خربشات الثقافية
استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل Eniie10

خربشات الثقافية
استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة العلام

خديجة العلام


انثى
المواضيع والمشاركات : 31
الجنسية : MAROC
تاريخ التسجيل : 15/07/2011

استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل   استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل Uhh104/11/2011, 2:55 am



تحليل نقدي من طرف الناقد الاستاذ مرتضى الشاوي

استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل


سياحة في قصيدة ( وكلماتي ... رقيقة الهمسات ) للشاعرة خديجة العلام*

بقلم د . مرتضى الشاوي


التراث والمعاصرة قطبان لحقيقة واحدة موضوعية نعبر عنها باستمرارية الوجود والوعي ؛ ولأنّ الماضي لا يمكن التخلص منه في الحقيقة حتى ، ولو كان شبحاً ، ومن هنا نفهم العلاقة بينهما عن عمق الأشكال الحضارية .
إنّ سيمياء القصيدة في( وكلماتي ... رقيقة الهمسات ) يعرض الركائز الأساسية لمعرفة النص بوصفه شعراً والدلالة عليه ، فالعنوان يحمل قصدية فاعلة لكشف الباطن لدى الشاعرة التي تثمن طيّاً درجة العاطفة المذابة في همسّ الكلمات الرقيقة نحو الآخر .
تبتدئ القصيدة بديباجة أشبه بالمقدمات تتضمن استذكار الموروث القديم بحلوه ومرّه ، وإنّ الديباجة تتناغم بصوت الأنا الجماعية فهو صوت جمعي له علاقة مؤصلة بصوت الشاعرة ( الفردي ) ؛ لأنّها مخوّلة بالتكلم عن المجموع ، وهي كذلك في حالة استذكار للموروث العربي المتمثل بصفحات الأدب ؛ لأن القصيدة العربية تمثل صوت الشعر بنفسه ؛ لأنّها الروح الذي بين جنبيه كما قيل الشعر ديوان العرب فيه مآثرهم الخالدة ، فذكر القصائد من باب ذكر الجزء ويراد به الكل .
فالرمزية متاحة عندها في جلب إثارة المتلقي واستدعاءه بعمقه الأصيل ؛ لهذا السبب حملت ديباجتها مضامين وإشارة رمزاً إلى الموروث العربي المتمثل بالقصيدة العربية ومدى انعكاسات الأدب على المجتمع .
وكذلك إشارة إلى الحكايات الخرافية التي كانت الشاعرة تسمعها من قبل الأجداد والجدات والآباء والأمهات ، لذا فهي مشحونة بثوابت الماضي المتنوعة ، وهي عندها مستعارة بين خرافية الليل وتراتيل المساء .
في حين أنّها لم تتخلص من استحضار ثقافة العصر باعتبارأنّها جزء لا يتجزأ من حياتها لكون المدنية الحديثة طرزتها بألوانها من ( تخاريف الليل ، وأشرعة المدينة ، ستارة النافذة ، القطار ، سحب البساط ) .
إنّ معالم الماضي قد صاغتها القصيدة وفق نظرة الشاعرة فلم يبق من الماضي إلا حالة الاستذكار بطريقة الانجذاب نحو القصائد العربية ، فتخاريف الليل هي خرافات ذلك الزمان ؛ لأنّها حكايات ممتدة منه ، وقد أصبحت تخاريف لا جدوى منها بالنسبة إلينا حسب نظرتنا المعاصرة .
وأيضاً انجذاب آخر نحو تراتيل المساء بقراءات مرتّلة تشبه قراءة الأدعية بصوت يحمل ترديد العاشق في ملكوت العشق الإلهي ، ورغم استذكارها للماضي فهي لا تبتعد عنه ؛ لأنّ هناك رابطين قد نتجا ، الأول : يتضمن أرثاً معنوياً ، والثاني : رابط نسبي يشدّ الماضي بالحاضر ويتطلع نحو المستقبل ، ويمكن أن نرى تلك العلاقة بين ديباجة القصيدة ومسك ختامها العبق بقولها :

" تحتَ سماءٍ بيضاء
فتحنا جفونَنا المثقلة
بالغمامِ والرمادِ
فصرنا مجازاً
تجذبنا الكلماتُ بين القصائدِ العربية
استعرنا على تخاريفِ الليل
وتراتيلِ المساء
.............
وصوتُ المنادي يهتفُ بأغنيةٍ سرمديّة
في بلادي ماتوا أجدادي
في بلادي مولد أحفادي
ونغمةِ فؤادي الأبديّة "


ذلك الختام العبق الذي عطر القصيدة بروح التفاؤل والأمل المعلن بصوت القادم الهاتف من ذلك المنادي ، هو صوت الضمير - بلا شك - الذي يفوح منه ديمومة الغناء وبقاء تنغيمة الفؤاد المعلى والطامح نحو المستقبل .
يتحرك صوت الأنا في قنوات متشابهة يشكلّ الضمير ( أنا ) أحد المفاصل الموجودة في القصيدة ، وقد سجل ضمير المتكلم أهمية في البوح الذاتي ، فهو عنصر مهم يتجلى في خطين متوازيين :
الأول : الضمير المنفصل البارز ( أنا ) في ( أنا مسافر) و ( وأنا مسافر ) مرة أخرى ، أو الضمير المسستر في ( أسحب )
الثاني : ياء المتكلم المتصل في ( خلفي ، يتبعني ، نبضي ، قنديلي ، لا يتركني ، أجدادي ، أحفادي )
ياء المخاطبة في ( انتظري )
هذه التنقلات السريعة في الضمائر تصيب المتلقي العادي بدوّارة شحذ الفكر لكي يصل إلى مبتغاه في فهم القصيدة ، بمعنى المتلقي لا يحصل على المعاني إلا إنّ يجهد نفسه في ربط العلاقات اللغوية فيما بينها ورصد الثنائيات المتضادة ورفع درجة التبأيير في شحن الكلمات .
إنّ الاستئثار بظاهرة الالتفات عفوياً في حركة التنقل السريع مما يسند الأثر لدى المتلقي ليرتقي إلى درجة التأثير والانفعال مع النص .
فمرة تتناغم القصيدة مع صوت الأنا الجماعي ( الجمعي ) المتمثل في ضمير المتكلمين ( نا ) في ( فتحنا ، جفوتنا ، صرنا ، تجذبنا ، استعرنا ) و والضمير ( واو الجماعة ) في ( ماتوا )
ومرة أخرى تنتقل بالضمير المتكلم المنفصل ( أنا ) لتجري معه بواعث الشاعرة وإحساساتها ومشاعرها في ياء المتكلم ليشكل بؤرة البوح الممزوج ( أنا + الياء )
في قوله :

" أنا مسافرٌ
لا وقتَ للنظرِ خلفي
فالموتُ الزؤام يتبعني
لا يتركُ نبضي
يخرجُ أنفاسَه في الهواء
قنديلٌ خافت الضوء
.................
وأنا ... مسافرٌ أسحبُ البساط خلفي
كأنّه ذيلٌ لا يتركني
................
في بلادي ماتوا أجدادي
في بلادي مولد أحفادي
ونغمةُ فؤادي الأبديّة "


وتبقى النقلة الأخرى في حركة الضمائر مشحونة بالغائب من أجل التخفي وراءه لسببين رئيسين هما :
الأول : الخوف بدرجة الانهيار النفسي من ارث الماضي لانه تركة ثقيلة بهمومه وآلامه في السراء والضراء فقطار العمر مستمرلا يتوقف كما في قولها :

" أنا مسافر
لا وقت للنظر خلفي
...........
فالموت الزؤام يتبعني
يخرج أنفاسه في الهواء
......................
وأنا مسافر
اسحب البساط خلفي
كأنّه ذيل لا يتركني
أو ظل اصفر اللون
ذابلة كأوراق الخريف
العطشى الساقطة
يمارس العزوبة والأنوثة
أو يمارس ألعوبة تنكرية "


الثاني : تحدي الزمن مهما بلغت الصعاب في ذروتها ، فهي لا تمتلك إلا بصيص الضوء وهمس ورقّة الكلمات ؛ ولهذا السبب كان اختيار عنوان القصيدة ( وكلماتي ... رقيقة الهمسات) نقطة استقطاب ؛ لأنّه المحور في حياة الشاعرة ؛ لأنّها في حالة الانتظار الصعب خلف ستارة النافذة ، لهذا السبب قد أنسنت الشاعرة كلماتها الرقيقة مثل الإنسان ، وجعلتها هي المتحدثة فوصفت غير العاقل بوصف العاقل ، وكذلك الزمن باتخاذ القطار له بالرغم من سرعة الجسم بهامته القوية كانه عملاق يصدّ الريح ويخطّ في الأزل ويرسم سفينته للنجاة تفاؤلا بلون السماء كما جاء في قولها :


" قنديلي خافت الضوء
يشهدُ مخاضَ الليل
يولدُالنورُ في السكينة
وكلماتي رقيقةُ الهمسات ... سيدة ُالغزوات
تنسابُ مع العروق الصامدة
تنفثُ عطرها بين الوادي وأشرعةِ المدينة
وتصرخُ
انتظري أيّتها المرأة الراقدة
خلفَ ستارةِ النافذةِ
فالقطارُ يغزو العربية
بهامتهِ يصدُّ العاتية
يخطُّ في الأزليّة البيضاء
يرسمُ سفينته لتصلَ إلى الميناء
في لونين يانعين كلون السماء "



لقد استفادت الشاعرة في ترسيم بنية القصيدة إيقاعياً من حركة الشعر الحر ( قصيدة التفعيلة ) في التجديد على مستوى توزيع الإيقاع الخارجي بدون تكلف أو تصنع ، فالقافية في الابيات موزعة قد نثرت باتزان من اجل تشكيل نغمة متنوعة بين أبيات القصيدة ويلاحظ ذلك في ما يأتي :

الألف الممدودة في ( بيضاء ، مساء ، الهواء ، الميناء )
التاء الطويلة في ( الهمسات ، الغزوات )
الدال مع التاء المربوطة في ( الصامدة ، الراقدة )
اللام مع التاء المربوطة في ( المثقلة ، ذابلة )
النون مع التاء المربوطة في ( السكينة ، المدينة )
الياء في ( خلفي ، نبضي )
الياء مع التاء المربوطة في ( العربية ، العاتية ، تنكرية ، سرمدية ، الأبدية )
الياء مع روي الدال في ( أجدادي ، أحفادي )
الياء مع روي النون في( يتبعني ، لا يتركني)
وقد استفادت الشاعرة من توظيف اللون ضمن فلسفة جمالية ؛ لأجل أغناء الصورة الرمزية بالحس الطبيعي .
فاللون الأبيض تمثل بنقاوته وصفائه في قولها :


" تحتَ سماء بيضاء
فتحنا جفوننا المثقلة
وهذا دليل البراءة والصدق والسلام في طيات القلب والمترجم على اللسان، ولا سيما عندما تكون السماء في وضح النهار تبرز صافية رقراقة ، وقد ترك اللون الأبيض بصمته مرة أخرى في قولها :
فالقطار يغزو العربية
بهامته يصدّ الريح العاتية
يخطّ في الأزلية البيضاء "


فالزمن المتحرك كالجيش الغازي يطبع بالخط بالأزلية بدلالته على البداية محملاً بالبراءة والصدق .
ولا يمكن أن نتجاهل الزمن في القصيدة ؛ لأنّه مفعم بالحيوية والنشاط والحركة ، فلا نصيب للماضي إلا في حالة استذكار للماضي الموروث الأصيل في الأفعال ( فتحنا ، صرنا ، استعرنا ، ماتوا )
أما الحاضر والمستقبل فكلاهما هما المحوران الدائميان في القصيدة ، وهما الزمنان المهيمنان على نقاط التلاقي بدرجة التوتر والاستقطاب ؛ لدلالتهما على الخوف والرغبات والإطماع والأمنيات وباستطاعتهما التحكم في الماضي وإعادة تزيينه وهذا ما أراه وارداً في الأفعال الآتية Sad تجذبنا ، يتبعني ، لا يترك ، يشهد ، يولد ، تنساب ، تنفث ، وتصرخ ، يغزو ، يصدّ ، يخطّ ، يرسم ، ، اسحب ، لا يتركني ، يمارس ، يهتف )
وكذلك زمن المستقبل في الفعل ( انتظري )
أما اللون الأصفر فعلى الرغم من أنّه يثير الانشراح والإشعاع إلا أنّ الشاعرة لم ترض به إلا رمزاً للعدمية والفناء بل رمزاً للموت كما في قولها :

" وأنا ... مسافر
اسحبُ البساط خلفي
كأنّه ذيل لا يتركني
أو ظلّ اصفر اللون
ذابلة كأوراق الخريف
العطشى الساقطة "


أما الألوان المتجانسة فهي عندها لون الغمام والرماد في قولها ( بالغمام والرماد ) دليل على الجفاف والتصحر ، وربما عدم النضج في مراحل حياتها الأولى .
وربما يتجانس اللون الأبيض مع اللون الأزرق معاً بشكل لونا خاصا لم تفصح عنه ،لأنّ سفينة النجاة باتجاهها نحو برّ الأمان يخطّه الزمن ، ويرسمه في لونين كما في قولها :
" يرسم سفينته لتصل إلى الميناء
في لونين يانعين كلون السماء "
وهذه الخلطة اللونية دليل على الهدوء العاطفي بما يحمل من الاسترخاء والراحة والتعمق في الحياة ودرجة الصفاء الذهني .
روافد المقالة :
قصيدة ( وكلماتي ... رقيقة الهمسات ) – خديجة العلاّم
د . مرتضى الشاوي
وكلماتي ... رقيقة الهمسات للشاعرة خديجة العلام

تحت سماء بيضاء
فتحنا جفوننا المثقلة
بالغمام والرماد
فصرنا مجازاً
تجذبنا الكلمات بين القصائد العربية
استُعرنا على تخاريف الليل
وتراتيل المساء
أنا مسافر
لا وقت للنظر خلفي
فالموت الزؤام يتبعني
لا يترك نبضي
يخرج أنفاسه في الهواء
قنديلي خافت الضوء
يشهد مخاض الليل
يولد النور في السكينة
وكلماتي رقيقة الهمسات
سيدة الغزوات
تنساب مع العروق الصامدة
تنفث عطرها بين الوادي وأشرعة المدينة
وتصرخ
انتظري أيّتها المرأة الراقدة
خلف ستارة النافذة
فالقطار يغزو العربية
بهامته يصدّ الريح العاتية
يخطّ في الأزلية البيضاء
يرسم سفينته لتصل إلى الميناء
في لونين يانعين كلون السماء
وأنا... مسافر أسحب البساط خلفي
كأنّه ذيل لا يتركني
أو ظل أصفر اللون الذابلة
كأوراق الخريف
العطشى الساقطة
يمارس العزوبة والأنوثة
أو يمارس ألعوبة تنكرية
وصوت المنادي يهتف بأغنية سرمدية
في بلادي ماتوا أجدادي
في بلادي مولد أحفادي
ونغمة فؤادي الأبدية

الشاعرة : خديجة العلام
المرفقات
استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل Attachment228226_116138211804008_100002234895855_155328_7987927_n.jpg
لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
(39 Ko) عدد مرات التنزيل 1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استذكار الماضي والتطلع نحو المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: بقعة ضوء-
انتقل الى: