لم يكن يدرك أن الوقت قد توقف لحظة أو دهراً ! وهذا الدرب ، وذاك الكرسي الخشبي باتا غريبين عن عينيه المحملقتين في كل شيء… أحسب أن الدم في عروقه يحاول أن يهرب … وأن محجري عينيه ضاقتا كثيرا …ربما عادت إلى نفسه إرهاصات ليلته المأفونة في تلك الزاوية ..حيث قبع في انتظار دوره …من أنت ؟ ماذا تفعل في هذا الوقت ؟ لم يستطع التحكم بدقائق متبقية من لقائه !!! كأن اللحظة قد تاهت أو ربما لم تعد تتعرف عليه لدى اللقاء … هذا الفيض المباح المعلق في نظراته المتأرجحة … وتلك الوقفة قد أصابها الانهيار ، لم يعد يقوى على الوقوف مطولاً..؟ الانتظار قاتل …………. أحس أن جسده بدأ يفقد توازنه ، وأن عقله لم يعد يميز الأشياء……….. أو…لم تعد تتراءى له إلا صور ضبابية الملامح ، رمادية ، ثم يشوبها سواد حالك… وأحس أن صوت الساعة بدأ يعلو رويدا رويدا…حتى بات صداها يصيبه بجنون اللحظة! لم يعد قادراً على التركيز…الصور تتداعى أمامه مسرعة الخطى… ربما نسيت الموعد !؟ أو ربما المكان لا يناسب نظرتها الخجولة !؟ حدق في الساعة مرارا…..ربما !؟ التوقيت …أجل التوقيت قد اختلف باختلاف الفصول ! ضرب على رأسه …التوقيت …حقا ..لابد أن أسأل أحدا . استوقف أحد المارة ، وسأله متلعثماً : التوقيت ؟ هل هناك فرق بالتوقيت بين البارحة واليوم ؟! - نظر إليه بشزر وهز رأسه متابعاً سيره. أعاد التحديق إلى ساعته محدثاً نفسه : الحق علي ، كان لابد عدم الأخذ بنصيحة صاحبي …وأشتري ساعة تظهر التوقيت في كل البلدان !!!؟
حسام الحميد
المواضيع والمشاركات : 777 تاريخ التسجيل : 27/04/2009
موضوع: رد: تداعيات الانتظار 13/12/2009, 3:21 pm
دائماً ما يكون الأنتظار صعب ولكن الأصعب ان يكون لديك ساعة تراقب بها الأنتظار
شيء صعب
كلمات ممزوجة بالغرابة كلمات تتكتك على وتر السمع كتكتكات عقرب الثواني في ساعة جدي القديمة تك تك تك تحياتي لك ماهر
أحمد الحميد
المواضيع والمشاركات : 430 الجنسية : Syrian العمل/الترفيه : sales تاريخ التسجيل : 09/05/2009