مهلا...شيئ من التريث

موضوع: مهلا...شيئ من التريث 10/7/2011, 11:31 pm

مهلا ..شيئ من التريث
****************

مهلا...شيئ من التريث،والتفكير المتأمل.ألسنا الآن ،ومنذ أكثر من عشرين سنة ،نعيش بالفعل ما يسمى اعتباطا ،قبل سقوط الاتحاد السوفياتي وتفككه 1989 ،"حربا باردة"،وما كان قبلها منذ 1950---1989--كان سلاما باردا؟؟؟بين قطبين محددين لاثالث لهما .هما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية .وحين استفردت الأخيرة بالعالم ،وكثرت التقارير والكتابات حول قدوم مارد اقتصادي جديد ،ذي لون أصفر ،ب تم استنهاض وبعث جسد متهالك في طور الحشرجة ،سمي "، الشعوب الاسلامية ".لأن لهذه الشعوب مركز قوة لايقهر ،لكنه مغيب بفعل أسباب كثيرة ؛هو دينها.ومتى ما انتبهت اليه ،قد تعود قوة انسانية هائلة ،تتمتع بكل مميزات وخصائص الدول العظمى .لذا وجب محاصرتها ،قبل أن تعود الى رشدها ،ووأدها قبل أن تفطن الى ذاتها !!!!وتعمل على البحث عن نفسها ،خاصة وأنها تتمتع بكل أسباب العودة والنهوض --اقتصاد-قوة بشرية--أراضي خصبة--بحار--مقاطع طرق--مواد خام...الخ لاتتوفر في مناطق عالمية أخرى.وبالتالي محاصرة المارد الأصفر .فتكون قد أسقطت عصفورين بحجر واحد.
مهلا...مرة أخرى ..شيئ من التدبر والتفكير العقلاني ،بعيدا عن أي شوفينية ،أو تحقير للذات .فالجميع يعلم تاريخ الغرب ،وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية .في تورطاتها في حروب خاسرة ،بدءا بالحرب الفييتنامية ،وليس انتهاء بالحرب المقدسة على العراق ،وأفغانستان ،وهو ما جربت نتائجه القاسية في وحل الصومال .ان الحرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تمثل الهواء الذي تتنفسه رئتها .فمن غير حرب لن تعرف استقرارا ،ولن تعرف كيف تضمن سيطرتها وهيمنتها.وهي في ذلك تدري ان الحرب تمثل بالنسبة لها كعب أخيل -نقطة ضعفها-.
واذا كانت الشعوب العربية تعاني من حكام يعانون من عقدة "الخوف من الجماهير "DEMOMANIA" فان الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من عقدة الأفول .وهذه العقدة تؤرق ،قادة الخفاء في USA.خاصة وهم يرون انكماش سطوتها وسيطرتها الاقتصادية والعسكرية ،أمام تصاعدقوى القتصادية جديدة ؛أهمها الصين ،ودول العشرين .فلم يبق الا استنهاض وبعث الجسد المشرف على الموت -الشعوب العربية والاسلامية".وهنا لابد من التنويه ،أني لا أذهب ،أن الولايات المتحدة الأمريكية وراء الثورات العربية .أبدا لا أتصور ذلك ،ولا أتصور شعوبا كاملة تتحرك ب"الروموت كونترول ".فهذا فهم حسير ،وليس ضيقا فحسب ،بل يفتقر الى أدنىحس من المسؤولية الأدبية والأخلاقية ،بله السياسية.وهذا ليس موضوعنا .انما تركيزنا ،هو محاولة رصد التحولات الجيوسياسية في ظل الحراك العربي .وهنا لابد من الاشادة بكون الغرب عموما وجد نفسه بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب ضد الارهاب ،ومن تطويق العراق وتدمير هذا البلد الحيوي ،هذا الضمير الحي للتاريخ الانساني،أمام رهان خاسر ،ولعل الأزمة المالية العالمية التي لازال الغرب يرقع فجواتها ،والذي أوصل USA الى حافة الانهيار الاقتصادي ،حيث أوشك على الاصطدام بسقف الديون المسموح لها بها وهي 150تريليون دولار ،وهوما يعني صراحة أن سلم الهبوط قد بدأ عده التنازلي .
مهلا ،شيئ من التريث...قامت الثورات العربية ،والغرب بقيادة USA ،قد أصيب بصدمة وحيرة لايعرف حجمها الا المراقبون المتخصصون ،الى درجة أربكت كل رؤساء الدول الغربية ،الناطقين الرسميين باسم أنظمتهم .وكلنا تابع تخبطهم وتلعثمهم ،وتناقضات تصريحاتهم في أقل من 24 ساعة .كلنا يتذكر كم انتظر أوباما ليدعم تحركات الشعبين التونسي والمصري .ثم دعم مبارك ليتراجع عن دعمه ،ويعود ثانية لدعم الشعب المصري ،والخطأ الكبير الذي وقعت فيه وزيرة خارجية فرنسا الذي كلفها منصبها .واختباء برلسكوني ،الذي لم يظهر على الشاشات الا متأخرا جدا وتململ روسيا والصين غير المستعدتين للدخول في صراع قوي كما كان الشأن أيام الحربين الكورية والفييتنامية ،لغياب شرط التنافس الايديولوجي.كل هذه النتوءات والفجوات السياسية،تدل على ارتباك واضح في قراءة المستجدات التي تكون خارجة عن خرائط الطرق التي يصنعونها،بدعم من ترسانات حربية ضخمة .
مهلا....شيئ من التفكير المنتشر ،أعجب لدارسي الطوبوغرافيا ،أو علم الجغرافيا عموما كيف لا ينشرون رؤيتهم حول الطوبوغرافيا السياسية والاستراتيجية .لكنهم معذورون بعض الشيئ .فما عذر المفكرين العرب ؟ لاعذرلهم ،فهم من وجب أن يعلمونا أسس الطوبوغرافية السياسية والاستراتيجية ،عوض الاختباء وراء املاء أفكار معطاة ومستقاة من مفكرين غربين ،باسم الحداثة ؟؟؟أين استقراءاتهم ،؟أين بدائلهم ؟أين محاصرتهم للهجمات الداخلية والخارجية التي تحاول وأد الثورات العربية ؟ألم يضجرون بكراهية الغرب لنا ؟نعمك الغرب لايريد لنا ان ننهض ،هذا شيئ معروف وواضح.كما هو واضح أسطورية الوكالات الاستخبارية الغربية ،وتغلغلها في الأنظمة العربية ،بل والسيطرة عليها وتوجيهها .كلام قديم ومكرور .هل نفقد معه كل قدرة على التحكم في خطواتنا ؟والثورات العربية أبانت بالملموس ان الشعب اذا اراد شيئا قال له كن فكان .
مهلا ....شيئ من التفكير البارونامي ...لم تكن تلك الا شذرات واضاءات صغيرة ،وجب تفكيكها وتدبرها...الأمور لاتسير حسبما يروى لنا ،ويمرر لنا ،للأمور مسارب ومسالك اخرى ..مهلا.