خربشات الثقافية
وردة الاهانة ....رواية -7- Eniie10

خربشات الثقافية
وردة الاهانة ....رواية -7- Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 وردة الاهانة ....رواية -7-

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
khalid salai

khalid salai


ذكر
المواضيع والمشاركات : 86
الجنسية : مغربي
تاريخ التسجيل : 16/06/2011

وردة الاهانة ....رواية -7- Empty
مُساهمةموضوع: وردة الاهانة ....رواية -7-   وردة الاهانة ....رواية -7- Uhh1031/10/2011, 8:21 pm

وردة الاهانة .....رواية_7_
****************
لا أدري اذا كانت أمي قد حكت ل"حبابي يامنة" مصيبتي أم لا ، ففي لحظات امتلاء الانسان بالقهر حد الغيبوبة ، ينفجر أمام أي عابر ، أو يبحث بنفسه عمن يفرغ عليه حمولة الثقل الفظيع الذي يجثم عل حشاشته ، دونما استئذان ، وبكامل التبجح السلطوي البغيض .
ما ان دخلنا المنزل حت أفرغت أمي الكيس البلاستيكي من علب الدواء ، وقدمتها لي لتناولها . قرأت التعليمات المكتوبة عليها ،كانت عبارة عن قنينة مشروب ، وعلبة أقراص ، يجب تناولها بعد كل وجبة .
تمددت فوق الكنبة ، بعد أن أحسست بعياء شديد ، قلت لوالدتي :
_ أسنام .
سألتني ماذا تعني ب "أسنام " ؟.
كان رجع صوتي شبيها بما نطقته أمي ، لكنني كنت أريد اخبارها ، أني "سأنام" ، غير أن النطق تداخلت حروفه ، فنطقت "أسنام" . أدركت حينها عبر شعور بعيد أحسه يأتيني من مناطق قصية وبعيدة جدا في عتمتها . علمت أني أخذت أرتبك في نطق ما أفكر فيه ، لذلك نطقت " أسنام " عوض"سأنام" ، بينما تفكير ي كان يريد تنفيذ فكرة النوم ، فحدث تشويش على جهاز ارسال المعلومة ، أو على جهاز تنفيذ فكرة الذهن . خلل ما حدث في منطقة ما ، من رأس أصبح جامدا كجلمود صخر محمولا على كتفي انسان كان يحلم أن تتحسن أحواله ، لتفتخر به عائلته وخاصة والديه .
أية مصيبة هاته التي ورطني فيها حسد نفوس شيطانية ؟ . لا ، الشيطان بريئ من هذه الأعمال ، لا مصلحة له في انسان يتم نفيه من الحياة ، مصلحته في انسان أقوى ليجره الى حيث يشاء ، الى مأواه الأسود . من يصارع الضعفاء أضعف من الضعف نفسه .
تمددت فوق أريكة ربما ستصبح هي ملجإي الأثير !!!!!!
قد يصارع الانسان العالم كله ، بأفكاره وابتكاراته وبدائله . قد يصارع الانسان قدرا غائبا بصبره وطموحه وعزيمته . قد يصارع الانسان ماضيه وحاضره من أجل مستقبل باسم وأرحب . قد يصارع الانسان عاهة أو مرضا خبيثا ومزمنا ، لكنه ظاهر ، لكن أن يصارع شيئا لم يسمعه ولم يقرأ عنه ، يباغته وحده دون جميع الخلق ، أن يصارع تكلسا في الشريان حد الجمود والتحجر ، فذاك ما تعجز عنه قدرة الانسان مهما أوتيت من قوة ودهاء .
لم أع كم ساعة نمت ، لكنني صحوت على يد أمي وهي تهزني وترجني ، كأنها خافت أن أكون قد صرت محض جثة هامدة . سمعت صوتها ينادي بحنان أمومي آسر .
كم صعب أن يصحو الانسان على صوت أم مكلومة في ابنها ,، قمة الانهزام والضياع .
انهض يا خالد ، انهض يا بني ، كأنها تريد أن تتأكد أن ابنها خالد ما زال يؤنسها رغم ما ألم به . ولكي أنهض علي أن أنزع عني كل ألصاق ولزوجات الكون ، أو أنهض بثقل جسد ذي رأس يزن طنا ، صار صعبا علي أن أفتح عيني وأصحو كما كنت سابقا ، علي أن أعود نفسي على هذه الحياة الكئيبة رغما عني .
كان الغذاء جاهزا ومعدا فوق الطيفور ، أكلت بعض الشيئ ، بينما أمي لم تشاركني الطعام ، انتبذت جانبا من الغرفة فوق الكنبة المقابلة وانغمست في تفكيرها وحساباتها الطارئة ، فالمصاب جلل ، قد يموت الانسان وندفنه ، ونحتفظ بذكرياته ، وننسى مع الأيام ألم فراقه .لكن أن تتعود مرغما على معاشرة انسان كان قبل أيام سويا مليئا باليفاعة والعنفوان ، ضاجا بالحيوية والنشاط ، وصار في لحظات أشبه بجذع نخلة فارغة على عروشها ، أو أشبه ببرميل قذر ووسخ فتلك هي المصيبة العظمى .، وان كان أقرب المقربين ، وأحب الناس اليك ، وأرقهم وألطفهم . طبيعة النفس الانسانية لا تحب الا القوي والذكي والجميل .
تناولت الدواء بعد انتهائي من الأكل الذي لم تعد لي شهية لهضمه ، وعدت للنوم من جديد ،وتركت والدتي تتدبر أمورها .
استمر الأمر على هذه الحال أسبوعا كاملا ، أنهيت مشروب الدواء وعلبة الأقراص دون أن يحدث أي أثر ، كأني كنت أناول جسدا ميتا دواء الحياة . قلت لوالدتي ، بعد أن تعودت على التكلم بطريقة حذرة ، وان كانت بتثاقل واضح ، ضاعت انسيابية الحديث والكلام ، وعدت كأنني صبي صغير يفتش عن معنى ما يقوله بسبب فقر معلوماته وخبرته في الحياة وأشيائها ،كي يقول ويعبر عن ما يريده . لكني عكس الصبي ، أبحث عن ربط الحروف ببعضها لأ كون جملا وتعبيرا كما تعارف عليهما الناس ، تجول في خاطري وفي فكري . تجربة بئيسة أخرى تضاعف أكثر من آلامي النفسية ، ولا تساعدني على تخفيف وفسخ ما انغلق وانسد من شراييني ، بل تقذفني في الدرك الأسفل من جحيمي الذي استقر في رأسي ، وأصبحت أتمنى موتي ورحيلي .
ما جدوى حضور انسان في الحياة والوجود اذا لم يكن من أجل وظيفة نبيلة وهدف عظيم ، أو مجرد اضافة بسيطة في هه الحياة اللعينة؟ .
اقترحت علي والدتي زيارة دكتور نفساني كما نصحنا الطبيب الاسباني ، ورغم كوني بكامل يقيني المغيب أن حالتي لا علاقة لها بما هو نفساني ، الا اني أقنعت ذاتي بمرافقتها . فأنا متأكد أننا نحن العرب لا نملك دكاترة في النفسانيات ، هم مجرد تلاميذ درسوا بعض المقررات ويحاولون تطبيقها .
لكي أصل الى هكه القناعات كان علي أن أعصر ذهني كما تعتصر خرقة أقرب الى الجفاف ، فأحس بآلام مضاعفة . تعارض كلي بين حالة رأسي الميؤوس منها ، وبين طرق تفكيري . هنالك في منطقة ما ، بعيدة جدا عن ادراكي شيء ما ، ما زال يحتفظ ببعض المعلومات والأفكار ، لا أدري كيف أراوغها و أتمثلها ، لكن تمثلها يرهقني كثيرا ، رغم انها مجرد أفكار اختزلها ذهني أيام كنت قادرا على القراءة ومناقشة ما أقرأ .
كانت أطروحتي لنيل شهادة الاجازة -الليصانص- في الأدب العربي المعاصر ، تحمل عنوان :" دراسة نفسية لديوان عنترة بن شداد " ، وقد قربتني كثيرا من النظريات النفسية وعلم النفس ، كما ان دراستنا نحن العرب في مثل هده البحوث الانسانية لا تقتصر فقط على الجهود العقلية ، بل تستأنس أيضا بالبحوث الدينية ن، وهو ما يعطيها زخما أقوى .
هكذا اقتربت من فرويد ويونج وايريك فروم وجان لاكان وألفريد أدلر وغيرهم ، كما كانت قراءاتي لا تقف عند جنس معين ، كنت ألتهم كل ما يقع في يدي ، لا أفرق بين دراسة مالية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فلسفية أو تاريخية ، فالشاعر والكاتب عليه ان يقرأ كل شيئ حتى الطلاسيم والفنجان والكتب الصفراء ، لاحدود للمعرفة ولا تعيين لها .
لم أكن مقتنعا بالتصنيفات المدرسية ، يسارية وعلمانية وومحافظة ورجعية ، منذ أيامي الأولى لم أقتنع بهده التصنيفات الاقصائية ، كل جماعة كما كل فرد ، له الحق في الوجود والتعبير عن وجوده بالاقناع والبرهان والجمال ، هناك غربال انساني طبيعي في الراقة الشفافة لكل انسان ، هي المسؤولة عن الاختيار الأنسب ، لكن تدخل جعجعات التكالبات الكبرى لا ستقطاب التابعين اللاهثين وراء السراب هي التي تتحول الى عائق كبير أمام اختيار الصواب والجمال والقيم .وهي المسؤولة مع تلك التصنيفات البهلوانية عن احداث ذلك العائق الأشد فتكا بأصالة الانسان و بسجيته وصفائه .
كان تكويني المعرفي يؤهلني للتأكيد أن مرضي ليس تفسانيا . ورغم ذلك كان علي أن أقنع نفسي بمرافقة والدتي الى هذا الدكتور النفساني .
اليائس يتشبث بالوهم للخلاص ، كتائه في صحراء لا مخرج منها غير اتباع طريق السراب ، فأحيانا نجد الخلاص في السراب ان تشبثنا به بطريقة تحويلية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشاعر محمد الوزير
المشرف العام
المشرف العام
الشاعر محمد الوزير


ذكر
المواضيع والمشاركات : 405
الجنسية : يمني
العمل/الترفيه : شاعر ومحام - بوزارة الصناعة والتجارة
تاريخ التسجيل : 10/05/2012

وردة الاهانة ....رواية -7- Empty
مُساهمةموضوع: رد: وردة الاهانة ....رواية -7-   وردة الاهانة ....رواية -7- Uhh1017/8/2012, 1:09 am

في الجزء ال 7 من روايتك = وردة الإهانة = ايها الشاعر الروائي
أجدك وقد قمت بسرد سيرتك الذاتية ,وكأنه اتمام لما بدأته في حواراتك عن أمك الطيبة
هاأنت تعاني - وتحضر لك الأدوية - التي هي في حقيقتها مغالطة للنفس وكوامنها
أما الحالات النفسية - وأنت بها أدرى كونك مجاز فيها ومتخصص بشأنها - فلا علاج لها سوى القناعات
وأنى لها هذه القناعات أن تحل في فكر مضطرب في عالم لا يقدر العقل ومخرجاته
شدتي بوحك , وآلمني ألمك ,, وطفقت أشفق على أمك العزيزة , أيها الكريم
دمت متألقاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وردة الاهانة ....رواية -7-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: خربشات روائية ومسرحية-
انتقل الى: