khalid salai
المواضيع والمشاركات : 86 الجنسية : مغربي تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: لغة العقل 4/11/2011, 8:58 pm | |
|
لغة العقل
خالد الصلعي
****** حين أنتصر للعقل هل علي أن أشهر السيف ؟ ، حين أدعو للحرية ، هل علي أن أشير الى المقصلة ؟ ، حين أقول بالديمقراطية ، هل علي أن أنفي الآخر ؟ ، حين أنوه بالشفافية ، هل علي أن أحجب غيري ؟ ، أسئلة تفرض علينا نفسها بقوة المعايشة لها ، فهي تمارس علينا ضغوطاتها ، وان حاولنا جاهدين تجاهلها وتجاوزها ، لأننا نخاف أجوبتها الصادمة بفعل طبيعة تكويننا النفسي والمعرفي ، المغلفين بطبقات سميكة من ال......نفاق والتزلف والخوف . فنحن أصبحنا الأمة الوحيدة التي تخاف من مواجهة العقل كمجلى وكصفاء . اذا كنت أبحث عن فضاء لنشر أفكار العدالة ، وعن صيغ التعبير عنها ، هل علي أن أعتبر نفسي الداعية الوحيد للعدل والقسطاس ؟ أم أن هناك المآت والآلاف غيري ؟ لكن جدرانا ما ، عديدة ، نفسية ايديولوجية ، اجتماعية ، طبقية ، طائفية ، شللية ، تقف حائلا كبيرا بيننا ؟ فيتحول مفهوم العدالة الى مفاهيم متعددة ، لاحصر لها ، حد التلاشي والانطفاء، ليضيع لب ونسغ العدالة نفسه ، وتمحى دلالته الكبرى . ليتجسد العذاب السيزيفي بصيغته العربية مرة أخرى ، وينعزل زرادشت العربي في غابته الاسمنتية ، في انتظار ضيوف عابرين ، باحثين عن الحقيقة ، في زمن اللاحقيقة . حين أقرأ لفظة "الانسان " ، لا أقرأ اشتقاقاتها اللغوية ، بل أقرأ صورة الانسان الماهوية ، صورته العقلية ، صورة الحرية فيه والاستقلالية " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ؟ تجسد فيزيقي غير مرتبط بأي جسد آخر ، وتعقل ، وفعل تفكير ، قادر على عصر ذهنه لتمحيص الخطإ من الصواب ، وسل الجميل من القبيح ، وليس الاكتفاء فقط ، بالبحث عن الجميل في ذاته . عقل قادر على النفاذ الى سبل خلاصه ، دونما اعتماد فج على غيره . الغير محجة الاستئناس ، وليس سجن العبودية . الانسان كعقل ، هو صانع وخالق ومبدع ، وليس آلة نسخ وتقليد واجترار ، الانسان كعقل انفجار وفيض وتحدي وعاصفة ، وليس بركة آسنة وتكلس وانبطاح . أنا تعني أنت دونما الغاء أو اقصاء ، فالمدار على الانتاجية النوعية ، الاضافية ، وليس الانتاجية الكمية النسخية ، والأنا لن تعقل أناها ، اذا لم تعينك أنت كمقابل آخر ، ليس بالضرورة مشاكل ومماثل ومشابه ، قد تكون أعلى أو أدنى ، لا يهم ، المهم ، هو وجود الأنا المستقل عن وجود الأنت المستقل ، هكذا يصبح الأنا والأنت تعددا وتنوعا ، وليس تشابها وتطابقا ، ووجودا ممسوخا ومشوها ، بل يأخذ كل واحد حقه في تعينه حسب رغبته وطموحه وكفاحه ، من أجل هدف الاخصاب والاثراء واضافة النوعية ، في تشارك تفاعلي بناء لحقل ما ، أو وطن ما ، لحي ما ، أو لبلاد ما لجماعة ، لمجتمع ، ولم لا للانسانية !!!! لايبخس نفسه الا الوضيع المنهزم . ربما قد تفيد التجربة بعض التائهين في ملكوت الحياة الأرحب ، الى تبين مقصدهم ، فلا يتلوثون ابدا ، لابانحياز ضيق الى جهة معينة ، ولا بوقوف ميت على باب من ابواب الهبات والصدقات والعطايا . ربما قد يخطئ بعضنا ويعود بعد غربة قاسية الى سبيل الحياة الواسعة ، لكن أن يستمر كل هذا اللغط وهذا الخطل الى حدود يومنا ، بعد اكتشاف تمدد الكون ، والبحوث الجارية حول الذاكرة الانسانية ، وحول ميكانيزمات تفاعل المخيلة مع شرائط خيالها ، وتأكيد انشطار الذرة الى بلايين الجزيئيات كما هو حال جزيئات الدماغ الانساني ، .أن نستمر في عنت تغييب العقل في هذا الزمن المخصب العظيم ، فهذا ما لايستسيغه منطق سوي . لماذا نعمل على تخريب العقل العربي ، والوجدان العربي ، والروح العربي ؟ بهذه الفجاجة وبهذه الفظاعة ؟ . | |
|