رحل عنا ذلك الخريف ... حزم اوراقه الصفراء ... و سافر مع آخر هبةِ رياحٍ كانت تتهادى تحت شرفتي...
كان العصرُ كهلاً في مدينتي ... و رائحة الخبز الطازج الهاربة من مخبز الحي ... يذكرني بجدتي ... و صباحاتها المنعشة.
دندنتُ لحناً فيروزياً بعيد الذكرى...
و رأيت وجهه الأسمر جاءني مبتسماً ... مبشراً ... كما العادة...
أرهقت عيناهُ هموم ... لا يجعلني أحس بجهاده و هو يخفيها ....
قفزت الضحكة ُ في عيوني ... و صغرتُ سنوناً و أنا أركض نحوه ...
يااااالله...ما أطيب كفه حين لامس كتفي و ربت...
ناولته فنجان قهوته ... و كأس ماء ... غازلني بعيناه الضاحكتان ... دس يده في جيبه ... و حاول تشويقي...
فأخرج لي مشطٌ فضي ... و سواراً وردياً...
رقصتُ فرحاً بهما ... كما فراشة ً تحلق حوله ... و هو مشكاة البيت...
أبي ... يا من تبحر في عوالم الطيبة ... و مرساتك راسخة ً في قلبي ...
أعلم اليوم أنك أهديتني ... بنٌ و قمحٌ ... و أحلاماً وردية ....
و هبتني القوة من بسمتك ... و الكرم من كفك ... و توجت أفكاري بنجومٍ فضية.
أيسر عماد الربيعي
4-12-2010 4:30 ص
- المرفقات
- خريف4.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (24 Ko) عدد مرات التنزيل 2