عندما أتأملني تهدني معاول العصور بحدّ لعناتها
وتجرفني إلى هامش اللحظة ..
أشياءٌ غريبةٌ ،تصب في أنفاس تساؤلاتي
بوقاحةٍ مقيتةٍ وترمقني بنصف عينٍ حولاء ؛
فتحيلني قشعريرةُ الاحتقار إلى فنفذٍ متجمدٍ ..
أخصفُ على نفسي من ورق الوهم
وأتسكع في شوارع الفناء ..
ثمة فضيلةٌ عاريةٌ على رصيف الذات
تمشي على استحياء
تترقب بخوف شديد
كأنها رسول أصحاب الكهف إلى المدينة ..
وثمة غرباء يرُشون " كالونيَّاتهم " على أنفاس كينونتي
وأطراف عديدة يعرجون في شخصي ..
لا داعي لفرز هذه الوجوه ما دام العقل يعاني من انفصام في ذاته ..
لابد أن تكمل مغامراتها الغجرية
ولابد لهذياني أن يستقطب كلَّ ترددات الملائكة والشياطين معاً
أيها المسمى "أنا":
في دمي حضارتك الملوثة ،ووجودك بطاقة عدمي ..
لبتني تصاعدت مع الذنب الأخير من الليل ..
ليتها حملتني الى مكان آخر ..
قالت لي ذات صلاة : الهويةُ هاويةٌ مُحترفة ..
كم أنا مغفلٌ وساذجٌ
وكم هي قريبةٌ من السَّماء !! ..
لبتني قلادة على حزنها العظيم ..
أشلائي تبعثرت بمحض إرادة الشتات ...
وبمحض إرادة الجنون
أعيش تحت أنقاض هلوساتي جميعاً وأشتاتا..
أنا واثق جداً أنني كبير في عيني اليسرى
ولا أحب ُ أن أراني باليمنى إطلاقاً
لأنني لم أمتحن ولاءها لي حتى الآن ..
سأجففُ قصائدي على حائط الصمت
كما يجففُ الصيادون القدامى أسماكهم
وسأكمل تصويري للمشهد بخفةٍ وحذر
كعدسةٍ على رأس ثعبان
عنكبوتُ الهواجس خاطت سقف طمأنينتي
بمجسماتٍ قلقٍ هندسية
كأنها ديكورات من تصميم الجنِّ
وقلبي معلَّقٌ في عين الشمس
يشحذ طمأنينته من ملكوت الدهشة الأم ..
بوصلةُ معرفتي عاطلةٌ تماماً
وأنأ فاقد الاتجاه مفقود فيه
وجلدي ينفرد مني بشدة
والجاذبية ُ خارجةٌ عن القانون
وبُرجي يهوي في غيبوبةٍ عميقة..
مغموسٌ في وحل الواقع
هل أستسلم للواقعية ؟
هل أعطيها توقيعي ؟..
سأدون ملاحظاتي - باختصار شديد- تحت لساني
وأعضُّ خنصر يدي اليمنى ..
أيها الكلبُ المتأمل :
كيف تراني في نظرك ؟!
ياقطعة الثلج :
كوني جهنميتي
وسأكون حطبك
أو أمتسخي كسيل العرم
وأغرقيني بقوة الطوفان
وشتتيني كأبناء سبأ..
شوهي – بأظفارك – قسمات وسامتي
قبل ان تتخطفني عيون الغريبات
أو تهوي بي في مكان سحيق ..
دعيني ألتهمكِ كماردٍ جائع ...
أنا كل صداع العالم
بقيّةُ من عصيان إبليس
وخطيئة آدم
وطفولةُ في غيابة الجب
وتسبيح في بطن الحوت
وغربة في ماء مدين
الأرواح الفانوسية تكتهس شيئاً فشيئاً
واللحظه تتساقط علي كقطع الليل المظلم
وانأ أتساقط على بعضي كرغبة مرتبكة
هذا أنا
وهذه آثامي بلغت عنان السماء
والحمدلله على سلامتي ...