هدية خمسة عقود
قصة قصيرة
تجتازني الأيام ويقطع من عمري زمنا طويلا ... سنين طوال مرت عبر ذالك اليوم الربيعي حين كانت السماء تمطر بسخاء فتغرق الشوارع والطرقات صرخت بوجه الدنيا إني قادم احمل عشقا من نوع أخر؟ وتخترق ذاكرتي تلك ألحظات التي مرت عبر هذه السنين وأنا أحاول عبور مخيلتي حتى اقطف منها لحظات فرح ، وتناثرت أمامي كل قصائدي اليتيمة و كتبي التي بللتها قطرات المطر ذات يوم وأنا أسير بطرقات مدينتي التي تشدني بسكونها وسحرها الساكن خيالي لم أكُن اعرف حينها طرقا للعشق أو سبيل إلى عرش النساء ، ولا ادري لماذا هذا الزمن يراودني بذات لماذا تتشابه سنوات عمري عندما أكون بسن الخمسون هل الربيع وعندما يكبر يصبح خريفا زمجا ؟ ،لماذا يصبح الخريف سيد الفصول من العمر وهو يخطو أبواب الخمسون يمر الزمن بفصوله الأربعة حين كنتُ أعدو بسنواتي الثمانية عشرة وأنا التقطُ حبات المطر بحديقة دارنا القديمة. كم كانت تروق لي مراهقتي التي كنت أمارسها الشغب ، فهل كانت الحياة مثلي وهي تكتمل عقوها الخامس، أم أنها أنهت كل الفصول ولم يبقى أمامها سوى السقوط لتتخلص من دورة الأيام, وتراكم السنوات في تاريخها !حيث كنت احتفل بميلادي الخمسون اجلس اراقب شموعي المحترقة التي وما زالتْ تتساقط منذ ذلك الوقت حين ولدت ، لا يزالُ عمري مُعلقاً على أبواب الزمن المطرود. . أترقب عبر نافذتي المطلة على غربتي التي تجرني إلى زمنا مجهول العنوان حيث أخطو شوارع وارصفه ومدنا ما كنت اعرفها سابقا حيث قادتني غربتي إليها ولا ادري السنة القادمة في أي بقعة سوف أوقد شموعي بهذه الزحمة اسمع طرقات بابي الخشبية انظر عبر العين السحرية لكون لا أريد من يزعجني في هذا الاستذكار عبر محطات الذاكرة... رجل يرتدي زيا لم أره من قبل وقبعة؟... لم اتصل بأي مطعم أو محل شكولاتة.. ماذا يريد هذا الرجل مني وأنا غارق بمحيط أيامي ..افتح له الباب وكلي رغبة بغلقه بسرعة
_تفضل هل من شيء
_عفوا سيدي هل أنت السيد
_أجبته باستغراب على سؤاله نعم أنا السيد....
_هذا طرد لك وقع لي هنا رجاء
مسكت القلم بهدوء وضعت توقيعي على لائحة مليئة بتفاصيل دون أن اعرف من أين أتي هذا الطرد الجميل التي تفوح منه رائحة طالما كانت عطري المفضل..جلست والدهشة تملئني أفتحة بهدوء والعطر يزداد حتى أغرقني بذكريات تدور بي افتح غطاء الصندوق محمل بهدايا بداخلة ورسالة لم تشدني الأربطة الأنيقة والقمصان الرائعة بقدر هذه الورقة التي تعطرت بعبق الذكريات وبدأت اقرأ(( حبيبي الغالي....
غرقت ساعات بين كل تلك البضائع المعروضة اقلب كل تلك القمصان بين يدي افحص أربطة العنق الملونة وكلما تعثرت بما يليق بك أتركة يسقط من بين يدي لأني اشعر باني امسك بملابس عادية تتشابه في تفاصيلها وأنا أريد أن اعثر على شيء غير اعتيادي لرجلي المختلف المميز ربما جاء اختياري في النهاية عاديا وتقليديا ولكنه مشبع برائحة حبي وذكرياتي ومبلل بعطر اشتياقي لك.فهل هذا يكفي لتتميز هديتي.. وتليق برجل مثلك؟ كل عام وأنت بخير وصحة ودمت سالما لي .بفؤاد ينبض حبا بي وبالحياة القادمة... )) تشدني رسالتها إلى عالمها المرسوم بخيالي وانظر إلى شموعي تتزامن بقطرات دمعي وهي تقطر احتراقا لبعدها عني واني اعترف أن ميلادي بدا من تاريخ رسالتك و هديتك يا (.....)
عدنان الدوسري
كاتب عراقي مغترب