لم أعطس ، لم أدمع ، كأن أنفي أصبح محض فتحة في جدار ، الأمر أخطر بكثير . انهارت أمي وهي تتابعني ، وخاصة عندما أخبرتها بأني لم أشم شيئا . لكنها كانت أقوى ، اذ سرعان ما استعادت رباطة جأشها وقالت لي : -سأحضر لك الفطور يا ولدي . بدأت تتمتم وهي تتقدم نحو "البوطاغاز" ، بينما ذهبت أنا للتمدد على أريكة الصالة ، برأس أثقل من الجسد . لم أنتبه الا وهي ترجني وتقول بصوتها الممزوج ببكاء أم كانت تنتظر من ابنها الموظف أن يعيلها بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها له بمعية زوجه الملاك ، ليتجاوز مراحله التعليمية بثبات . ويحظى بوظيفة محترمة . لكنها الان امام شبه جثة ملقاة على الأريكة | |
|
الشاعر محمد الوزير المشرف العام
المواضيع والمشاركات : 405 الجنسية : يمني العمل/الترفيه : شاعر ومحام - بوزارة الصناعة والتجارة تاريخ التسجيل : 10/05/2012
| موضوع: رد: وردة الاهانة....رواية-4- 17/8/2012, 1:40 am | |
| يالها من رواية ويالك من شاعر بأحاسيس ويالوالدتك من مربية ويالوالدك من مناضل وأنت الأمل - ولكن - أنى نذهب من القدر دمت قاصاً متألقاً في سيرتك الذاتية العجيبة لك مودتي
| |
|