يومياتي..............
( 4 )
عندما يشعر بالجوع ، أعرف أنه لزاما ً علي ّ أن ألوذ بالصمت ....وأن أنظر في ( الدرب ) والعواصف الرملية على امتداد الطريق وعرضه ....
هذه المرة غيّر وجهة السيارة بالاتجاه المعاكس ....توقف عند ذات المسافة ، أطفأ محرك السيارة مسرعا باتجاه المطعم ( التركي ) ...تبعته ببطء وتثاقل ، لأنني مدرك تماما أن ما تقدمه المطاعم لا يرقى البتة إلى ما تعده أنت أو زوجك أو أمك في البيت ....
يحثني على السير ، وكأني به يقول : قبل أن تعود ( الأسماك ) إلى عمق البحر ...وقبل أن ينبت الريش في ( فروج ) المطعم ...!!!
- رويدك ماهذا ؟
- ما تقصد ؟
- أقصد ..هذه الأشجار المقطوعة بهستيرية !!!؟؟
- فهمت............ادخل إلى المطعم وسوف أحكي لك قصة هذه الأشجار المقطوعة ...
- لن أدخل قبل أن ..
- ( مقاطعا ) قبل فترة عمل هنا في هذا المطعم ( تركي ) فترة طويلة ، اعتنى بالمطعم ، وزرع هذه الأشجار ....وزرع معها ثقة رواد المطعم ...ولما اختلف مع ( كفيله ) قام بقطع الأشجار على هذه الشاكلة الجنونية وغادر إلى بلده ( تركيا ) ..
- وماذنب الأشجار !!!!
- وقطع أيضا زبائن المطعم من القدوم إليه .............
تابعت المسير إلى داخل المطعم ...
- وهذه العمالة من أين ؟
- أتراك ...من نفس طينة العامل الذي قطع الأشجار .......
...........................!!!!!!