أنتَ مقتنع أكثر مني أنَّكَ ستأتي .. أسرِع بقدر الإمكان لكي أراك أمامي كما أنت دون تجديد أو استحداث في ألوانكَ الزاهية وأفكارك المعتدلة ... لقد أصبَحَت أيامي مليئة بالأخطاء الطباعية .. ليس الذنب ذنبي .. إنه البرد من يتحكم بحركات أصابعي عندما أقوم بطباعتها .. إنّه البرد مَن يتحكم بحركة روحي ويدحرجها من هنا إلى هناك كحبة كستناء.. إنه البرد الذي يتحالف مع هيبنوس إله النوم الإغريقي ليُعلنا الحرب عليّ.
حضورُكَ جميل .. يكسر برستيج الشتاء .. ذلك الكولونيل النازي ذو اللحية البيضاء.. كم أتمنى أن يتقاعد سريعا .. لقد أصبح أصماً لا يسمع شيئا بسبب كثرة محاولات اغتياله التي ثقبت انفجاراتُها طبلتي أذنيه ونالت من سراويله العسكرية التي كان يعرضها في نشرة الأخبار المسائية ممزقةً لكي يقول للناس أنَّه مُحاط بعناية إلهية .
هكذا أراه ... وهكذا أراك ... وأنا أكثركما إلحاحا على البقاء .. هكذا أرى نفسي .. غريب بين الثلج .. وغريب بين الزهر.