khalid salai
المواضيع والمشاركات : 86 الجنسية : مغربي تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: وردة الاهانة...رواية -8- 3/11/2011, 11:53 pm | |
|
وردة الاهانة.....
رواية
خالد الصلعي
*8*
عندما استفقت ، وفتحت عيني ، كان الظلام يغطي الغرفة بلونه الأسود ، ربما كان صحو الروح ، ولم يكن استيقاظ الجسد ، وجارحة العين ؛ كأداة للبصر والرؤية . فعيناي بدأتا تشعراني بثقلهما الرهيب ، وأعادتاني بشكل ظالم الى احساسي الأليم بمصيبتي ، وما حل برأسي ، وبجسدي المترهل ووهني الشامل . دخلت علي أمي ، ربما لتطمئن علي ، هل ما زلت من أهل الدنيا ،أم من الراحلين عنها . ضغطت على زر الكهرباء ، وبمجرد ما أنار مصباح الغرفة ، داهمني وجع قوي في عيني ، كأنني خارج للتو من معتقل تازمامارت بعد قضاء عشرين سنة في غرفة انعزالية لايدخلها نور الله المجاني . أغمضت عيني بسرعة وطلبت من أمي أن تطفئ النور . سألتني لماذا . أجبتها لأني لا أستطيع فتح عيني في وهجه . بعد ان أطفأت النور ، سمعت نحيب بكائها الخافت ، لاتريدني أن اسمع نحيبها ، لكني سمعته ، بعينين مقفلتين نستطيع سماع دبيب النمل .حقيقة لا يعلمها الا من تعود على اقفال عينيه . سمعت صوتها المقدس بعينين مقفلتين ، وبصدر منكمش ،وبغصة هائلة ابتلعت آلام أمي ، انتابتني حالة هستيرية للبكاء ، لكني تفاجأت أن دمعي ليس عصيا ، بل لا يجد منفذا للخروج . في مثل هذه الحالات ، تنهمر دموعي بتلقائية ، بل دموع جميع الناس ، من يستطيع قهر دموعه وهو يسمع نحيب أمه ؟ أبكي لكن بدون دمع ، لم اختفيت يادمعي ، ألن تبلل خداي لأحس بالحياة ، ألن تمنحني فرصة التخفيف من آلامي ؟ هل سترتد انت ايضا الى الداخل ؟ وكم عساه يحتمل هذا الداخل ؟ عيناي لا تذرفاني دمعها ، سمائي لاتسقط ماءها ، اكتشاف فظيع آخر ، أكتشفه في طبيعة هذا المصاب القبيح الرذيل . أن لاتدمع العين رغم البكاء الشديد الذي أبكيه ، ووجود كل أسباب ذرفها ، فهذا يعني أن جفافا يفوق جفاف عزيز مصر . أينك يوسف لتفسر واقعي وتؤول تجربتي ، أليس الواقع أسهل من الحلم والرؤيا في التفسير والتأويل ؟ أين أمنحوتب ليستعرض علي الاجراءات والطرق المبتكرة الكفيلة بمواجهة قحط عيني ، وجفاف شريانيهما ؟ . أقفلت عيني وطفقت أفكر في مصيبتي ، نقطة صغيرة على صعيد المخ هي التي بقيت لي جسر وصل بيني وبين العالم الخارجي ، كانت تبدو هي آخر ما بقي لي للاتصال بالوجود ، بدت لي واضحة هذه المرة ، انسان يتواصل مع العالم من خلال ثقب صغير . يقع في منطقة المخ بالتحديد . لن يصدق أحد ما أقوله لكنها الحقيقة التي عشتها . حين يتطابق مظهر خارجي مع حقيقة نفسية ووجودية ، يأخذ الوجود بعده الجمالي والفلسفي بامتياز وجدارة . برغم الالام والاهات . هذا ما سأكتشفه بعد شهور . ليس تطابق التماثل والنسخ ، انه تطابق الشعور والاحساس والمعيش ، مع ميتافيزيقا الظلام بمفهومها المادي كظلام طبيعي ، والاستعاري كظلام قتلة لا ذرة رحمة تحملها قلوبهم . هذا التماهي الوجودي بين الظلام كعدم بقرنيه ، وبين حياة انسان قذف للضياع والفقدان بفعل مادة كيميائية ، يا ليتها كانت "السيرين " ونفتني عن الوجود نهائيا . لكن للأقدار ترتيبات أخرى . | |
|
الشاعر محمد الوزير المشرف العام
المواضيع والمشاركات : 405 الجنسية : يمني العمل/الترفيه : شاعر ومحام - بوزارة الصناعة والتجارة تاريخ التسجيل : 10/05/2012
| موضوع: رد: وردة الاهانة...رواية -8- 17/8/2012, 1:02 am | |
| حسبنا في الجزء ال8 من روايتك = وردة الإهانة = أن نستقطع مما كتبته فيها - هذا المقطع لنرى من خلاله أن لاتدمع العين رغم البكاء الشديد الذي أبكيه ، ووجود كل أسباب ذرفها ، فهذا يعني أن جفافا يفوق جفاف عزيز مصر . أينك يوسف لتفسر واقعي وتؤول تجربتي ، أليس الواقع أسهل من الحلم والرؤيا في التفسير والتأويل ؟ أين أمنحوتب ليستعرض علي الاجراءات والطرق المبتكرة الكفيلة بمواجهة قحط عيني ، وجفاف شريانيهما ؟ .
| |
|