جرير بن عطية اليربوعي التميمي.
ولد في اليمامة عام 33 هـ ، ويكنى بـ "أبي حزرة" ، كان فصيح اللسان مطبوعاً على
الشعر من صغره واظهر حدة وشدة على خصومه من القبائل التي كانت تخاصم قبيلته حتى
عظم شأنه وعلا مقامه ، وكان إذا هجا افتخر وجعل من الفخر وسيلة لتذليل خصمه ولم يكن
فخره نابعاً إلا من نفسه وشاعريته وإسلامه وقومه . فهو القائل في فخره بإسلامه ومُضريته:
إنَّ الذي حَرَمَ المكارم تغلِباً جعل الخِلافة والنّبوة فينا
ثم يفخر على جميع الشعراء بقوة شاعريته ويتغلبه عليهم:
أعَـدَّ اللهُ للـشـعـراءِ مني صـواعِـق يُخـضعون لها الرّقابا
كما يفخر بقومه وذلك في القصيدة الشهيرة التي كانت تسمى الدامغة لأن جريراً دمغ بها
الراعي ، أي أصاب دماغه، نذكر بعضاً منها:
تَـطُـولُكُمُ حِبالُ بَني تمـيمٍ وَيَحْمي زَأرُها أجـَماً وغَابَا
فلنْ تستطيع حَنظَلتي وسعدي ولا عَمْري بلغت ولا الرِّبابَا
قـُرومٌ تحْمِل الأعْباءَ عنكم إذا ما الأمرُ في الحَدَثَانِ نابَا
هُم مَلَكوا المُلوكَ بذاتِ كَهْفٍ وهُم مَنَعوا مِنَ اليَمَنِ الكُلابا
يَرَى المُتَعيدونَ عَلَيّ دوني أُسُودَ خَفِيّةِ الغُلْبِ الرّقَابَا
(إذا غَضِبت عليك بَنُو تميمٍ حَسِِبتَ النّاسَ كُلّهُمُ غِضَابَا)
ألَسْنـَا أكْثرَ الثّقَلَينِ رَجْلاً ببَطْنِ مِنىً وأعظَمَهُ قِبَابَا
وأجْدَرَ إنْ تَجاسَرَ ثمّ نَادىَ بدَعوىَ يالَ خِندِفَ أنْ يُجَابا
لَنَا البَطحاءُ تُفْعِمُها السّواقي ولم يَكُ سَيْلُ أوْدِيَتي شِعَابَا
فَما أنْتُم إذا عَدَلَتْ قُرُومي شَقَاشِقَها وَهافَتَتِ اللُّعَابَا
تَنَحّ فَإنّ بَحْري خِنْدِفيٌّ تَرَى في مَوْجِ جِرْيَتِهِ عُبَابَا
بِمَوْجٍ كالجِبالِ فَإنْ تَرُمْهُ تُـغَرَّقْ ثمّ يَرْمِ بِكَ الجَنَابَا
فما تلْقَى مَحَلّيَ في تَميمٍ بذي زَلَلٍ وَلا نَسَبي ائْـتِشَابَا
عَلَوْتُ عَلَيكَ ذِرْوَةَ خِندِفيٍّ تَرَى مِنْ دونِهَا رُتَباً صِعَابَا
لهُ حَوْضُ النّبيّ وساقِياهُ وَمَنْ وَرِثَ النّبُوّةَ والكِتَابَا
وَمِنّا مَنْ يُجِيزُ حَجيجَ جَمْعٍ وَإنْ خاطَبْتَ عَزّكُمُ خِطَابَا
ستَعْلَمُ مَنْ أعزُّ حِمىً بنَجْدٍ وأعْظَمُنَا بغَائِرَةٍ هِضَابَا
أعُزُّكَ بالحِجازِ وَإنْ تَسَهّلْ بِغَوْرِ الأرْضِ تُنْتَـهَب انْتِهابَا