شيئ من السياسة -محاصرة الثورات العربية

شيئ من السياسة -محاصرة الثورات العربية 1-
********************************

ان الأمة العربية هي المستهدفة .وليس الاسلام .هذا ما توصلت اليه وأنا أحاول قراءة ما يحدث من تطورات في المحيط العربي .وحدها الأمة العربية ،هي التي يمنع عليها الارتقاء الى الأمم الديمقراطية .وأؤكد ذلك ،وحدها الأمة العربية التي يحرم عليها الاستفادة من العلوم الدقيقة .وحدها الأمة العربية التي لا ينبغي أبدا أن تقوم لها قائمة اجتماعية مزدهرة .
لماذا ؟؟؟؟؟؟أحاول دائما اشراك القارئ في انتاج أسئلته وأجوبته .لذلك أرجئ الاجابة عن هذه الأسئلة ،الى مقال آخر.
دعونا نركز الآن على سؤال آني وملح ؟؟لماذا يتم الاصرار على وأد الثورات العربية ؟حتى تلك التي ظن الجميع أنها سقطت ،بينما لم يسقط منها الا رأسها ،واستمرت الأطراف في انتاج رؤوس اخرى ،كالتنين الصيني ؟هل هو فهم ساذج لاواليات الثورات الشعبية؟هل هو انحسار البدائل الاحتوائية لمثل هذه الظواهر؟.ان خطأ السياسي هو كونه يظن نفسه دائما هو الأذكى .وهذا خطأ يقع فيه كثير من السياسيين .ورجال الدولة الكبار.وهو نفس الخطأ الذي يحدث الآن في الدول الثائرة ،او تلك التي استطاعت أن تخفظ منسوب احتجاجات شعوبها الى أدنى نسبة .وعملت على محاصرة مطالب شعوبها .
ومن مظاهر ما أسموه تنكيلا ب "الربيع العربي "،وهي في الحقيقة ثورة عربية ،لم تنم بعد أي عشبة فوق ارضها المغمورة بدماء الشهداء.ما قامت به بريطانيا من اعتقال تعسفي ولا شرعي للشيخ "رائد صلاح"،خارج أي موجبات قانونية،بعدما وافقت على منحه تأشيرة الدخول الى أراضيها ،وهو ما يعرضها للمساءلة القانونية .بينما لازلنا نذكر ،عندما قبع "ايهود باراك "في طائرته داخل احدى مطارات بريطانيا ،بعدما رفعت ضده دعوى باعتباره مجرم حرب ،ابان البربرية الاسرائيلية على غزة سنة 2008 .فعاد توا على متن نفس الطائرة ،بعدما أخطرته السلطات البريطانية بالمآل الذي ينتظره.انها أعرق ديمقراطية معاصرة .لكن معيار الكيل بمكيالين لازمة متأصلة في سياساتها.وثاني مظهر خارجي لمحاصرة الثورات العربية ،هو منع اليونان لقافلة الحرية الثانية من العبور الى غزة ،لتقديم مساعدات انسانية .في حين أن الغرب عندما وافق على ضرب القيادة الليبية ،كانت أهم دوافعه هي حماية المواطنين من هجمات القذافي وأعوانه ؛أي أن الدافع الانساني هو الذي أوعز لها بقصف معاقل وأرتال كتائب القذافي .نفس الاشكال؛ المعيارية المزدوجة التي عودنا عليها الغرب .انها مكون أساسي من مكونات النفس الغربية .وخاصة السياسية منها .اننا هنا أمام مؤشرات وعلامات واضحة لمحاصرة الثورات العربية من الخارج .فماذا عن الداخل ؟.
ان تململ النظام التونسي المؤقت واحتواؤه الشبه كامل لباكورة الثورات العربية ،وهذا الشد والجذب بين مختلف كونات الفسيفساء السياسي التونسي .وما يطفح فوق السطح من حين لآخر ،من أسماء قيادية في المرحلة الحالية ،معلن ولاءها للرئيس المخلوع .لكي لا نقول للرئيس البائد .لأن هذه الأسماء هي التي ما تزال ممسكة بكل مقاليد الدولة التونسية .والجمهورية الثانية لازالت في قاعة الانتظار.كما أن الأحكام الصادرة اليوم في مصر ،بتبرئة عدد هام من ركائز النظام المباركي ،وتبرئة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين ،هي علامات كافية ،للبرهنة على أن عبارة "الربيع العربي"استهلاكية،"جلوبلزية"GLOEBBELS"،وظيفتها ،سجن الانسان العربي في مصطلحات طنانة ،وصرف نظره عن والواقع الذي يعيشه ،في استمرارية استبدالية لأسماء شخوص ،ولقوانين لا أثر لها ولا تأثير ،ولخطابات تصالحية ،تروم الهدنة عوض التشارك .
اننا لحد الآن لم نقم بالثورة الحقيقة ،ربما كانت مجرد بروفة لكشف جميع الأقنعة ،التي لم تنتظر أكثر من شهور قليلة لتكشف عن نفسها .لكنها كانت بروفة جد غنية ،وجد مقنعة ،.ألم تكشف حكامنا أمامنا وتعريهم كما ولدتهم أرحام الأقدار في ابشع صور الانسان المنحط أخلاقيا وانسانيا .وبينت بالملموس على ان اسرائيل انتصرت هنا .هنا في نقطة الحكام العرب ،وليس في مكان او مظهر آخر.انتصرت عليهم لأن الحكام العرب كشفوا نفسهم عن كونهم أنذل وأحقر من اسرائيل ،بل أحط قدرا منها .وللأسف الذي لا يؤسف عليه ،هذه حقيقة ،لايمكن لأحد أن ينكرها.فاسرائيل لم تنكل يوما بمواطنيها ،فبالأحرى قتلهم .انما دمرت وقتلت من اعتبرتهم أعداءها .بيبنما الحكام العرب ،فعلوا في شعوبهم ما لم يأت التاريخ على ذكره بتاتا .
ماذا بعد؟؟ هل هذا "ربيع عربي "أم زقوم عربي ؟للزمن وللشعوب القدرة على الرد على السؤال.