ذو النون

يقول الله جل وعلا في سورة الصافات؛

(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ. فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ. وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ. وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).

ويقول في سورة الأنبياء:

(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).

في إيجاز قرآني شديد معهود من القرآن الكريم يبين الله عز وجل قصة سيدنا يونس عليه السلام(صاحب الحوت).

يؤكد الله جل وعلا أن يونس كان من المرسلين،أرسله الله الى قومه يدعوهم الى الطريق السوي المستقيم إلا أنهم وكعادة الكافرين كذبوا وصدوا عن ذكر الله فضاق صدره بتكذيبهم له فغادرهم مغضبا آبقا - وأبق بمعنى هرب-،وقاده غضبه الى شاطئ البحر حيث وجد سفينة مشحونة أي مملوءة أناسا وبضاعة فركب بها وفي وسط البحر لعبت الرياح والأمواج بالسفينة فكان ذلك عند القوم علامة على أن أحد ركاب السفينة مغضوب عليه لخطيئة ما وعليهم أن يلقوه في البحر لتنجو السفينة.

واقترعوا على ذلك فخرج سهم يونس وكان معروفا بينهم بالتقى والصلاح إلا أن سهمه تأكد خروجه ،فألقوه في البحر،فأرسل الله حوتا التقمه وهو مليم أي مستحق للوم لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها قبل أن يأذن الله له بذلك.

وعندما استقر في جوف الحوت شعر بالضيق فسبح الله كثيرا بقوله(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فسمع الله دعاءه واستغفاره واستجاب له وأمر الحوت فلفظه وذلك لكثرة وشدة استغفاره ولولا ذلك لبقي في بطن الحوت الى يوم القيامة وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى{فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}.

وعندما لفظه الحوت خرج الى شاطئ البحر عاريا عليلا فأنبت الله عليه- بلطفه وكرمه- شجرة اليقطين لتظله بورقها العريض وتمنع عنه الذباب الذي يقال أنه لا يقرب هذه الشجرة. (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) ويقال أن وعلة كانت تأتيه صباحا ومساء تسقيه من لبنها .

وعندما استكمل يونس صحته وعافيته أعاده الله الى قومه الذين تركهم مغضبا منهم- وكان عددهم يزيد على مائة ألف- والذين خافوا العذاب الذي أنذرهم به فآمنوا واستغفروا الله وطلبوا العفو منه فآمنهم الله وعفى عنهم ومتعهم بما لديهم الى نهاية أعمارهم. (فآمنوا فمتعناهم إلى حين).

ابو العلاء

تحياتي لك

(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين
ربي ارزقني الذريه الصالحه وارحم والداي كما ربياني صغيراً

مشكور على الموضوع

تقبل مروري