واقفة بين شهقتي عذاب أنتظر عودتك
أتجرع الصمت سيمفونيات من الوجع
تتراقص روحي المذبوحة على جمر البعد
أيها الموشوم بالصدق أهديكَ نفسي وبعضُ حلمي المغتصب
ما تزال عيون الناس حولي ينتظرون ساعة الرجم
أناديك بصوت أبكم وروحي تغتالها رعشة البعد
أرتدي معطفك الأسود الذي تركته لي ذات فراق
وفي جيبه تركت لي ذاكرة العشق
أستنشقها ذات حنين
أرسم عينيك وأصنع من تفاصيلك اليتيمة
وجها لقلبك البريء
أحفر على جدران هذا القلب بداية تاريخي
وأنقش تفاصيل موتي
أيتها النوارس الجريحة لا مسكن لكِ هنا
فأي حياة ستعيشين من بعده
أي هواء ستتنفسين بعدما أغلق بابه وراءه
حلقي وابحثي عنه لتجديه
إن وجدته لا تأتي به نحوي
خذيني إليه وارميني بين يديه
أغلقي أبواب سمائنا علينا
وأسدلي ستائر نوافذنا
كي لا يخطف القمر سحر عينيه
يا سيد الأوجاع شرع لي أبواب قلبك
أحفر لي فيه قبرا لروحي لأحتضن فيه بعضا منك إلى الأبد
وما زالوا يتمتمون وتتعالى ألسنتهم
يغرسون نيرانهم بجسدي
ولم يدركوا بعد أن الجسد لا روح فيه
ينادون فرحين والنيران تقتات عليه
وما علموا أن روحي تبحث عنك
لتلقي بنفسها بأحضانك وترقد بأمان في قلبك
ترقد في مثواها الأخير
لينتهي حينها هذياني وأبدأ رحلتي الأخيرة معك من جديد