انفرط العقد كليا بين حلفاء الأمس الذين أرادوا تغيير وجه الشرق الأوسط على ظهر الدبابة الأميركية أو عبر الثورات البرتقالية والمخملية التي يبدو أن صلاحيتها قد انتهت مع انتهاء الدعم لأدوات الهجوم الأميركي على العالمين العربي والاسلامي. نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام، لعب دوراً محوريا ضمن مجموعة أنيط بها إسقاط النظام في سوريا، فالرجل استقدم إلى باريس قبيل انتهاء ولاية الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في سياق المخطط الأميركي. في حينه كان خدّام يؤكد أن "بشار الأسد لن يبقى في الحكم أكثر من أربعة أشهر"، وشكل حكومة ظل قبيل تأسيس ما يسمى جبهة الخلاص مع صدر الدين البيانوني، منسق عام جماعة الإخوان المسلمين في سوريا برغم اعتراض الكثير من كوادر وأعضاء الجماعة على التحالف.
في هذا السياق ، تؤكد مصادر فرنسية وعربية في باريس أن معركة قضائية تدور رحاها حاليا بين خدّام ونازك الحريري على خلفية مطالبة أرملة الرئيس الراحل رفيق الحريري للأخير بإخلاء قصر الدائرة الثامنة في باريس على أساس أن العائلة قدمته ليسكن فيه موقّتا قبيل عودته "المظفرة" إلى دمشق التي لم تحصل.
وتؤكد المصادر ذاتها أنه جرى تقديم القصر الذي اشترته عائلة الحريري من وريثة (اونازيس) الملياردير اليوناني الشهير بمبلغ 20 مليون يورو بشكل موقت.
من جهته يقول خدّام ان عائلة الحريري اشترت له هذا القصر ضمن ما أسماه التعويضات عن أملاكه في سوريا والتي اتفق عليها مع العائلة ومع شيراك، حيث دُفع له مبلغ سبعة ملايين دولار مقابل بعض ممتلكاته على الساحل السوري ووُعد بمبالغ أخرى.
وتتابع المصادر أن السيدة نازك تؤكد امتلاكها للقصر، وعلى وضعية الاعارة وتطالب خدام بإخلائه حاليا بحجة حاجة العائلة إليه.
وتشير المصادر المذكورة إلى أن خدّام يدفع حاليا ثمن التقارب السوري السعودي الذي انعكس مصالحة بين آل الحريري ودمشق، وتوجت بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، كما تؤكد أن السلطات الفرنسية قد قيدت حركته ومنعته من التواصل مع وسائل الإعلام أو التحرك السياسي منذ وصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى قصر الإليزيه ربيع عام 2007.
يذكر أن خدام كان قد غادر إلى فرنسا بحجة كتابة مذكراته عام 2005 ثم أعلن انشقاقه في كانون الاول/ ديسمبر من العام نفسه من مكان إقامته المتنازع عليه حاليا في باريس!