ماذا أعددنا لرمضان

رمضان على الأبواب..كيف نستقبله ؟ وماذا اعددنا له ؟

لرمضان عند المسلمين وضع مميز يختلف عن بقية شهور السنة !!

كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان، فهم يفرحون بقدومه، حيث يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو اللهو ثم يدعون الله أن يتقبله منهم.

و يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن،كما كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان، وإطعام الطعام للمحتاج وتفطير الصائمين مراعاة للأجر وتوطيدا للعلائق الاجتماعية.

لقد كان رمضان جهادا شديدا للنفس.

لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والتكريم، فهو الشهر الذي اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل الى نور الإيمان.

رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الخطايا والسيئات.

وهو شهر تجديد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة ومن جميع الذنوب والخطايا.

لذا ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيام يومه وقيام ليله إيمانًا واحتسابًا لمرضاة الله؛ فتصوم جوارحنا عن الآثام من قول او نظر محرمين لنفوز بالمغفرة والعتق من النار.

كما ينبغي أن نحافظ على آداب الصيام ومنها تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تأكدنا من غروب الشمس، كما يتوجب علينا الاستزادة من أعمال الخير ،وأن يضبط الصائم أعصابه عند الغضب وأن يقول إذا شتمه أحد: «إني صائم» فلا يسب من سبه ولا يقابل الإساءة إلا بالتي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله.

ويجب علينا الإخلاص لله عز وجل في جميع أعمالنا من صلاة وصيام فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحًا وابتغى به وجهه.

وكذلك ينبغي على المسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام الليل في رمضان احتسابًا للأجر والثواب حيث قال عليه الصلاة والسلام : «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» كما ينبغي أن يقوم المصلي مع الإمام الى أن ينتهي ليكتب له قيام ليلة إذ يقول الرسول الكريم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).

كما يتوجب على الصائم أن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار اتباعًا للسنة وطلبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان ويفضل الاعتكاف في العشر الأواخر في المسجد.

وينبغي للمسلم الصائم أن يعيش مع القرآن تلاوة ومدارسة مع الآخرين في رمضان وغيره بتدبر وتفكر وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى: )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) ،كما قال صلى الله عليه وسلم «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».

وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء ليلا ونهارا في حال صيامه وعند سحوره وعند إفطاره، وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين.

ابو العلاء

كل عام وأنت بخير
أنشاء الله رمضان القادم سنستعد له بأحسن ما يمكن
وأنشاء الله يعيده على الجميع بالخير والبركة