جاء من أقاصي سويداء قلبه المكلوم، يسعى لإضرام نار مستعِرة تحرق هبل ذكراها الواقف على حطام كرامته النرجسية المهترئة .
فتك بصورتها المهلهلة، و دمر بقايا طيفها العاري ، فصير تاريخها البربري هشيما تذروه الرياح، فسافس كذبة يائسة تلاشت في حقارة الوجود.
أحس بنشوة الإنتقام تعتريه وهي تتبخر بخارجيته...
نشوة تحولت إلى قشعريرة الخلاص الموؤود، وهو يرى قارورة العطر التي أهدتها إياه يوم التقى القلبان ، متربعة على مكتبه في استعلاء.
هرول إليها، حملها كالجمرة المتقدة بيده ،والخوف يكسوه ثوبا أن تشق طريقها الى قلبه السقيم.
وفي اللا لحظة .....
فكروما قدر!! فتركها تندحر من بين يديه لتصل الى الأرض منكسرة، قد ثناثر عطرها في أرجاء غرفته، و في خلاياه أيضا , وما إن استنشق العطر، حتى وجد مسك جسدها الأقحواني كالسوس ينخر ذاته، و يبعث عذاباته من مقابر الحاء والباء.
[/size][/b]