انا ووردتي الحمراء والليل والمطر
--------------------------------------------------------------------------------
كان المطر يتساقط في حنو ....وانا انتظر الحافله لاعود للبيت..وكانت السماء تكتسي اثوابا من ديمه الغيوم الرقيقه
المطر كان كالندى يتساقط فوق خمائل وردتي الحمراء..والتي اعتدت ان احملها في طريق العوده كل ليله...
في سكون الليل ..وازدحام الشوارع , واضواء المحال والسيارات..سمعت همسا قرب قلبي..كانت وردتي
وكانت علامات حزن على خمائلها..وشوشتني وطلبت مني ان نمشي من هنا .. استجبت لطلبها لان في
نفسي رغبه ان اسير تحت المطر في هذا الليل..
فتحت مظلتي وسرت في الطرقات..لم اكن البس قبعه ..ومعطفي الطويل يلتف حولي في هدوء
ومظلتي تلتقط حبات المطر وتنثرها حولي,,نسيمات الهواء الرقيق تتغلغل في شعري وتدندن ...
الارض المتبله تلمع في عيني .. وكلما مررت بمكان يتجمع فيه الماء ارى القطرات تصنع حلقات حلقات تتسابق على ان تصنع موجه في بحيره عطشى...
كنت اسير في خطى بطيئه .. لم اكن اريد الوصول... وردتي الحمراء لم تبتسم..فهمست لها اسألها عن مصابها.. فهمست في حزن وقالت : انا عطشى.. لم ارتوي .. لم تلامس خمائلي قطرات الماء
اقفلت المظله ووضعتها في حقيبتي..واحتضنت ساق واوراق وردتي..واسندتها على صدري
وسرت... وازداد انهمار المطر..وانهمر وانهمر بلل خدودي وشعري ومعطفي ووردتي تغني
وتغني وانا اغني معها. وسرنا معا في الليل والمطر.. والمطر والليل في انهمار ..وانا انهمر وانهمر
واقدامي تتراقص في خطوات تسابق فيها انسكابي على برك الماء..وتصنع زوبعه
من تراشق لدقات قلبي مع كل خطوه ..ووردتي اطلقت رحيق عطرها وهمست لي
قبليني..وحين قبلتها كنا انا وهي قد غرقنا معا في بحر من العشق للّيل والمطر