قصة ايمان بصير " لي صديقة اسمها شجرة" للأطفال، صدرت القصة عام 2005 عن منشورات مركز اوغاريت الثقافي في رام الله، زينتها رسومات بريشة انصاف الحاج ياسين، وهي غير مرقمة الصفحات .
تهدف القصة الى لفت انتباه الاطفال الى الاشجار، وضرورة الحفاظ عليها، بل ومصادقتها والتقرب منها، والقصة تحمل في طياتها عدة معلومات للاطفال منها: تكثف بخار الماء الناتج عن التنفس شتاءً على زجاج نوافذ البيوت، مما يحجب الرؤية الى الخارج، وان الاشجار لا تتحرك من مكانها، واذا ما الححنا في المحاولة على تحريكها، فإنها قد تنكسر، وان الاشجار تموت اذا ما خرجت من الارض .
وبما ان بطلة القصة الطفلة ريم ترغب في ان تكون بجانب شجرتها، فإن والدها وجد حلاً لذلك بأن يربط حبلا على ساق الشجرة، ويربط طرفه الاخر بنافذة ابنته، لتبقيا- ريم والشجرة- على تواصل، وهذا حل يعجب ريم ويشعرها بالسعادة، لانها اصبحت على تواصل دائم مع صديقتها الشجرة .
والسؤال هنا: هل توصل القصة الأطفال الى الأهداف التى توختها الكاتبة، وهي ضرورة العناية والحفاظ على الاشجار؟
وباستعراض ما يجري على ارض الواقع في بلادنا من ربط الأشجار بالحبال كفيل بالرد ايجابا او سلبا على ذلك، فنحن نشاهد كثيرا من الآباء والأمهات يربطون حبلا في شجرتين أو عل غصن كبير، ليشكل أرجوحة لأطفالهم، لعدم وجود أرجوحة للاطفال، كما ان بعض النساء يستعملنه لنشر الغسيل، وفي احيان كثيرة يربطن حبلا بنافذة البيت، وطرفه الآخر مثبت في ساق شجرة أو على جذع ضخم منها لنفس المهمة، وفي جميع الأحوال فان الحبل يدخل في لحاء الشجرة، أو في غلاف"قشرة" ساقها أو جذعها، مما يلحق اضراراً كبيرة بالشجرة، قد تؤدي بها الى الشلل الكامل أو الجزئي، وهذا ما لم تنتبه له الكاتبة، وبالتالي فإن مضمون القصة يتناقض مع الحفاظ على الأشجار.