إيناس مفتاح مشرف
المواضيع والمشاركات : 16 الجنسية : تونسية العمل/الترفيه : ماجستير في اللغة و الأدب و الحضارة العربية،أستاذة مساعدة متعاقدة:المعهد العالي للغات حي الخضراء تونس.:القلم هو مكمن الترفيه و الألم في آن واحد تاريخ التسجيل : 10/09/2010
| موضوع: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 10/2/2011, 12:24 am | |
|
... و لـم يبـق لنـا ســـوى الذكـــرى...
كيف سأبدأ الكلام،و الكلمات في الحلق ترفض الخروج و التعبير؟ كيف ستكون البداية؟لأنّنا دائما نخطئ البداية فنتقبّل نهاية لا نريدها أو لم نتوقعها أبدا. من أين سنبدأ المسير و إشارات المرور لا ترحم الجامدين و لا الضرير منّا. كيف و من أين سنبدأ؟و كيف و أين ستكون النهاية؟ سؤال يطرح في كل مكان و في كل زمان و في كل جسم ينبض بالحياة و الفعل و الحركة و العقل السليم و الواعي بكل شيء يلمسه و يلاحظه و يعايشه،فيكون هذا السؤال إنطلاقة نحو العالم السرمدي نرسمها من رؤيانا و نظرتنا الحرة للحياة و الكون. اللليل...هاته المساحة الشاسعة الموغلة في السواد تضيئها النجوم لكن رغم كثرتها فهي لا تستطيع أن تضيء الليل إضاءة كاملة فدائما الليل أسود قاتم ينبئك بالوحشة و الخوف وابتداء زمن التخيلات و الأحلام تكون خلاصة أماني أردنا أن نلمسها في الواقع في وضح النهار،و كانت محاولاتنا بعدد النجوم و حياتنا مثل الليل و لم نستطع أن ننير درب الحياة فكانت تلك المحاولات شاهدة على اجتهادنا و إرادتنا و إقدامنا على الوصول و تحقيق الأمنيات و لكننا في الأخير لا نحقق شيئا و يظلّ الليل مناط أحلامنا و تكون أحلامنا الشاهد الوحيد على تحقيق الأمنيات فنسعد لذلك و لو أنّها مجرّد أحلام و تخيلات. و تظل تلك الأحلام تدغدغنا و يظلّ الليل في صمته يسخر منّا و من سذاجتنا فيزيد في روعة الأحلام و يزيد من ضحكته الساخرة... و نظلّ هكذا بين سعيد مغتبط و ساخر متهكّم حتى يدلج الصباح فيضيء المكان و تبزغ الشمس في شكلها المستدير فتضيء كل شبر في الكون و لكننا نظلّ قابعين في الظلام،و نمكث نبحث عن الشمس و نترصّدها و لكنّها لا تأتي... و تظلّ الشمس في شموخها تسخر منا و نظلّ ساجدين على أرضنا نطلب نجدتها و حنانها و دفء حرارتها،و عندما ضاق ذرعنا صرختنا: ـ "أيتها الشمس الشامخة الساخرة عودي لأرضنا نحن الساجدين لأجل حنانك فابعثي فينا خيوط الأمل و الحياة." (و تظلّ تسخر في صمت مدقع يزيدنا سخطا و يأسا و إحباطا) ـ "أرجوك لا تصمتي قولي شيئا،إن كنت غاضبة منا سنطلب العفو و السماح، و لكن لا تصمتي فصمتك يزيد في النفس قهرا و عذابا." ـ "إبقوا في الظلام،ألا تحبّون الظلام!؟..." ـ "لا...لا...لم نعد نريده لقد ضقنا ذرعا بحياتنا السوداء و أصبحنا نطمع للنور،نورك أيتها الشمس الدافئة...فانجدينا..." ـ "ألا تعشقون الظلام؟!كيف لا؟!إنه الظلام مصدر الأحلام...الأحلام التي عشقتموها سنين و ظللتم تحبون الليل لأنّه مصدرها..." ـ "لا تسخري يا كتلة النور...عشقنا الليل لأنّه كان صديقا وفيا حنونا يسمعنا حين نناجيه...حين نخبره عن طموحنا و أمالنا و أحلامنا يحَيِّينا و يحققها في رمشة العين و يجعلنا نعيش فرحة الانتظار و لو لحين ثمّ نعود للواقع فيذهب كل شيء و النتيجة أننا عشنا لحظات سعيدة و لو كانت من وحي الخيال،و لكننا مللنا هذا الصمت،صمت الليل المتواصل،يسمع و لا يجيب،نسأله أسئلة متعدّدة و نقترح عليه اقتراحات متنوعة و لكنه يظلّ صامتا لا ينطق و لا يقول شيئا يأخذ كلماتنا يبتلعها و يلتهمها التهاما دون أن يقول شيئا...فالتقى الصمت بالسواد و أضفى على الليل وحشة أكبر،فتولّدت فينا رغبة التغيير،يجب أن نتغيّر...أن نخرج للواقع و الحياة و يكفينا العيش على الأحلام و لأجل الأحلام...فكّرنا أن نطمح لنعيش حياة الواقع لا حياة الخيال و الأوهام لذلك يجب أن نرى النور،نورك يا شمس فلا تبخلي و كوني سخية و على يديك و بإذن الله سنرقى للنور...للحياة...للطموح...للواقع...للحقيقة...و يكفينا لهثا وراء الأحلام الساذجة." و صمتنا نحن،و صمتت كتلة النور،و ظللنا نتحاشى النظرات و أصبحت الدقائق و الثواني تعدّ بالساعات،ياله من صمت رهيب،تكلمي،أو لنتكلم نحن،لكن ماذا سنقول؟! و فجأة سمعنا صوتا،إنها هي كتلة النور لقد نطقت فقالت: ـ "هكذا هو الإنسان يظلّ يلهث طول حياته وراء لا شيء...وراء الأوهام و الأحلام و يتلذّذ بالخيال و السراب،يظلّ يعيش على الأمنيات و الخيالات و يتمتّع.و يظلّ قابعا جالسا سعيدا بحياته البهية و لا ينهض إلا بعد أن يفقد الكثير و أولهم الوقت الثمين المهدور و العمر الضائع في اللاشيء فيسكب دموع الندم و الحسرة متيقنا في قرارة نفسه أنه مخطئ و خطأه أنه أضاع أياما عديدة مجنونا لا يعرف ماذا يفعل." ـ "أرجوك نحن نعترف بالخطأ فأعينينا،و المهمّ أننا اقتنعنا واعترفنا فلا تتركينا،فليس الخطأ عيبا و إنما العيب أن نظلّ على ذلك الخطأ و لا نحاول الإصلاح."
فصمتت من جديد و صمتنا نحن و بقينا في الظلمة و بقيت في نورها الباهر ننتظر الرحمة و ظلّت في شموخها تزيدنا حقدا و سخطا و غيرة... و فجأة عمّت الأنوار فأغشى أبصارنا النور الساطع لكثرة ما ظللنا في السواد القاتل...لقد رقّت كتلة النور و أضاءت حياتنا و أنعمت علينا بدفئها و حنانها،إننا نشكرك عزيزتي...إنه الأمل...إنها الحياة...إنه الطموح...إنها الروح قد عادت فأنعشتنا...لقد عادت أنفسنا الضائعة...يجب أن نكافح...أن نقاتل...أن نحيا من جديد حياة جديدة مخالفة لحياة الموت التي كنا نحياها.فالكفاح رمز للحياة،و الخيال رمز للموت و السراب...و بين الحياة و الموت حدّ فاصل ينقلك من الشيء إلى ضدّه...و من هنا سرنا في الشارع الجديد تحرسنا كتلة النور و خالقها و بإذنه تعالى و بنورها سنحقق أشياء كثيرة و سنجعل لأحلامنا و طموحنا واقعا يرسيان عليه...و في الحين بدأنا المسير و الأمل يسامرنا و يبعث فينا الاجتهاد و حبّ المثابرة... فسرنا...و سرنا...و سرنا... فوصلنا ......
و لم يبق لنا من تلك الأيام سوى الذكرى...
إينـــاس مفتـــاح 15/07/2000 تونس
| |
|
ماهر حمصي
المواضيع والمشاركات : 1138 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
| موضوع: رد: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 10/2/2011, 12:45 am | |
| و نظلّ هكذا بين سعيد مغتبط و ساخر متهكّم حتى يدلج الصباح فيضيء المكان و تبزغ الشمس في شكلها المستدير فتضيء كل شبر في الكون و لكننا نظلّ قابعين في الظلام،و نمكث نبحث عن الشمس و نترصّدها و لكنّها لا تأتي... و تظلّ الشمس في شموخها تسخر منا و نظلّ ساجدين على أرضنا نطلب نجدتها و حنانها و دفء حرارتها،و عندما ضاق ذرعنا صرختنا: ـ "أيتها الشمس الشامخة الساخرة عودي لأرضنا نحن الساجدين لأجل حنانك فابعثي فينا خيوط الأمل و الحياة."
................... ....................................... أجل .........إنه يوم تال .....وشمس جديدة .. شمس تضاحك الزهر ... وتراقص الفراشات المدى .... فكانت تونس والنهر
.... شمس ليوم تال .... شمس تعرف الزيتون تعرف العشق
سلمت تونس الخضراء
وأهلا بعودتك أيتها المبدعة المتألقة إيناس .....أهلا
مع فائق التقدير والاحترام لشعب تونس الحبيب
| |
|
إيناس مفتاح مشرف
المواضيع والمشاركات : 16 الجنسية : تونسية العمل/الترفيه : ماجستير في اللغة و الأدب و الحضارة العربية،أستاذة مساعدة متعاقدة:المعهد العالي للغات حي الخضراء تونس.:القلم هو مكمن الترفيه و الألم في آن واحد تاريخ التسجيل : 10/09/2010
| موضوع: رد: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 10/2/2011, 1:07 am | |
| السلام عليكم شكرا على اهتمامكم الصديق ماهر حمصي تحية نسوقها بكل حب و تقدير من تونس الخضراء أرض الكرامة و الحرية إلى كل الشعوب العربية النص كتب منذ سنة 2000 و لكني أحسست كأنه كتب اليوم بعد ثورة تونس المجيدة حيث بزغت الشمس بعد طول غياب و طول زمن قضيناه في ظلمة حالكة في صبيحة يوم 15 جانفي 2011 رأيت الشمس غير الشمس و النور غير النور و الطرقات غير الطرقات و الأمل غير الأمل حتى الأحلام و الأمنيات تغيّرت إذ أصبحت لها إمكانية التحقيق
عدل سابقا من قبل إيناس مفتاح في 10/2/2011, 1:20 am عدل 2 مرات | |
|
ماهر حمصي
المواضيع والمشاركات : 1138 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
| موضوع: رد: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 10/2/2011, 1:17 am | |
|
المبدعة المبدعة إيناس ... أهلا بعودتك ..... سلمتم بوركتكم..... لتونس الحبيبة كل الخير والأمن والسلام
| |
|
إيناس مفتاح مشرف
المواضيع والمشاركات : 16 الجنسية : تونسية العمل/الترفيه : ماجستير في اللغة و الأدب و الحضارة العربية،أستاذة مساعدة متعاقدة:المعهد العالي للغات حي الخضراء تونس.:القلم هو مكمن الترفيه و الألم في آن واحد تاريخ التسجيل : 10/09/2010
| موضوع: رد: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 10/2/2011, 1:53 am | |
| إن شاء الله القادم أفضل لكل الشعوب العربية كسر حاجز الخوف و لاحت الأنوار | |
|
خالد علي مشرف
المواضيع والمشاركات : 934 الجنسية : عراقي العمل/الترفيه : متقاعد//ماستر علوم تاريخ التسجيل : 30/07/2010
| موضوع: رد وتحية 11/2/2011, 12:01 pm | |
| القديمة المتجددة بصبح مضيء ايناس مفتاح لم يبقى من الخوف غير الذكرى ... كما عشقنا ونلنا لكن الخوف ان تحشر اميركا ومن تبعها الانف في احلامنا وخطواتنا وتفتح دروب جديدة لحلة كانت قد البستها بلون اخر لمن لم يبقى لهم سوى الذكرى نتمنى ان نختار خيوط الشمس لصباحاتنا ونطمح في نسيان الالام والحرمان ودعائي لامتنا العربية التي لم اعد اسميها غير ... طبق الخير
| |
|
إيناس مفتاح مشرف
المواضيع والمشاركات : 16 الجنسية : تونسية العمل/الترفيه : ماجستير في اللغة و الأدب و الحضارة العربية،أستاذة مساعدة متعاقدة:المعهد العالي للغات حي الخضراء تونس.:القلم هو مكمن الترفيه و الألم في آن واحد تاريخ التسجيل : 10/09/2010
| موضوع: رد: ... و لم يبق لنا سوى الذكرى ... 14/2/2011, 10:46 pm | |
| شكرا لمرورك الصديق خالد علي الشعوب تحرّرت ياصديقي و لن تقبل كبت الحريات و قد كسر حاجز الخوف لن نرضخ لأحد بعد الآن و نحن في تونس نشعر بهذا الانتصار في كل يوم و كل إشراقة شمس جديدة و من ذاق طعم الانتصار لن يقبل العودة إلى الخنوع و الهزيمة من جديد تحية من تونس لكل الشعوب العربية أردت أن أشير أخير إلى خطأ نحوي قد تسرّب إلى ردّك : أداة الجزم "لم" حين تدخل على الفعل تجزمه و بذلك فعل "بقي" حين تدخل عليه أداة الجزم "لم" يصبح "لم يبق" فتحذف الياء كما يمكن أن تحذف النون مثلا في "يأكلون"= "لم يأكلوا" فتحذف النون علامة على جزم الفعل. | |
|