عطر جبينها ازهار

موضوع: عطر جبينها ازهار 31/3/2012, 12:14 pm

عِطْرُ جبينها أزهار

أحمد محمد خليل

ولي في القدس
أصوات المآذن داعبت في سكون الليل
روعة الأسحارْ
... ولي ما ليس لكم
حين يصحو الفجر
بشدو الطير
ولي في يافا أريج البرتقال
وفي عكا
لون هذا البحر
أُطارحه الهوى
كأن الموج يسائلني
صفاء الليل فوق حجارة الأسوارْ
في اللد في حيفا
وفي الرملة
بلادٌ تحفظ الأسرارْ
لي ما ليس لكم
لي مِشية الفلاح في أرض الجليل
تغازل مَشيَهُ الأطيارْ
يا بلادي أنت رائعةٌ
كانكسار الشمس
في أحضان لؤلؤة وجمان
إدمان حبك يا وطني
كم عذب يا ولدي هذا الإدمان
للنقب جمال البدر
في ليلي الجميل
لصوت الناي
عزف الربابة والمزمارْ
إدمان يا عبد الرحمن هوى وطني
ونسيبة للروح نشيدٌ
وخليل أحلى أُغنيةٍ
وأويس يغار من وجنتيه الغارْ
لي ما ليس لكم
لطعم الخبز من يديّ أُمي
كالعطر يديّ أمي
حين أُقبلها
أحلى من الشهد
عطرُ جبينها أزهارْ
في راحتيها أريج الياسمين
ولي فيك يا وطني
أبي الذي من تراب الأرض
يصنع الإصرارْ
يعلمني
يذكرني
أن الأرض لمن يعشقها
ولي ثمار ترابي
لطعم التين والصبارْ
لي كل ما أشتهي
وطنٌ
أرضٌ
سماءٌ
لتراب الأرض في وطني عبقٌ
حتى الأحجارْ
ما فوق الأرض جميل
ما تحت الأرض دليل
ولي بياض اللوز نوّر في أرض الجليل
ولي الجداول والغدير
مثل هذا اللون يسحرني
إذا ما سنا البدر وزّع الأنوارْ
أي تراب مثل التبر
يَنبُت الزهر
تورق الأشجارْ
وأنا وطني
لون هاتيك السنابل
ذهباً
حين يداعبها النسيم, تداعبه
تمايلت , تنحني
تقبّل الأرض ...
تودعها ...
حتى السنابل في بلادي تعشق أرضها
راحت تؤدي تحيتها الأخيرة
هذي السنابل فوق أرضي تنحني
لكنها..
تذكر يا عبد الرحمن
تأبى الانكسارْ
في الأفق بشرى
وإن طال الانتظارْ