عندمـــا يبكـــي ( الرجـــــل )...بقلم : محمد بسام مصطفى البني مساهمات القراء
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم
تتساقط الدموع من العيون ، في بعض الأحيان تتصل ببعضها لتشَكل شلالا غزيرا يتحول الى نهر ،
اعتدنا جميعنا رؤيتها على وجه الأنثى ابتداء من الأم أو الأخت أو الزوجة أو الحبيبة أو الطفلة نتيجة ظروف نفسية ألمَت بها و في بعض الأحيان ظروف جسدية قاسية كتعرضها للضرب مثلا و انتهاء بمن امتهنت البكاء دون سبب لجني العطف ممن يراها بحيث تصل إلى مرادها مستخدمة أسهل الأساليب و هو البكاء و في هذه الحالة يقال لها دموع التماسيح .
كلنا و بالطبع يعلم أن أول انعكاس للأخبار الحزينة أو الظروف القاسية تترجم عند الأنثى على شكل دموع تفيض من مقلتيها و في بعض الأحيان تكون تلك الدموع منعكس لأخبار سارة فلا تتمالك نفسها عن التعبير و سرعان ما تجد الدموع تتطاير من عينيها و تتصل مع ابتسامة حلوة .
لكن هل الرجل تقاس عنده ردة الفعل بالتعبير عن طريق البكاء كما تقاس عند الأنثى ؟؟؟
عادة نربط كلمة أنثى بالحنان و نربط كلمة رجل بالقسوة ، فنلاحظ أنه يعاب على الرجل بكاءه بينما نتعاطف مع الأنثى عندما تبكي فهل هذا صحيح ؟
هل كل الرجال سواسية في ردة الفعل على الأخبار الأليمة و المحزنة ؟
هل مطلوب من الرجل أن يكون صخرة أو جبلا لا ينهار مهما كانت الظروف مؤلمة ؟
أليس الرجل كالأنثى كومة من الأحاسيس و بركانا قد يثور و تنطلق الحمم فيه بلحظة يفقد فيها السيطرة على نفسه فيجهش بالبكاء و يستسلم لأن يترك نفسه تعبَر بالدموع عن ألمه و حزنه ؟
كيف يمكن للرجل أن يعبر أو أن يترجم أحزانه ؟
لو أتينا بإبرة ووخزنا رجل ثم أنثى هل يجب ان تصرخ الأنثى و يصمت الرجل ليكون رجلا ؟
ألف سؤال و سؤال تجتمع في صندوق أفكاري العتيق ، فأنا رجل عندي من الحساسية الكثير خاصة بالتأثر بالظروف المحيطة ، و أجد نفسي في بعض الأحيان بخجل عارم عندما أحس أن الدموع بدأت ترحل عن عيني لتبدأ مشوار جدول صغير يسري على خدي ، و أكثر ما أجد نفسي بحالة خجل معيبة عندما أكون مجتمعا مع أمثالي من الرجال في مأتم أو جنازة فأذهب بوجهي بعيدا أحاول مسح تلك الدموع ، ثم أحاول أن أبتلع غصة مؤلمة و أعاني ما أعاني لأتجاوز الموقف .
لا أنسى يوم كنت أشاهد حلقة من مسلسل ( مرايا على ما أعتقد ) كنا نتناول وجبة الغذاء و كانت الحلقة تحكي عن ثلاثة أثرياء جلبوا فقيرا ليسليهم و يضحكوا عليه و على قصصه ، و بدؤوا بالتطاول على شخصيته و تناوله بألقاب مهينة ، أولادي يضحكون لم يقرؤوا ما بين السطور أما أنا فأحسست بدمعة تسير مسرعة خرجت من عيني معلنة دقائق حزن يجب أن أعيشها ، توقفت عن الطعام و أحسست أن شيئا كبيرا في حلقي يكتم صوتي كمن يحاول إدخال فيل في ثقب إبرة ، حاولت إخفاء دموعي تألمت على ذاك الفقير لم ينتبه لي أحد ، أحضرت منديلا بسرعة و مسحت دموعي ، كانت ابنتي توجه لي حديثا لم أرد كيلا تحسَ بأن صوتي قد تغير لكني تأثرت كثيرا .
يوم خطف الموت ابنتي أحسست أنني سأنفجر بكيت بأسلوب فظيع لم أكترث لمن حولي فعندي عذري بالبكاء و ليس عيبا علي أن أبكي في هكذا موقف ، لكني أحسست يومها أنني أبكي لأسباب عدة ، فأنا فقدت جزءا مني ، و من أجل ألف سبب آخر ، قد أكون يومها قد أفرغت يومها جزءا كبيرا من أحزاني بالبكاء في ظرف لا أحد يستطيع أن ينتقدني فيه .
يوم افتقدت أمي بكيت لكني عانيت من شح بالدموع فبكيت بصمت مؤلم ، كل من حولي كان يقول لي اصبر يجب أن تكون أقوى ، آثرت حينها أن أمتنع عن البكاء ، فوجدت نفسي لست قادرا على أن تذرف عيني و لو دمعة واحدة ، اكتشفت حينها أن البكاء بصمت أصعب من البكاء بدموع .
أما في حياتي اليومية فلا أزال أعاني من شدة تأثري بالمواقف ، أجد نفسي في بعض الأحيان أعيش اللحظة مع الآخرين فعندما أرغب بمواساتهم لا تبخل عيني بالدموع و عندما يفرحون أحس بأن للدمع نشوة عارمة تسكن عيني و تسألهما سيلا من دموع الفرح ، لذلك أصبحت أفضل الابتعاد عن المشاركة في مناسبات الآخرين ، أخاف دوما أن تفضحني عيني ، و أفقد السيطرة على نفسي في التعبير .
في بعض الأحيان أؤنب ابني الصغير أقول له أنت رجل من العيب أن تبكي فتضحك ابنتي و تقول لماذا أنت تبكي عندما تشاهد فيلما مؤثرا و حزينا ( ما إنت بتقول هدا تمثيل مو حقيقة ) ؟
أخجل و لا أعرف كيف أستطيع أن أبرر لها تصرفي ، لكني أبتعد في بعض الأحيان عن مشاهدة أشياء مؤثرة في التلفاز ، كيف لي أنا الوالد أن أكون ضعيفا و أتأثر بمشهد حزين أمام أولادي ، خاصة و أنه يتوجب علي بعض الأحيان القسوة للتقويم في تربية الأولاد .
أما زوجتي فبعد أن أصرخ في وجه أولادي تضحك و تقول لي أنت حنون ، لماذا تصرخ في وجههم و تضربهم - مع أنه لا يعتبر ضربا بالنسبة للآخرين - ألا تبكي بداخلك من أجلهم ، ثم تكرر لي كلمة بالعامية ( يا حبيبي الحنون على طول مشرشح بتفضحوا دموعو ) .
أدعو الله لكم جميعا أن تظللكم السعادة على مدار الأيام .
منقولة .. وكما جاءت حرفياً للأمانة ..... . تأثرت بها كثيراً واعجبتني الفكرة
طريف مشوح
المواضيع والمشاركات : 239 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
موضوع: لماذا لا يبكي الرجل 24/8/2008, 9:26 pm
لماذا لا يبكي الرجل؟؟
من قال أن الرجل لا يجب أن يبكي ؟
أليس الإنسان من لحم ودم ؟
أليس الإنسان بعمومه ... ذكرا كان أم أنثى .. كتلة من الأحاسيس والعواطف ؟
إن البكاء متنفس طبيعي لمرجل يغلي داخل الإنسان ...يتوجب أن يخرج بخاره كي لا ينفجر ولو
بشكل دمعتين ؟
كون الرجل رجلا لا يعني كونه متبلد الأحاسيس جامدها .. ولا يعني كونه بلا عاطفة ، فهاهو الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما توفي ولده إبراهيم ... تدمع عيناه أمام الجميع ويقول إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع ولو كان البكاء عيبا بحق الرجل لامتنع الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك .
وهذا لا يعني انه لا توجد قلوب غلف قاسية لا تعرف المحبة أو العاطفة أو الرحمة .. يروى انه بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين .. فهذا يطوق عنقه .. وذاك يقفز على كتفيه .. وهو - فداه أبي وأمي -مستمتع معهما .. يلاعبهما ويقبلهما فرآه احد الجالسين في المجلس فكبر عليه ذلك وقال للرسول عليه الصلاة والسلام : اتقبلهما يا رسول الله !!!والله إن لي عشرا من الأولاد ما قبلت أحدا منهم قط .
فماذا أجابه الرحمة المهداة ؟ هل اعتذر منه ؟؟
هل قال له آسف لقد ارتكبت خطأ ؟؟ لا...نظر إليه وقال له وماذا افعل إذا كان الله قد نزع الرحمة من قلبك ؟..
أعود فأقول إن البكاء أمر طبيعي في حياة الإنسان اليومية .. فانا تبكيني دمعة طفل ... أي طفل .. حتى لو كان في الطريق .