خربشات الثقافية
الفنون الشعرية في الفترة المظلمة Eniie10

خربشات الثقافية
الفنون الشعرية في الفترة المظلمة Eniie10

خربشات الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
Kharbashatnetالبوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء

 

 الفنون الشعرية في الفترة المظلمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فالح نصيف الحجية

فالح نصيف الحجية


ذكر
المواضيع والمشاركات : 21
الجنسية : عراقية
تاريخ التسجيل : 17/11/2011

الفنون الشعرية في الفترة المظلمة Empty
مُساهمةموضوع: الفنون الشعرية في الفترة المظلمة   الفنون الشعرية في الفترة المظلمة Uhh109/12/2011, 4:19 pm



الفنون الشعرية في الفترة المظلمة

بقلم : فالح الحجية

الشعر في القرن الاول لفترة حكم المغول كان جيدا قوي الاسلوب والسبك ويتميز باخيلة جيدة ففي هذه الفترة نضج الفكر العربي في الاداب والفنون وبما كانت عليه الحالة في العصر العباسي الثاني وفي كل امور الثقافة الا ان اغلب الشعراء والادباء والمثقفين - فكان الحالةو كانت حربا عليهم ولا غرو في ذلك فانهم قادة البلاد - قتلوا او تشردوا خوف القتل فاقفرت الحالة وانتكست الامور بخراب البلاد
لقد كتب الشعراء في هذا العصر في معظم أغراض الشعر العربي وأضافوا ما استجد في عصرهم من قضايا أخرى اي كثرت الفنون الشعرية وتوسعت لكنها لم تتطور ، وأهم هذه الأغراض:
1- الحماسة :
كان لشعر الحماسة المنزلة العظيمة بسبب الصراع القائم بين العرب المسلمين مع الفرنجة والتتار إذ أن الشعراء حملوا على عاتقهم مهمة تحميس الجند من أجل الجهاد ، وكانت المعارك التي وقعت بين المسلمين من جهة والتتار والصليبين من جهة ثانية مادة حية لهذه الأشعار والمتصفح لشعر الجهاد في هذا العصر يجد كماً كبيراً من الأشعار بعضها يبكي سقوط الخلافة، وبعضها يدعو إلى الجهاد من أجل استعادتها
من ذلك قول تقي الدين اسماعيل التنوخي:

لسائل الدمع عن بغداد أخبارُ

فما وقوفك والأحباب قد ساروا

تاج الخلافة والربع الذي سرُفت

به المعالم قد عفّاه إقفارُ


ومن ذلك أيضاً قول شهاب الدين محمود الكوفي:

إن لم تقرح أدمعي أجفاني
من بعد بعدكم فما أجفاني

إنسان عيني مذ تناءت داركم
ما راقه نظر إلى إنسان

كان الزنكيون والأيوبيون قد تولوا عبء الصراع مع الفرنجة ، و المماليك قد تولوا عبء الدفاع ومنازلة المغول ، وقد استطاع الملك المملوكي قطز أن يقضي على المغول ويردّ زحفهم بعد أن احتلوا حلب وحماة ودمشق ، وقد قام قطز بقتل رسل المغول الذين جاؤوا يدعونه إلى الاستسلام ، وكانت( عين جالوت) المعركة الحاسمة إذ اعتبرت من أهم معارك المسلمين ، ومثلها مثل معركة اليرموك و القادسية والزلاقة، ومن الشعراء الذين ارخوا لتلك الفترة الشاعر شرف الدين الأنصاري في مدح المنصور الثاني:

جرّدت يوم الأربعاء عزيمة
خفيت عواقبها عن الإدراك

وأقمت في يوم الخميس مبالغاً
في الجمع بين طوائف الأتراك

قعّدت أبطال التتار بصولةٍ
تركهم كالصّيد في الأشراك

وهذا ايضاً على الفرنجة و المغول، وقد قضى في إحدى المعارك على ثلاثة آلاف منهم وذلك في الجزيرة (671هـ) :

سر حيث شئت لم المهيمن جار
واحكم فطوع مرادك الأقدار

حملتك أمواج الفرات ومن رأى
بحراً سواك تقله الأنهار

وقد فتح المماليك بعد الظاهر بيبرس بزعامة المنصور قلاوون طرابلس الشام، وبناها من جديد بعد أن خربها التتار وفتحت (عكا )من قبل الأشرف خليل ابن منصور قلاوون.

ولمّا هاجم الفرنجة الاسكندرية عام (767هـ) وأسروا ونهبوا وقتلوا قسماً كبيراً منها، رثى شهاب الدين ابن مجلة هذا الثغر قائلاً:

أتاها من الإفرنج ستون مركباً
وضاقت بها العربان في البرّ والبحر

أتوا نحوها هجماً على حين غفلة
وباعهم في الحرب يصر عن فتر

وقد صور شعر الحماسة الأحداث العامة في ذلك العصر وعبّر عن الآلام والآمال واتجه نحو التصنع والتلاعب اللفظي، وقد كان شعراء ذلك العصر يشعرون بالغربة في أوطانهم الا أن العواطف في شعر ذلك العصر كانت صادقة بسبب الأحداث الجليلة الجسام

2- المديح:

ويتضمن هذا الغرض أنواع عدة:

آ- المدائح النبوية:
المدائح النبوية هي تلك القصائد التي قيلت في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد ساعد على ظهورها سوء الاحوال السياسية والاجتماعية وقلة موار د البلاد وتكالب الطامعين من الحكام والامراء والاخرين والاستحواذ على خيرات البلاد

وقد دفعت هذه العوامل الناس إلى الالتصاق بالدين والاستشفاع بالرسول لتفريج الكروب، وقد غذّي المماليك اتجاه الاحتفالات الدينية مما جعل هذا اللون من أنشط الألوان الأدبية.

وقد ذكر الشعراء معاني لهذه المدائح منها: أخبار الرسو صلى الله عليه وسلم – صفاته ومعجزاته- الحديث عن المدينة المنورة- ذكر آل البيت – ذكر الخلفاء الراشدين . من ذلك ما قاله البوصيري في قصيدته المشهورة :

أمن تذكر جيران بذي سلم
مرجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أم هبّت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ
وأومض البرق في الظلماء ومن إضم

وقد حذّر الشاعر في قصيدته من هوى النفس فقال:

النفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إنّ الهوى ما تولّ يصم أو يصم


*************
ب- مدح الحكام والعظماء:

وقد سار هذا المدح على طريقة الأقدمين طلباً للعطاء والنوال ولبلوغ المراتب الوظيفية عند السلاطين ولن تقعد معانيه الشجاعة والكرم والحكم والعلم، وقد أغار شعراء هذا العصر على معاني غيرهم واستباحوا ورجعوا إلى ظاهرة الوقوف على الأطلال أو الغزل أو وصف الطبيعة.
يقول ابن نباته مادحاً الشهاب محمود الشاعر الذي كان من كبار الإنشاء وكاتب السر للملك :

إمامٌ إذا هزّ اليراع مفاخراً به
الدّهر قال الدهر لست هناكا

علوت فأدركت النجوم فصفتها
كلاماً ففقت القائلين بذاكا


***************************************
ج- مدح الأصدقاء والأقرباء:

ان مدح الاصدقاء والاقرياء والمعارف غالباً ما يكون أقرب إلى الصدق وإن كانت المبالغات تغزو معانيه، وتسيطر عليه الصنعة البديعية، من ذلك ما مدح به ابن نباته صفي الدين الحلّي:

3- الرثاء:

نظراً للأحداث الجسام التي مرت على الأمة الإسلامية وما حصل من معارك نتج عنها الموت والقتل والتخريب فقد واصل شعراء هذا الغرض فن الرثاء، فقد برز في هذا الغرض ثلاثة أنواع:

1- المراثي الخاصة:
التي قيلت في أناس أعزاء على قلب الشاعر كما في رثاء يحيى شرف الدين لزوجه فاطمة بنت عبد الله المعروفةبالفضل والكرم .فيقول:

وما فاطمٌ إلاّ الحور أخرجت

لنعرف قدر الحور قمّت ردّت

ي رثاء صفي الدين الحلّي لعبدٍ مملوك له، ربّاه من صغره حتى صار كاتباً فطناً:

هدّ قلبي من كان يؤنس قلبي إذ نبذناه بالعراء سقيماً

ونأى يوسفي فقد هذبت عبد منا ي من حزنه وكنت كظيماً

2- المراثي العامة:
-------------------

وهي كثيرة تقوم على الإشادة بصفات المرثي وكريم مزاياه

من خلال المبالغة والصنعة من ذلك قول ابن نباته في
رثاء الملك المؤيّد:

ليت الحمام حبا الأيام موهبة ف فكان يفني بني الدنيا ويبقيه

لهفي على الخيل قد وقت صواهلها ح حقَّ العزا فهو يشبجيها وتشجيه


3- رثاء الممالك والمدن:

كما في رثاء بغداد التي سقطت بيد المغول:

إن لم تقرح أدمعي أجفاني
من بعد بعدكم فما أجفاني

إنسان عيني مذ تناءت داركم
فما راقه نظرٌ إلى إنسان

ومن ذلك أيضاً قول تقي الدين:

ناديت والسبي مهنوك يجرههم
إلى السّفّاح من الأعداء وعّار

يا للرجال لأحداث تحدثونها
بما غدا فيه إعذارٌ وإنذارٌ

وأيضاً قول بهاء الدين الهائي يرثي دمشق:

لهفي على تلك البروج وحسنها
حفّت بهن طوارق الحدثاني

كانت معاصم نهرها فضية
والآن صرن كذائب العقيان


4- الغزل:

هو غرض أكثر منه الشعراء في العصر المملوكي فأفردوه حيناً بقصائد مستقلة وجعلوه أحياناً في مطالع مدائحهم وقد كان هذا الغزل يطل برأسه من خلال العتاب والرضى والافتتان والشكوى تعبيراً عن المشاعر يحمل في طياته التقليد حيناً والتجديد أحياناً أخرى، وقد انطلق شعراء هذا العصر بغزلهم من مفاهيم جمالية تقليدية غالباً وتحدث الغزل عندهم عن:

آ- وصف محاسن الحبيب:
حيث شبّهوا وجهه بالبدر والشمس وشعره بالليل، ورحيق الثغر بالخمر، ونظرات العيون بالسهام والحواجب بالقسي، وقدّه بالرماح وصدغه بالعقربة. ومن ذلك ما قاله التلعفري:

لو تنعق الشمس قالت وهي صادقة م ما فيَّ فيها، وما فيَّ الذي فيها

هبني أماثلها نوراً وفرط سناً م من أين أملك معنى من معانيها


ب- وصف أحوال المحبين:
حيث جعلوا المحبّ يحزن بشوق وصبابة، وجعلوا المحبوبة قاسية ظالمة لا تلين، وجعلوا وصله أبعد من الثريا .

ج- الحديث عن الوشاة والرقباء:
ومتاعب وعثرات الحب حيث اتهموا العذال والوشاة بالبلادة، وجعلوا أعين الرقباء مخيفة نظارتها حاقدة وحاسدة، وذلك لينتهزوا الفرص و لينهلوا ما يطيب لهم.

د- الحديث عن الجمال التركي والمغولي والهندي والفارسي والإفرنجي والكردي والزنجي:
وتغيرت معايير الجمال من العيون النجلاء الحوراء إلى العيون الضيقة.

يقول ابن نباتة:

وحبيب إليّ يفعل فعال الأعداء بالأجداء

ضيق العين إن رنا واستمعنا وعناء تسمّع النجلاء

وأيضاً :

بهت العذول وقدر رأي ألحاظها
تركية تدع الحليم سفيهاً

فثنى الملام وقال دونك والأسى

هذي مضايق لست أدخل فيها

وكذلك وصفوا العيون الزرقاء كما في قول ابن نباته:

وأزرق العين يمضي حدّ مقلته
مثل السنان بقلب العاشق الحذر

قالت صبابة مشغوف بزرقتها
دعها سماويّة تمضي على قدر

هـ- الإعراض عن ذكر الأسماء التقليدية كليلى وزينب ورباب وسعدى وهند وأسماء إلى أسماء جديدة هي واقع الحال يقول ابن نباته:

على ضيّق العينين تسفح مقلتي
ويطربني لا زينب ورباب

فيارشأ الأتراك لاسرب عامر
فؤادي من سكني السكون خراب


و- الحديث عن زيارة طيف المحبوب وخياله في المنام واليقظة وفي ذلك يقول صفي الدين الحلّي:
ما بين طيفك والجفون تواعد
فيفي إذا خُيّرت أني راقد

إني لأطمع في الرُّقاد لأنه
شرده يصار به الغزال الشاردُ

5- أغراض شعرية مختلفة:

لقد كتب الشعراء في هذا العصر في أغراض شعرية مختلفة وهي:

1ً- الوصف :

وقد تناول هذا الغرض الأحاسيس المرئية والباطنية حيث وصفوا المعارك وما يتعلق بها ، والطبيعة وما تحتوي عليه والمظاهر المدنية كالأسواق والولائم والشوق والألم وآلام الجوع وتقلبات الزمان.

يقول النواجي القاهري في وصف مخدة:

هي نفع ولذة للنفوس وحياة و راحة للجليس

كم نديم أراحته باتكاء وتواضعت عند رفع الرؤوس

ومن ذلك قول أحدهم:

عجبٌ عجيبٌ عجبٌ بقرة تمشي ولها ذنب

ويقول ابن نباته واصفاً الفقر :

أشكو إلى الله ما أقاسي من شدة الفقر والهوان

أصبحت من ذلةٍ وعُريٍ ما فيّ وافٍ سوى لساني

2ً- الهجاء :

وقد برز بصورته الفردية واختفى بصورته القلبية وركّز على العيون والمثالب ومزج السخرية بذلك.

3ً- الخمريات والمجون:

وهو من تواصل ذكره في هذا العصر بعد أن انتشر شرب الخمور وأصبح نوعاً من التحضر والرقي ، ساعد على ذلك انتشار فلسفة انهزامية تدعوا إلى الاستمتاع بالحياة قبل زوالها بسبب ما حلَّ بإنسان ذلك العصر من تشريد وقتل وتدمير وخراب، وانتشرت مجالس الخمرة في الطبيعة وزال الحياء بحيث تقام هذه المجالس مصحوبة بالرقص والغناء في المنازل أو على برك الأنهار.

يقول الشاب الظريف:

ناوليني الكأس في الصّبح ثمّ غنّي لي على قدحي

واشغلي كفّيك في وترٍ لاتهدّيها إلى السّبح

4ً- الحنين والشكوى :
وقد كثر الحديث عن هذا الغرض بسبب انتشار الفقر والحرمان وتنكر الأصدقاء وغدر الزمان، يقول ابن نباته:

أشكو لأنعمك التي هي للعفاة سحائب

حالي التي يرثي العدوّ لها فكيف الصاحب

5ً- المطارحات والتهاني:
--
وقد كثرت هذه المناسبات فتبادل الشعراء قصائد الأخوّة والمحبة، من ذلك ما قاله شهاب الدين لابن نباته:

البرق في كانونه قد نفخ
والثلج في جيب الغوادي نفخ

قد زمجر الرعد بآفاقه
كأنه مما دهاه صرخ
فأجابه :

ما البرق في كانونه قد مدح
والغيم في كفّ الثريا قدح

أضوأ من ذهنك ناراً ولا أرق
من لفظك كأساً طفح

ً6- الطرديّات:

وهي قصائد كتبها الشعراء في الصيد و وصف الخيول والفهود والكلاب المدربة. يقول صفي الدين الحلّي في وصف صقر:

والطير في لجّ المياه تسري كأنها سفائن في بحر

حتى إذا لاذت بشاطئ النهر دعوت عبدي فأتى بصقري

من الغطاريف الثقال الحمر مستبعد الوحشة حجمّ الصّبر

7ً- الألغاز والآحاجي :

وهي أبيات تحمل لغزاً من الألغاز أو أحجية من الأحاجي من ذلك ما قاله ابن نباته للغز في (علي):

أمولاي ما أسمٌ جليٌّ إذا تعوّض عن حرفه الأول

لك الوصف من شخصه سالماً فإن قلعت عينه فهو لي

8ً- الشعر التعليمي :

وهو من المنظومات التي قالها العلماء في علوم الصرف والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والحديث والصرف مثل ألفية ابن مالك في النحو والصرف:

كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم اسم ، وفعل ثم حرف الكلم
******************
الشاعر
فالح الحجية
( الموجز في الشعرالعربي )
ج 3 ص 476-488
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفنون الشعرية في الفترة المظلمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خربشات الثقافية :: خربشــــــــــــــــــــــــــات أدبية :: بقعة ضوء-
انتقل الى: