تركت لسفاح انوثتها
ممارسة هواية المفضلة
وأعلنت حرب ابادة جماعية
حيث الموت لايستثني أحد
ومن ينجو ليس إلا كمن يعلق وسط حقل ألغام
لم تشهر مسدساً معاذ الله
ولاسلاحاً أبيض
ولم تستخدم حتى يديها في الإجهاز علي
فقد أوكلت بالمهمة لعينيها...
لقد أدركت لماذاأصبحت بصمة العين
بديلة للإبهام
إنها أشد بطشاً وأسرع فتكاً
أتساءل لماذا أغفلتها القوانين
ولم يتم إدراجها ضمن أسلحة الدمار الشامل
ومنع إستخدامها في غير الأغراض السلمية
كما لم أكن أعتقد أنني سأكون ضحية نظرة طائشة
ولم يكن يخطر لي
أنه سيتم تصفيتي من قبل طائرة بدون طيار...
لوكانت أطلقت علي النار
كانت على الأقل خلصتني من الحياة بقبلة قاتلة
لوقامت بطعني
كنت على الأقل أوهمت نفسي أنها تحفر في جسدي لتخبئ شيئاً ما
أوتريد غرس شجرة
لوخنقتني
كنت على الاقل فارقت الحياة مصطحباً رائحة جسدها...
لكنها على كل حال قد باءت بإثمي
عنفتني بأساليب إجرام
لم يسبق وأن تم استخدامها في عالم الجريمة إطلاقاً
حيويتها اللذيذة
دبلوماسية مفاتنها
انوثتها الملتهبة
منطقها
فكرها المتطرف
كل أشيائها
كانت تستدرجني الى هلاك مؤكد....
كانت إذا ابتسمت
أحسست أنها قد اتخذت من دمي أحمر شفاه
وإذا أخذت قارورة الماء لتشرب
شعرت أنها تشرب من دمي
وإذا لوحت بيديها
أراهما تخضبتا بدمي
وأنها لونت منه أضافرها أيضاً ...
أتذكر لحظة وضعت أحد أقلامها على الطاولة
في قاعة المحاضرات
تسللت إليه لاختلس الحديث معه عنها
أخبرني كيف يقضي أوقاته بين أصابعها
وكيف ينام في حقيبتها
بجوار علبة ألوانها ومرآ تها الصغيرة
وأنه يتحفظ على مئات الأسرار الخطيرة
وكأنه كان يسرد علي مشاريع انتحار
عضني الندم على إغفالها....
لكنني طاوعت الموت القادم من عينيها
حتى انتهى بي الأمر
وسط مقبرة جماعية
أدركت عندها
أنه لن يكون قبراً مستقلاً
كي تأتي وتضع عليه باقة من الزهور.