للأرض أن تبلع ماءها
وللنّاجين من الطوفان
أن يرمقوا غضب الغيم الآتي
لهم أن يزرعوا في طميهم ذرة
أو يعجنوا بالشمس زهرتها
حتى إذا وقفوا
ظلّت تدور بهم كلّ جهات الأرض....
ما كان لأمّي في غمرة الأوجاع
أن ترمق لون شعري
ولا أن ترمق خطوط العمر في كفّي
ولا حتى خطوط الحظّ
ها يبتدي عمري هنا.
وها حيني هنا ،
فكيف يمتدّ إذن هذا الذي للحظّ
أشواطا هنا من بعد ما أقضي؟
لعلّ حظّي في موتي إذنْ
أو موتي في حظي...
ولهذا كان لا بدّ أن يمتدّ هذا الخطّ
بعد الموت أشواطا
وخطّ العمر منقصف هنا
في منحنى حتفي...
لم تنتبه أمّي لخلاصة الأيّام في كفّي
كانت يداي ملطختين بالدم
يوم افترقنا
و معفّرتين بالترب في صغري
وبالصّمغ تحت جناح سيّدنا
وبالحبر عندما جاءت مدرّسة التاريخ
وأجبرتنا على رسم خريطة للعالم النامي
لهذا، لم تكن أمّي لتعلم شيئا عن حظّي
ولا عن موتي الاتي قريبا
كانت ستفزع حتما
كما نوح على ولده
كانت ستبني لي
في غاب أضلعها لوحا
كي لا يقارعني الطّوفان ولا
يقتاتني سمك
وكانت ستحتال على كفّي كيما
تمدّ في خيط النّجاة وكي
توازن بين الحظ ّ والعمر
كما الشمس وزهرتها
لكنها رحلت لتتركني بلا عمر ...
رغم انقشاع الغيم
فوزية العلوي