khalid salai
المواضيع والمشاركات : 86 الجنسية : مغربي تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: وردة الاهانة ،أو وبر الشوك ...رواية -12- 10/12/2011, 9:44 pm | |
| وردة الاهانة ..أو وبر الشوك .....رواية _12_ **************************** على طول هذا المنحدر الحاد وشديد الالتواء تتبدى منازل تقع تحت السفوح ، ثم ما تلبث تختفي عند كل منعرج ، منحدر ضيق وخطير ، تحفه الأشجار ، بشكل لصيق ، بل بعضها تصدم أغصانه الحافلات ، وتحتك بسقفها . لازالت المنازل تتناثر هنا وهناك ، ما يعجبك فيها هو تلك المساحات الشاسعة التي تفصل بينها ، عكس منازل المدينة المتداخلة في بعضها ،منازل البوادي تتنفس هواء مستقلا ، وبجانبها حواضر الأغنام والبقر والدواب ، أكاد أشتم رائحة روثها ، بعض الأشياء الحميمية ، كلما تذكرناها أو رأيناها عن بعد تحضرنا رائحتها دون أن نشتمها . تصطف على الطريق فتيات الجبل العذراوات ، كما يبدو من وجوههن الطازجة والممتلئة دما لشدة حمرتها ، تعرضن بضائعهن ، جبن تقليدي وبيض ودجاج وزيتون وعروش الثوم والبصل ، وعند أوان نضوج بعض الأثمار يقف بعض المشترين بسياراتهم الخاصة ليشتروا منهن التين وبوخانو "ثمر اذي شكل مستدير ولون أحمر " والبلوط . ثم تستوي الطريق ، لكن من قال لي أنهن عذراوات ، انه حكمي الشخصي ، وأنا راكب في الحافلة ، عائد الى مدينة طنجة التي لاتنام ؟ تستوي الطريق عبر انبساط طويل جدا ، لكنه ليس كانبساط الطريق الفاصلة بين الدار البيضاء ومراكش ، هو أطول انبساط مروري في المغرب . لا يكسر هذا الانبساط الا تلك العقبة الصغيرة القريبة من "دار بن قريش" ، ثم يعود الانبساط الى حدود محطة طنجة . مدينة الأحلام ،أسطورة المغرب المنسية ، عروس الشمال المهجورة ، ملهمة "تينسي وليامز " و"بول بولز" ، عش "محمد شكري" ومهوى " محمد تيمد "عبقري الفن المغربي الذي لم يتذكره أحد بعد موته ،اشتغل في الخفاء ورحل في الخفاء . يقولون أنها منشأ الروائي الطاهر بنجلون ، وأنا بأم عيني رأيته يخرج ذات ظهيرة من سكن بحي "علي باي" "مونبرناس" ، لايهم ، لاشيئ يهم . كتب عن طنجة الكثيرون ، محمد عز الدين التازي ، ومحمد برادة ،وغيرهما كثير ، شخص فيه ممثلون عالميون أدوار أفلامهم . لكنها ظلت دائما مهضومة الحقوق ، وها هم رأسماليو العهد الجديد يبيعونها ، بعدما قضى عليها سماسرة العقارات ، وخنقوها ، طنجة الآن تستغيث ، تئن ، تبكي ، لكن من يسمع أنين المدن ؟ لا أحد . ها هي تتعرض ومنذ الثمانينيات لحرب عشواء وساذجة من قبل حشرات السياسة ، وها هو وهجها يعود اليها اليوم ، لكنه وهج الاستثمار الامبريالي ، كل شيئ مخصخص . مرت الأيام كسابقاتها ، الى حين تلقيت خبر نجاحي وحصولي على الاجازة ،أما نتيجة مباراة المحررين ، فقد نسيتها . في الحقيقة نسيناها جميعنا ، فعندما نلتقي لا أحد يذكر نتيجة المحررين في وزارة الداخلية ، نحن أبناء الطبقة المسحوقة ، في عرفنا وما علمته لنا احتكاكاتنا بالواقع،أن الوظيفة العمومية في المغرب لها شروط أخرى ، لا تحتاج الى اجتياز مباراة ، بل تحتاج الى قدر من المال ، أو تدخل فوقي ، أو علاقة عائلية ، وخارج حد هذا المنطق الثلاثي الأضلاع ،لامجال للطمع في الوظيفة . عندما يصبح الفساد هو القاعدة الجاري بها العمل ، والجد هو الجريمة التي يعاقب عليها القانون ،فانتظر كل شيئ ، كل ما قد يخطر على بالك ،ومن يحاول الاحتجاج ، أو يدعو الى الاصلاح ، يعاقب على رأس الأشهاد ولو اجتمع للدفاع عنه محامو العالم ، بل كنا نقرأ في صحف المعارضة أيام كانت للمعارضة نكهة ومذاق ، أن الموظف الفلاني الذي نهب وسرق ،واغتنى في ظروف مشبوهة وفي وقت وجيز قد تمت ترقيته بعد فضحه من قبل جرائد المعارضة ،هههههههههه ، كان منطقا سائدا ومفهوما وجاري به العمل ، وما زال الى يومنا هذا ، وان بشكل أقل لأن صحف المعارضة ،أصبح سياسيوها هم من يمارس تلك العادة ، بعد استلموا مسؤولية تسيير شؤون البلاد ههههههههههههه ، منطق سوريالي مغربي عربي قح . كيف ،في ظل هذا المشهد الميلودرامي لا يصبح بائع الخمور المهربة الفاسدة برلمانيا ونائبا للأمة ؟ وكيف لايصبح سارق بيض وعسل أهل البوادي برلمانيا ؟ وممثلا للشعب ؟ وكيف لايصبح مهرب المخدرات الذي ضبط مخزنه مشحونا بأطنان من المخدرات فاقتيد الحارس الليلي عوضه الى السجن لكنه أصبح مشنوقا ،نائبا للأمة ؟ كيف لا يسرق مناضل قديم ومسؤول نقابي وبرلماني وقائد حزبي كبير ا لماء والكهرباء ، ولا يؤدي الفاتورة الحقيقية ؟ .كيف لايصبح مصلح العجلات الذي لم تطأ رجله المدرسة يوما ما برلمانيا ؟ ونهب أراضي الدولة أو أراضي المستعمر بتواطؤ مع زعيم حزبي ، ثم أصبح امبراطوريا ماليا بين عشية وضحاها ، وممثلا للأمة وهو لايستطيع الحديث بدارجة أهل طنجة الى اليوم ،أما اللغة العربية فعليه أن يعود الى بطن أمه ان أراد أن يتعلمها . هذه كلها نماذج لممثلي الأمة . الأمة ،الأمة ، لاأدري ما العلاقة بين اللفظين ، فالأمة بتغيير حركة الألف من الرفع الى الفتحة يتغير معناها جذريا ، كتغيير ممثلي الأمة من مصلحين الى مفسدين ، تتعرى لفظة الأمة من فساتين الحضارة الحريرية الى قماش العبودية المهترئ . الأمة برفع الألف ، بناء وكبرياء وحضور وجودي ، والأمة بنصب الألف ، امرأة منبوذة تسحقها العبودية ، ، وترزح تحت حذاء جلاد مريض بامتصاص دم أثدائها . ربما حدث خطأ في تهجية الكلمة ، والصاق دلالة غير مناسبة بها . أو ربما هو مكر اللغة وفقهائها للتدليل على نوع الأمة التي تنبطح تحت وطأة الخوف والتوجس وتبيع حياتها ومصيرها وحقها لمجرد تنفس يستطيعه الحمير والقردة . | |
|
الشاعر محمد الوزير المشرف العام
المواضيع والمشاركات : 405 الجنسية : يمني العمل/الترفيه : شاعر ومحام - بوزارة الصناعة والتجارة تاريخ التسجيل : 10/05/2012
| موضوع: رد: وردة الاهانة ،أو وبر الشوك ...رواية -12- 17/8/2012, 12:06 am | |
| في الجزء ال 12 من روايتك ( وردة الإهانة -أو .. وبر الشوك / يطالعنا النص في قالبه القصصي الدرامي التراجيدي عن لغة حية ترسم الصوراللامرئية وتضع القارئ في جو من الخيال - الذي مايلبث أن يعود إلى حضيرة الواقع فيراه على حقيقته - خلافا لما عاشه في الجو القصصي شكرا لما أبدعت من حرفك روايتك ذات الأجزاء العديدة , ودمت متألقاً
| |
|